* تحقيق : منيف بن خضير
حظيت بعض الهوايات باهتمام بعض الشباب وذلك مع التطور الصناعي الذي اجتاح العالم ظهرت عدة هوايات جديدة على العالم العربي تحديداً وعلى المستوى السعودي على وجه الخصوص,, من ابرز هذه الهوايات ركوب الدراجات النارية واقتناؤها وعمل رحلات طويلة بواسطتها,, الرحلات البرية عبر الدراجات النارية,, هواية جديدة وجدت طريقها للشباب السعودي,, لماذا؟!,, هل هي روح المغامرة ام الثقافة والاطلاع,, أم التقليد؟!, الرحلات عبر الدراجات النارية,, رغم ما فيها من اخطار محتملة,, الا انها لا تخلو من المتعة كما اكد ذلك ضيوف هذا التحقيق,.
الثقافة والتعارف مكاسبها
لماذا هذه الهواية؟!,, تحدث في البداية اجابة على هذا السؤال الرحالة: محمود الموفق - أعزب - قائلاً: اعتقد ان الحب ليس له ما يفسره وقصة بداية عشقي لركوب الدراجات النارية لا اجد له تفسيرا، ولكنه بدأ معي منذ الصغر وتطور معي الى ان تحول الى موضوع آخر وهو الرحلات الطويلة البرية بواسطة هذه الدراجات,, وأرى من وجهة نظري ان السؤال يفترض ان يكون: لماذا هذه الرحلات؟!! ساعتها اجيبك ان الاهداف من الرحلات بانواعها كثيرة جداً ولعل الابرز من وجهة نظري هو ما اكسبه من مثل هذه الرحلات من صداقات ومعارف لزملاء الهواية في البلاد التي ازورها، وانا الآن على علاقة بالعديد من الاصدقاء في البلاد العربية التي زرتها، وعلى اتصال دائم معهم، ونُطلع بعضنا البعض على كل جديد في هذه الهواية كما لا ننسى ما يمكن ان يكسب الانسان من ثقافة عامة وسعة اطلاع من عادات الشعوب وتقاليدها - خصوصا اذا كانت الرحلات لعدة بلدان -, والسفر عبر الدراجات النارية له طابع خاص يختلف عن السفر بأية وسيلة اخرى سواء الطائرة او السيارة، فالجميع يتعاطف مع الرحالة في هذه الحالة، ووجود الدراجات النارية يثير الفضول لدى الناس وخصوصاً الاطفال ووسائل الإعلام المختلفة، لذلك يكتسب الرحالة معلومات ومعارف قلما يكتسبها المسافر بالسيارة مثلاً, فنحن محط اهتمام الناس في كل مكان!!.
الاعتماد على النفس
وحول هذا الموضوع قال الرحالة/ جاسم المطوع - متزوج - موظف حكومي: معظم الرياضات في العالم تكسب الانسان ميزة الاعتماد على النفس، ورياضة ركوب الدراجات النارية وعمل رحلات خطرة ومرهقة وتتطلب صبرا وجلدا يقل في الرياضات الاخرى,, واتذكر اننا نمضي مثلا الليل بأكمله واحيانا نقطع فيه مسافات تصل الى اكثر من (500 كم) ناهيك عما يمكن ان نتعرض له من اعطال او حوادث او مهاجمة حيوانات غريبة ومفترسة لنا!!.
هذه الهواية علاقة تبادلية
أما الرحالة/ جمال خليفة - اعزب - موظف حكومي: فيقول لا شك ان مثل هذه الرحلات اذا كانت شخصية لا ترعاها مؤسسات حكومية معينة او تدعمها مؤسسات تجارية لا شك انها تكلف الكثير,,, وبذلك تصبح الرحلة خاسرة وغير مريحة لكثرة المصاريف في الاكل والبنزين والسكن,, ولكن الجانب الآخر مفيد ومريح ماديا، وهو استغلال دور الدعاية والإعلان لنا فهذا يريحنا ماديا وكذلك رعاية المؤسسات التجارية وتبنيها لرحلة معينة تحت شعار معين فيه مكاسب مادية، كما لا يخفى عليكم اهمية الاستعراض في مثل هذه الهواية وبعض الاندية تتسابق على الظفر بالمبدعين من المستعرضين والاستعراض له اشكال كثيرة مثل رفع العجلة الامامية والسير بواسطة العجلة الخلفية فقط وكذلك الوقوف على الدراجة اثناء سيرها,, وقفز الحواجز النارية، وغيرها كثير.
الليل والطقس المعتدل.
وعن الاوقات التي يفضلها الرحالة يقول احمد بن راشد الحسن - طالب جامعي -: الحقيقة نحن الخليجيين عادة نفضل الاجواء المعتدلة فشتاؤنا شديد البرودة وصيفنا شديد الحرارة.
ويضيف الحسن: أنا وزملائي نفضل المساء في السفر لاعتدال الجو وخلو الطريق - عادة من السيارات - كما نرغب دائما في السفر في فصل الربيع وقت اعتدال الجو,, وحدث ان سافرنا ذات مرة في بداية شهر اكتوبر وكان الجو معتدلا في الخليج ففوجئنا بالبرد القارس في سوريا والاردن ولبنان وبعد ان كنا ننوي السفر الى تركيا واوروبا اضطررنا للعودة الى بلادنا بعد ان اخذ كل منا نصيبه من المرض!!.
الشتاء,, عدونا
ويضيف الرحالة/ محمود الموفق: فصل الشتاء واقصد تحديداً ذروة الامطار من اشد اعداء هذه الهواية حيث نتوقف كليا عن ممارستها خوفا من الانزلاق والاعطال ناهيك عن عدم قدرة الرحالة على تحمل السفر وقت هطول الامطار وما يترتب على ذلك من امراض,, وكذلك اثناء ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف لا نفضل السفر خوفا على الدراجات من الاعطال الفنية وتمزق الاطارات.
الجماعية بهذه الرحلات!!
يقول محمد بن عايد السبيعي احد المهتمين بهذه الرياضة عن سر الجماعية في مثل هذه الرحلات: في الاصل تنشأ هذه الرياضة على شكل جماعات ويساهم الحي - مثلاً- والرحلات الخلوية البرية في تشكيل روح الجماعة لدى ممارسي هذه الهواية,, ثم تتحول بعد ذلك الى هواية جماعية,, ولعل السبب الرئيسي في جماعية هذه الرحلات هو طول المسافات فالرحالة عادة يقطعون مسافات طويلة فيضطرون للسفر على شكل جماعات لمساعدة بعضهم البعض في حالة حدوث اعطال في المركبات او في حالة حدوث مرض او نحوه او اي حادث من اي نوع,فالسفر يجمع اصحاب الهواية الواحدة والاهداف المشتركة.
المغامرة,, وروح الشباب
المغامرة وروح الشباب تسيطر على هذه الهواية هكذا بدأ الشاب/ فهد جمعة الفياض مشيراً الى ان هذه الهوايات غالباً ترتبط بالمنافسة والتشجيع فالمتسابقون مثلا يحتاجون للجماعية حتى يتميز الاول والثاني والثالث,, والتنافس كذلك يتطلب وجود مجموعة حتى يبرز منها واحد.
وهذه الهواية وخصوصا انه يصحبها سفر ورحلات تعتبر مغامرة شبابية لما قد تنتظره من عقبات واخطار محتملة,, ولا يفضل مثل هذه المغامرات الا الشباب، لذلك يتشكلون دائماً على شكل فريق واحد او مجموعة رحالة.
الأندية تساهم بالهواية
الشاب/ احمد بن علي العماش يرى ان الاندية ساهمت مساهمة كبيرة في انتشار هذه الهواية,, ومن المعروف ان هناك اندية تجارية واخرى رياضية ترعى مثل هذه الهوايات وبصفتي احد المهتمين بهذه الرياضة فقد زرت ناديا يعقد مسابقات واستعراضات مذهلة في دولة الكويت الشقيقة وذهلت من اقبال الشباب الخليجي والسعودي تحديدا على مثل هذه الرياضة,, لذلك تظهر هذه الرياضة بشكل جماعي رغم انها تصنف من الالعاب او الرياضات الفردية ولكن طبيعة الرحلات فيها تقتضي الجماعية.
عقبات تهدد هذه الرياضة
يرى الشاب/ محمد السبيعي ان النظرة الاجتماعية لمثل هذه الهوايات الى الآن قاصرة، فمجتمعنا ربما لم يتعود عليها .
ويضيف السبيعي ان مثل هذه الرياضات تزدهر في المنطقة الشرقية والرياض وجدة في الوقت الذي تنعدم فيه مثلا في مناطق البلاد الاخرى,, فالنظرة الاجتماعية في رأيي الشخصي اهم العقبات التي تعيق ازدهار مثل هذه الظاهرة.
تستغرق وقتاً
أحد هواة هذه الرياضة/ ممدوح السعيد يقول: هذه الرياضة (ركوب الدراجات النارية,, والرحلات) تستنزف وقتا كثيرا,, سواء في تعلمها وممارستها وتنظيم الرحلات الطويلة لها,, وحينما افكر مثلا بعمل رحلة برية جماعية اتوقف كثيرا عند مسألة الوقت هذه، فالوظيفة الحكومية تحاصرني من جهة والعائلة والاولاد من جهة اخرى!!.
مخاطرها كثيرة!!
أما الشاب/ فهد بن جمعة الفياض فيرى ان المخاطر التي تحدق بهذه الرياضة كثيرة من اهمها الاصابات والكسور الناتجة عن الحوادث والسقوط فهي رياضة غير آمنة لذلك ربما لا يفضلها كثير من الناس, واخبرني احد الاصدقاء انه انفجر الاطار الخلفي لدراجته في احد البلاد العربية ومكث اياما دون ان يجد اطارا مماثلا لدراجته، مثل هذه الحوادث التي نسمعها لا تشجع الكثير على الانخراط بها، ولا ننسى دورا آخر لا يقل اهمية وهو الجهل الذي يحيط ايضا بهذه الرياضة فهي حديثة العهد بمجتمعنا,, ومعلوماتنا حولها ليست كافية ناهيك عن جهل البعض بقواعد السلامة فيها.
مرهقة وتبعدني عن العائلة
أما احمد بن علي العماش فيقول اتردد كثيرا قبل اقدامي على ممارستها فهي مرهقة جدا نتيجة حاجتها المستمرة لمجهود عقلي وجسدي في آن واحد (توافق حسي عضلي وعقلي) فهي مرهقة للجسد وخصوصا اثناء الرحلات البرية الطويلة، والتي تتطلب اياما للراحة بالمقابل تنعكس على العمل وحاجات العائلة، كما انها تصرفني كثيرا عن عائلتي التي هي بأمس الحاجة لي,, وبعض الاصدقاء ممن يمارسون هذه الرياضة حدثت لهم مشكلات عائلية كثيرة بسببها,, والرياضيون عادة يتعرضون للعديد من المشكلات بسبب انشغالهم عن عائلاتهم ولكن اصحاب هذه الهواية يتعرضون دائماً للمشكلات بسببها!!.
ننصح بممارستها بشروط!!
وجهنا هذا السؤال للمهتمين بهذه الرياضة,, فأجمعوا على اهمية العشق لهذه الهواية، حيث قال احمد الجمعة: إذا اُولع الشخص برياضة ما فلا يجدي نصحه بتركها,, لأنه يحبها اساسا، ولكن بنظرة موضوعية نرى ان الرياضة عموما مفيدة ولكل رياضة مزاياها وعيوبها,, والرحلات عبر الدراجات النارية - في رأيي - مزاياها اكثر من عيوبها وانصح الشباب بممارستها، يكفي ان فيها القوة والقدرة على التحمل فهي باختصار تصنع الرجال.
ويرى الرحالة/ محمود الموفق,, ان شرط النجاح في ممارسة اي رياضة يعود الى قدرة الشخص على التوفيق بينها وبين اهتماماته الاساسية سواء في العمل او على صعيد الارتباطات الاسرية.
ويضيف الموفق - ساخراً -: واصارحكم القول بانني لو كنت متزوجاً لما استطعت قضاء خمسة عشر يوما في رحلات غير ضرورية!!.
اما جاسم المطوع - متزوج - فلا يتفق مع زميله الموفق وخصوصا فيما يتعلق بالزوجة، ويرى ان الزوجة المتفهمة لطبيعة هواية زوجها لابد ان تساعده على ممارستها.
ويضيف المطوع: انا انصح الشباب بممارسة هذه الرياضة الممتعة بشرط ان يتعرف على قواعد السلامة فيها اولا، وكيفية اصلاح المركبة اثناء العطل وكيفية التصرف في حال وقوع حادث او انقلاب او تصادم - لا قدر الله - ومعرفة كذلك الاعراض الصحية التي قد تصيب اصحاب هذه الهواية وتحديدا في الرحلات البرية الطويلة مثل الارهاق والصداع وآلام الاذنين والعينين وقلة الشهية للطعام، واحيانا الدوار,,, وغيرها كثير تختلف معظمها باختلاف الاشخاص.
وعموما هي رياضة فيها فوائد ونصيحتنا موجهة للمهتمين بها اما غير المهتمين بها فلا يمكن اقناعهم بممارستها لأن فاقد الشيء لا يعطيه