في قاعة الدرس، ترى الوجوه القادمة من الجهات الأربع، يبتغون وجه اللغة، ويقصدون هذه البلاد طمعا وحبا بأخذ ما علق بألسنة أهلها من كلام بائت، يبدو كباقي الوشم في ظاهر اليد!!.
جئنا مثنى وثلاث ورباع، وعشار، نتعلم منا من قضى من اللغة، ومنا من ينتظر، وثالث يضع قدمه الآن في صفوف المدرسة!!.
نحمل أحلامنا التي تزن الجبال ثقلا، نحاول ان نخرج من تقاليد الطفولة، وعادات الأمس، حين تكون علاقة المعلم بالتلميذ على نظام لك اللحم ولنا العظم .
هنالك اللحم والعظم، والشحم، الذي يبدو كالورم على رأي عمنا المتنبي- لك الوقت والدرس والحرية، وأنت الخصم والحكم!! على رأي عمنا المتنبي - مرة أخرى-.
نغالب ترتيب الكلام ، ولكن درس الطفولة أغلب، فالفاعل هنا واجب التقديم، وليغضب سيبوبه والفراهيدي والأخفش!!
نتعارك حول قام محمد لنقول جون قام ، وربك الهادي الى سواء السبيل.
هناك عرفنا الفعل ماضيا ومضارعا وأمرا، وهنا ضاعت مفاتيح الأمور وتكاثرت الظباء على احمد، حين تمددت الأفعال وأزمنتها -بفعل حرارة أغسطس- لتصبح بقوة الحرارة بضعة عشر زمنا وان شئت قل فعلا !!.
حمل ثقيل حين تعود الى أرذل العمر، بعد ان تترك الدراسة وقاعة العلم، وتمارس التعليم، وتنخرط في متاعب الحياة العملية المختلفة، وتقوم بتعطيل خلايا الذاكرة، تعود الى المدرسة، حاملا الفسحة وحقيبة الكتب، وتخرج مع الطيور الى الفصل، وترفع اصبعك الذي نسي طريقة الرفع، ثم تأتي الصرفة ، وما ادراك ما الصرفة؟!.
ويأتي عليك العصر، ثم تبدأ بعمل الواجبات والمذاكرة، وترتيب الكتب، وتحضير الجدول، وبري قلم الرصاص، واعداد المسطرة، والتنبيه على ان تكتب على سطر، وتترك سطرا!!.
تعود الى ذلك والعود أحمد لأحمد تخيل هذا النشاط، بعد ان ارتخى الرأس، وبدأت الذاكرة بالتهريب، وأخذت اليد الكاتبة تشتعل ثقلا!!.
نأتي الى الفصل نحمل احلامنا، وأمانينا، واقلامنا، ودفاترنا، يد للتعلم،
ويد للعض على ما مات، ولا تسلني عن أصابع الندم، فقد أدمنت الاسنان وياليته كان ندما واحدا!!
جئنا -هنا- ولكن بعد ان انتهى الدرس!! فلماذا لا ينتهي المقال!!؟.