هكذا أوراق,. فهد العتيق |
* خيال الواقع:
* هذه الأعمال الدرامية التي تقدم للمشاهد يوميا عبر القنوات الفضائية من أفلام ومسلسلات ومسرحيات ومعها أيضا أنواع الكتابات من قصائد وقصص وروايات، تدعونا دائماً إلى مواجهتها بسؤال قديم: هل هي من الواقع أو من خيال الكاتب؟ وأغلب إجابات الكثير من الكتاب تقول: المهم أن تكون هذه الكتابة جيدة وممتعة وبعد ذلك لا يهم هل هي من الواقع أو من الخيال، وربما أن هذه ليست إجابة بقدر ما هي محاولة للهرب من السؤال الذي يُطرح في الغالب على الشعراء وبالذات شعراء القصيدة العامية، والذي نعرفه أن الشعر المغنى على امتداد الوطن العربي، منذ سيطرة ما يسمى بالأغنية الشبابية السريعة وحتى الآن، ما هو إلا خيالات (رومانسية) محلّقة في الغالب، وهي أيضاً غير مبالية بواقع الحياة الذي نعيشه، ودائما ما تحصر نفسها في إطار ضيق هو العلاقة بين الشاب والفتاة محاولة اللعب بطريقة رمزية على أوتار الغريزة الجسدية، والقليل من هذه القصائد العامية المغناة استطاعت أن تخرج من هذا الإطار لتخاطب وعي الإنسان عن طريق الظروف الموضوعية المحيطة به بطريقة فنية مميزة، فالفن بشكل عام يفترض أن يكون مرآة (فنية) للواقع وليس مرآة جامدة مرآة جمالية تتصف بالقدرة على توليد صور غنية من رحم الصورة الأم لتعميق وعي المتلقي بالواقع المحيط به وهذا دور الفن الحقيقي، الذي يواجه الواقع بشجاعة ومقدرة وإبداع يثير وعي المتلقي ويمنحه الفرصة للإبداع وطرح الأسئلة بطرق مختلفة تثري وتغني مخيلة المتلقي وواقعه اليومي الذي يحتاج إلى هذه المخيلة المتحركة لمحاولة فهمه، بصوت أعلى للفكرة والمضمون القادر على اختراق واقع الحياة بطرائق وكيفيات جديدة وأدوات فنية متقدمة ولغة شاعرية متجددة تدشن مسار وعي آخر بعيد عن النمط وعن السائد من الأعمال والكتابات الفنية المختلفة.
* تأثيث الذات:
* يلاحظ في الكثير من الكتابات العربية الادبية والسياسية والاجتماعية والثقافية بشكل عام، وأركز هنا على النصوص الأدبية، أنها تقوم على بنية متشابكة من الثنائيات التي تركز على المنظور العربي مقابل المنظور الغربي, في الوقت الذي تحتاج فيه مجتمعاتنا العربية إلى هذه الأقلام كي تغوص عميقا في حياتها الداخلية المليئة بالهموم والمشاكل على كل المستويات، بعيداً عن النظرة التقليدية للغرب على أنه خصم نتناحر معه، أو على أنه مثال يُحتذى.
نحن نعاني في مجتمعاتنا العربية - مثلما يعاني أي مجتمع آخر - من الكثير من السلبيات والتناقضات التي تنتظر الدراسات والنصوص التي تملك تلك الآلية القادرة على كشف هذه المشكلات بتوغل عميق يفضي في النهاية إلى معرفتنا بجذور هذه المشكلات ومحاولة معالجتها.
البيت العربي من الداخل بحاجة إلى أن يغلق الباب على نفسه قليلا لكي يراجع ذاته، صحيح أننا لسنا بمعزل عن الآخرين وأننا نؤثر في العالم ويؤثر فينا ونحتاج إلى التواصل معه، لكن الصحيح أيضا أننا بحاجة أكثر إلى محاولة تفهم مشكلاتنا بعيداً من الآخر ونظرتنا له.
* فاصلة شعر من إيمان مرسال:
* نساء صامتات
ملأن الطرقة التي تؤدي إليك
وجهزن الأجساد لطقس
سيزيح الصدأ المتراكم فوق حناجر
لا تجرب نفسها.
إلا في الصراخ الجماعي.
|
|
|