هناك اعتقاد خاطىء لدى كثير من الناس ان اسنان الاطفال ليست على جانب من الاهمية، ولا تحتاج لكثير من العناية او العلاج, مبعث هذا الاعتقاد ان اسنان الطفل اللبنية مؤقتة وبالتالي فهي ستسقط ويزول معها اي مرض يصيبها, لكن الحقيقة ان الاسنان اللبنية تظل مع الطفل الى سن السادسة وبالتالي فهي جديرة بالاهتمام, كما ان صحة هذه الاسنان قد تؤثر على الاسنان الدائمة.
والعناية باسنان الطفل يمكن ان تبدأ اثناء الحمل، وذلك باهتمام المرأة بصحتها وتناولها للوجبات التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين ج، د وغيرها من مقويات الاسنان، وبعد الولادة يمكن تنظيف لثة الطفل بقطعة قماش مبللة وناعمة بعد كل وجبة رضاعة طوال اشهره الاولى قبل التسنين.
وتختلف مواعيد ظهور الاسنان اللبنية عند الاطفال تبعاً للاختلاف في العوامل الوراثية, وبداية الظهور تمتد من الشهر الرابع وحتى الشهر العاشر من عمر الطفل, ويبلغ عدد الاسنان اللبنية عشرين لكل واحد منها موعد معين تظهر فيه، ويتكامل ظهورها كلها في السنة الثانية والنصف من عمر الطفل.
وينبغي على الام ان تدرك ان عملية تبديل الاسنان اللبنية لا تتم على دفعة واحدة بل على فترات، وينبغي على الام معرفة ذلك، اذ ان فقدان الاسنان اللبنية قبل موعدها قد يسبب مشاكل اثناء المضغ وبالتالي ببعض الصعوبة في الهضم, ويمكن ملاحظة ذلك قبل حدوثه بالمراجعة الدورية لطبيب الاسنان.
اما الاسنان الدائمة فيبلغ عددها 32 سناً وضرساً تختلف في مواعيد ظهورها، حيث تظهر اول سن دائمة عند عمر السادسة، ويتكامل ظهورها عند سن 13 عاماً تقريباً، اما ضرس العقل فقد يتأخر الى ما بعد الثلاثين.
والتسنين او بزوغ الاسنان عملية طبيعية تماماً، وبالتالي لا تصاحبها اية اعراض مرضية الا بعض الامور الطفيفة كالم اللثة وبعض الهياج عند الطفل, اما حدوث الاسهال وارتفاع الحرارة والطفح الجلدي فهي ليست ناتجة عن التسنين، وعند حدوثها ينبغي مراجعة طبيب الاطفال لمعرفة سبب ذلك، وقد يرتاح الطفل في مرحلة التسنين اذا تم تدليك اللثة بالاصبع النظيفة، او عض على بعض الاشياء الصلبة.
من المهم تعويد الطفل في سن مبكرة على استخدام فرشاة الاسنان بشكل صحيح مرتين في اليوم على الاقل, وهناك فرشاة خاصة بالاطفال اكثر نعومة من غيرها, ويمكن البدء في ذلك عند بلوغ العام الثاني، ويجدر التنبيه هنا على عدم الاكثار من وضع المعجون المحتوي على الفلورايد اذ ان الكثير من الاطفال يبتلعون جزءاً من المعجون مما قد ينتج عنه ظهور بقع في الاسنان فيما بعد, ووضع كمية من المعجون بقدر حبة الفول مثلاً قد يكون كافياً للطفل.
لقد اثبتت البحوث والدراسات ان مادة الفلورايد اساسية في تكوين الاسنان، وهذه المادة توجد في مياه الشرب الجوفية، ولكنها لا تتواجد في المياه المعالجة مثل مياه التحلية, ولذلك يمكن الاكتفاء بما تحتويه مياه الشرب الجوفية من هذه المادة، اما في الاماكن التي تستخدم فيها المياه المعالجة، فيمكن تناول اقراص الفلورايد بشكل يومي بعد سن الستة اشهر، وذلك تحت اشراف الطبيب, وينصح بعدم تناول كميات كبيرة منها لانها قد تسبب تبقع الاسنان، وغالبية معاجين الاسنان المستخدمة الان تحتوي على مادة الفلورايد بشكل كاف.
نعلم جميعاً ما يمكن ان تسببه الحلويات والوجبات السكرية من اثر في تسوس الاسنان، ولكن قلة منا من يتنبه الى مصادر التسوس للطفل في سن الرضاع واهمها زجاجة الحليب, وذلك ان ملامسة اسنان الطفل للحليب لمدة طويلة تؤدي الى تسوس الاسنان، ويحدث ذلك عندما تترك الام زجاجة الحليب في فم الطفل وهو على سريره قبل النوم فيظل نائماً والزجاجة بين اسنانه، او تتركها معه وهو يلعب ويتحرك وهو يضعها على فمه باستمرار.
هناك عادة معروفة ومنتشرة بكثرة عند الاطفال، هي عادة مص الاصبع او الابهام، والكثير من الاطفال يتخلون عن هذه العادة عند بلوغ العام الرابع من العمر من تلقاء انفسهم دون اية اضرار تلحق بأسنانهم, ولكن الاستمرار في هذه العادة بعد سن الرابعة او السادسة قد يلحق تشوهات بالاسنان من خلال بروز اسنان الفك العلوي ودخول اسنان الفك السفلي للداخل اكثر من الطبيعي، وما يسببه ذلك من تشوه واضطرابات في المضغ وبالتالي سوء الهضم.
ومعالجة هذه العادة تحتاج من الام الى عناية خاصة، بتعليم الطفل ومحاولة اشغاله بالمزيد من النشاطات والالعاب التي تحتاج الى استخدام اليدين حتى يتخلى عنهما تدريجياً, اما لف يد الصغير او وضع جبيرة على الاصبع او رشها ببعض الروائح المنفرة فكلها طرق غير علمية وهي مزعجة للام والطفل,وهناك عادات اخرى مضرة بالاسنان كالتنفس من الفم وتقديم الفك السفلي على العلوي ودفع الاسنان باللسان من الخلف.