عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة
قرأت في عدد الجزيرة رقم 9841 الصادر بتاريخ 28/5 مقال الاستاذ عبداللطيف الضويحي مدير ادارة الاعلام في برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة الانمائية بعنوان (أطفال الشوارع ليست ظاهرة في الرياض فقط) وذلك ردا على مقال الكاتبة فوزية أبو خالد المنشور في العدد رقم 9835، وظاهرة اطفال الشوارع والذين لا أقصد بهم الباعة الصغار المتجولين الذين يخاطرون بأرواحهم عند اشارات المرور ويتسابقون فيما بينهم وسط زحام السيارات لبيع حاجيات بسيطة لا تقارن بثمن حياتهم الغالية التي ربما يدفعونها تحت عجلات سيارة مسرعة,, وإنما اقصد بهم اولئك الاطفال في عمر الزهور الذين يملؤون الشوارع والاحياء بعيدا عن رقابة الاسرة التي تناستهم في خضم الحياة وأغفلت دورها المعروف والذي اقله الرقابة والرعاية والاهتمام لصغار لا يعون مكامن الخطر المليئة بها طرقاتنا والتي تعلمهم عددا من السلوكيات السيئة من جراء تسكعهم المستمر في الشوارع بعيدا عن ملاحظة الآباء فينتج من ذلك تعلم شرب الدخان بسبب مرافقة اصدقاء السوء، والتعرض للايذاء من الذين يكبرونهم سنا واتلاف الممتلكات والمرافق العامة وتشويهها بالكتابات ومضايقة الجيران وازعاجهم واهمال المذاكرة والدروس وغير ذلك من السلبيات التي لا حصر لها من جراء ترك الابناء ينشأون كأطفال شوارع وما تفرزه هذه الشوارع من سلوكيات وعادات يكتسبها من اختلاطه بنوعيات غير متجانسة من البشر,, وقد اشتكى لي بعض الاصدقاء من شجرة امام منزله قال انه يفكر باجتثاثها من جذورها وذلك ليستريح من اصحاب (النباطات) التي يصنعها ابناؤنا بأنفسهم من المطاط المتوفر في الاسواق والمكتبات لاصطياد الطيور الصغيرة وهي الصناعة الوحيدة التي يجيدها ابناؤنا ولله الحمد فيصيبون بها احيانا طائرا في الشجرة وفي احيان اخرى يخطئون الهدف ليصيبوا رأس شخص جالس في امان الله في فناء منزله او يحطموا زجاج الشبابيك بالاضافة إلى قيام بعض المزعجين الذين يطوفون الاحياء بلا حياء بخدوش متعمدة لدهان السيارات الواقفة وخاصة الحديثة منها وجعل بودي السيارة اشبه مايكون بلوحة من الخطوط المتعرجة فيما يكسر البعض منهم اريل الراديو وبعض الشعارات الصغيرة الموجودة على مقدمة وجوانب السيارات,, وهؤلاء لا يقف الليل حائلا في طريق مشاكساتهم طالما كان الاب غائبا في احدى السهرات ولعب البلوت والام متسمرة امام التلفاز كأنها تمثال لا يتحرك فيفترشون الارصفة حتى ساعة متأخرة من الليل ويلعبون الكرة تحت انوار اعمدة الكهرباء ويمارسون بكل حرية حياة الشوارع التي لا تخلو من اضرار قد لا تظهر آثارها إلا مع مرور الوقت,, وهذه الظاهرة موجودة في اغلب الاحيان غير انها تزيد اكثر في ايام العطل الاسبوعية واجازة الصيف من ابناء الاسر التي لاتتحمل ظروفها السفر,, كما ان هناك قلة في المتنفسات الطبيعية للاطفال كالحدائق العامة والملاعب التي يذهب اليها وفي بعض الاماكن غير متوفرة نهائيا ولذا لا يجد الطفل سوى الشارع ليكون ملاذا له ليمارس شتى صنوف الازعاج فيه فلماذا نلومهم إذن.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف