الحمية الغذائية أفضل وسيلة لتخفيض مستوى الكوليسترول في الدم د,عبدالله عبد الرحمن الناصر الشميمري استشاري الأمراض الباطنية والصدرية بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني |
الكوليسترول مادة شغلت الكثير من الناس اطباء وعامة، رجال اعمال وبسطاء, لا يكاد يخلو مجلس من ذكره ولا صحيفة من خبر عنه, اختلفت الآراء وكثرت عنه التعليقات في عصر اصبحت الآلة عصب حياة الناس واغنتهم عن بذل الجهد في قضاء الحوائج، فأسلمتهم الى الكوليسترول وشغلتهم به فتحولت راحتهم الجسمانية الى عناء ذهني ورهبة نفسية تفوق تكاليف التعب الجسدي والجهد العضلي الذي نشدوه باستعمال ما استحدثه العصر من وسائل الراحة.
والكوليسترول مادة شبيهة بالدهون توجد في شحوم جميع الحيوانات وزيوتها ويتم تصنيعه في الكبد نظرا لحاجة الجسم اليه كمادة اساسية لانتاج الهرمونات وفيتامين (د) والدم وعصارة المرارة وجدار الخلايا وانسجة المخ والاغشية المغلفة للاعصاب وغيرها من مواد الجسم المختلفة.
وينتج الكبد ما يعادل الف ميليجرام من الكوليسترول يوميا بالاضافة الى ما يتناوله الإنسان عادة في غذائه من اللحوم ويقدر ذلك بحوالي اربعمائة الى ستمائة ميليجرام يوميا.
وتناول الاطعمة التي تحتوي على الكوليسترول والدهون المشبعة الموجودة في منتجات الالبان والدهون الحيوانية وزيت النارجيل وزيت النخيل يؤدي الى زيادة معدل الكوليسترول في الدم، وعندما تستمر هذه الزيادة بشكل منتظم او يفتقد الجسم لأي سبب الى العمليات الحيوية اللازمة لاحراق الكولسترول او التخلص منه تزداد تبعا لذلك قابلية الشخص للإصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية, كما ان زيادة الكوليسترول تساعد على سرعة تصلب الشرايين نتيجة لترسب الكوليسترول في جدار الشريان وخاصة في اماكن اختلال الغشاء المبطن للجدار حيث يسارع الكوليسترول في التجمع والترسب على تلك الندبات والنتوءات في الشرايين مكونا ترسبات صلبة تزداد على مر السنوات حتى يضيق قطر الشرايين تدريجيا الى حد الانسداد احيانا واذا كان الإنسداد في شريان مغذ للقلب يسبب ذلك حدوث نوبة القلب وربما تتطور الى جلطة بسبب انقطاع الدم الحامل للاكسجين عن عضلة القلب لمدة طويلة.
لهذا ينصح الاطباء واختصاصيو التغذية بمراقبة مستوى الكوليسترول في الدم والحفاظ عليه تحت مستوى 180 ميليجرام او اقل حيث اثبتت الدراسات ان معدل الإصابة بالنوبات القلبية يتزايد بتزايد معدل الكوليسترول .
الكوليسترول الحميد
ليس كل الاشخاص الذين لديهم ارتفاع في الكوليسترول معرضين لأمراض القلب او تصلب الشرايين حيث قد يكون الكوليسترول المرتفع هو النوع الحميد الواقي للقلب والشرايين ويسمى الكوليسترول ذو الكثافة العالية، ويوجد لدى عدد من الاشخاص ربما بسبب الوراثة الا انه يمكن لكل الاشخاص زيادة نسبة الكوليسترول الحميد الواقي للقلب بممارسة الرياضة بانتظام مثل الهرولة او الجري يوميا بعد استشارة الطبيب وكذلك بالامتناع عن التدخين حيث لوحظ ان التدخين يخفض مستوى الكوليسترول الحميد للقلب مما يعرض الشخص لخطر الكوليسترول على القلب والشرايين.
الطريقة المثلى لتخفيض الكوليسترول
تعتبر الحمية الغذائية اهم الطرق وافضلها لتخفيض مستوى الكوليسترول في الدم، وذلك بتجنب تناول الاغذية التي تحتوي على الدهون المشبعة مثل: الشحوم و البيض والاستعاضة عنها بتناول الاسماك والدجاج حيث تحتوي على نسبة اقل من الدهون المشبعة كما ان استعمال الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون وزيت الذرة في الطبخ بدلا من الدهون الحيوانية يساعد على خفض كمية الدهون المشبعة في الطعام.
كما ان معظم الأغذية البحرية مثل الاسماك والروبيان والاستاكوزا وغيرها تكاد تخلو من الدهون المشبعة فيكثر الشخص من تناولها عوضا عن اللحوم ولقد لوحظ ايضا ان تناول الأغذية الغنية بالالياف مثل الفواكه والخضروات والخبز الأسمر والحبوب تساعد على خفض مستوى الكوليسترول في الدم.
ويستمر الشخص على الحمية الغذائية لمدة ثلاثة الى ستة اشهر ثم يقوم بإعادة فحص مستوى الكوليسترول في الدم فإذا كان ما زال عالياً فإنه لابد من وصف علاج مخفض للكوليسترول بالاضافة الى الاستمرار في الحمية الغذائية.
وهناك عدة ادوية مختلفة لتخفيض الكوليسترول الا ان معظمها يسبب آثاراً جانبية متفاوتة من دواء لآخر، ولذلك يجب عدم تناولها الا بوصفة من الطبيب المختص كما انه يجب التأكيد على اهمية الاستمرار في الحمية الغذائية لأن الدواء وحده لا يكفي لتخفيض الكوليسترول, وعلى الشخص بالإضافة الى ذلك مزاولة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على وزن مثالي يناسب عمره وطوله والامتناع عن التدخين للمحافظة على مستوى معقول للكوليسترول والوقاية من امراض القلب والشرايين بإذن الله.
|
|
|