Sunday 31th October, 1999 G No. 9894جريدة الجزيرة الأحد 22 ,رجب 1420 العدد 9894


تعليم21
المال و تطوير النظام التعليمي
د,عبدالعزيز العمر

يؤكد (سكلشي) في كتابه مدارس للقرن الحادي والعشرين على ان المال يعتبر عنصرا اساسيا وجوهريا في اي عملية لتطوير النظام التربوي (مثله في ذلك مثل الانظمة الصناعية والعسكرية والصحية وغيرها), لكن علينا من جهة اخرى ان ندرك ان توفر المال لن يضمن بالضرورة قيام نظام تعليمي على مستوى عال من الكفاءة والفاعلية, ورغم ان الخبرة علمتنا ان انجع الحلول وافضل البرامج لاتظهر عادة الا في اوقات تقاصر وتراجع الامكانات الا ان علينا الا نتوقع اطلاقا قيام نظام تعليمي متطور في ظل تواجد دعم مالي هزيل, واذا ما علمنا انه لاوطن بلا مواطن وانه لا مواطن بلا تعليم فإن اعطاء التعليم اولوية متقدمة في الانفاق يصبح عندئذ مطلبا وطنيا ملحا, لكن الصرف والانفاق على التعليم (وغيره من الانظمة) سوف يبقى بعثرة للمال العام مالم يقترن بمبدأ المساءلة,, وهو مبدأ يتم من خلاله ترجمة كل قرش يصرف على التطوير والتحديث الى مايقابله من نتائج ايجابية مشاهدة على الارض.
وكلمة السر في تطوير النظم التربوية هي التغيير , وفي عالم التربية يوجد على الاقل اربعة انماط من التغيير: اولا- التغيير الاجرائي، ونقصد به تغيير الاساليب والطرق التي تنفذ بها عناصر العمل (تسلسل حدوثها وسرعة تنفيذها), ثانيا- التغيير التكنولوجي، ونقصد به تغيير الوسائل التي من خلالها يتم تنفيذ العمل (الانتقال من الطابعات التقليدية الى معالج الكلمات -مثلا), ثالثا- تغيير البنى والهياكل التنظيمية، رابعا- تغيير ثقافة النظام، ونقصد به تغيير طبيعة العمل نفسه بما يعزز من تحقيق اهدافه ويعيد تشكيل رؤية المؤسسة التربوية نحو ما يستهدف من تغيير ويبعث روح الرغبة في التجديد ويدفع جميع العاملين لكسب التحديات التي تعترض التجديد.
والسؤال الذي يثور الان هو: لماذا تفشل احيانا خطط التطوير والتجديد التربوي؟ ان تطوير الاساليب الاجرائية (التخلص من البيروقراطية) وادخال التقنية الحديثة في تنفيذ الاعمال وتجديد الهياكل الادارية (اللوائح والانظمة وتوزيع الادوار ونمط العلاقات بين مكونات الهيكل)، اقول ان هذا كله لن يحقق للمؤسسة التربوية التجديد المطلوب ما لم يتكىء كل ذلك على مايمكن ان نسميه بثقافة النظام ، ثقافة النظام هي بمثابة القاعدة الصلبه التي تبنى عليها التغييرات في البنى والاجراءات بقصد اكساب جهود التطوير تاثيرا اكثر ديمومة, ثقافة النظام هي مجموعة القيم والمعتقدات والرؤى التربوية التي تؤمن بها القيادة وتسعى جادة لان يشاركها العاملون الايمان بتلك القيم والرؤى.
ان المسلمة الخاطئة التي ينطلق منها كثير من المجددين هي ان التغييرات في البنى والهياكل والاجراءات والتقنية تسبق التغيير في ثقافة النظام, ما الفائدة من اجراء تغييرات في البنى والهياكل التنظيمية اذا كانت تقوم على قاعدة ثقافية هشة, اما كيف يمكن تصليب القاعدة الثقافية للنظام التربوي فذلك موضوع آخر.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
لقاء
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved