Sunday 31th October, 1999 G No. 9894جريدة الجزيرة الأحد 22 ,رجب 1420 العدد 9894


شدو
العولمة والثقافة
الدكتور : فارس الغزي

قلما شاهدت برنامجا تلفزيونيا أو قرأت مقالة تناقش موضوع العولمة دون أن أجد اقحاما لموضوع الثقافة في صلب الموضوع, بمعنى آخر أصبحت العولمة والثقافة صنوين لا ينفصلان عن بعضهما البعض، هذا على الرغم من أن ما يسمى بالعولمة لم تشب عن الطرق بعد هذا ان كان لها من طوق سوف تتجاوزه ، ناهيك عن الحقيقة المتمثلة في أن للثقافة وحدها ما يقارب من (161) تعريفا متباينا, وعليه فلا غرو ان نجد تخبطا في تعريف مصطلح العولمة !: فمنهم من يعرفها اقتصاديا وتكنولوجيا فقط ممثلة في تشابك مصالح شعوب هذا الكون الحياتية ، ومنهم من يعرفها ثقافيا - أي ذات صلة بالقيم والعادات والمعتقدات - ومنهم من يجمع بتعريفه كلا الجانبين بل يؤكد أن أحدهما لا يستطيع الفكاك من الآخر .
ومع أنه لا أحد يستطيع الجزم بتعريف كاف شاف عن العولمة فاننا في الحقيقة ورغم الجهود العلمية الهائلة في العلوم الانسانية - وكما أسلفت - لم نستطع كذلك تحديد ماهية الثقافة في تعريف واحد، الأمر الذي أضاف الى الموضوع مزيدا من الخلط والبلبلة,
والواقع أن الجذور النظرية للعولمة وارهاصاتها الخيالية - كفكرة مجردة أو فلنقل كأمنية غربية - قد ترعرعت في رحم الخمسينات الميلادية , فها هو العالم الامريكي ( هوسيلتز ) في العديد من كتبه ومقالاته والتي أذكر منها "البناء الاجتماعي والازدهار الاقتصادي "والتدرج الاجتماعي والتنمية الاقتصادية يرى ( جازما !) أن الدول ( الفقيرة ) شاءت أم أبت في طريقها الى ( اكتساب ) واستيعاب قيم الدول المتقدمة والتخلي بالتالي عن موروثاتها وقيمها !,, وما ينطبق على هذا العالم يسري على عالم أشهر منه ومن معاصريه ألا وهو العالم الامريكي ( بارسونز ) والذي كتب العديد من الكتب في الخمسينات الميلادية فحواها قدر الدول غير الغربية في السير على خطى الدول الغربية قيما وسلوكا !,
أضف الى ما سبق ذكره ، تلك (التنظيرات ) التنموية التي عجت في غرب الستينات الميلادية والتي من أشهرها ما يسمى ب اتجاه المكانة الدولية ؟! ,,والذي رأى علماؤه أن ليس للمجتمعات غير الاوروبية مناص سوى أن ( ترث !) تجربة المجتمعات الاوروبية حيث ان هذا التوريث - على حد تعبيرهم - قادر على تخليص هذه الدول من مشاكلها ( التي خلقها الاستعمار نفسه !!) .
أخيرا ماذا عن تلك النظرية الغربية المسماة ب "الاتجاه الانتشاري ؟!",, والتي طالما اصر علماؤها ولردح من الزمن على أن العلاقة بين الغرب والشرق عملية ( تثقيفية !) حيث ( ستنتشر ) القيم الغربية أولا في عواصم الدول النامية ومن ثم عواصم أقاليمها ومن ثم سوف تكتسح كافة أرجائها ومن خلال اتجاه واحد,,, لطفك يا رب,
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
لقاء
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved