كثير من المتقاعدين خصوصا المعلمين منهم يجب ان نستفيد منهم في برامج محوالأمية وتعليم الكبار، حيث ان لهم خبرة متمكنة في العمل، وعندهم فراغ هم في حاجة ماسة إلى استثماره فيما يعود عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم بالخير والنفع العميم، كما ان لديهم احساسا قويا بالوطنية الصادقة سيدفعهم الى المساهمة في تعليم الاميين بصورة ايجابية, ولقد فطن نظام محو الامية وتعليم الكبار الصادر بالمرسوم الملكي رقم 22 وتاريخ 9/6/1392ه في المادة (9) والتي تنص على ما يلي (يجوز اختيار المدرسين لغرض محو الامية وتعليم الكبار من موظفي الحكومة او غيرهم من الاشخاص المؤهلين او الذين تم تأهيلهم لهذا الغرض).
وهذه المادة تنطبق نصا وروحا على المعلمين المتقاعدين كما حددت المادة (47) الواردة في اللائحة التنظيمية لمحو الأمية وتعليم الكبار تحديد مكافأة من يستعان بهم من المتقاعدين في محو الامية بما يلي: (تحدد مكافأة مقطوعة لمن يستعان بهم او بهن في مجال محو الامية وتعليم الكبار من المتقاعدين او غيرهم من غير المدرسين ماداموا مؤهلين لذلك في حدود (1500) ريال شهريا كحد اقصى تصرف لهم طوال اشهر الدراسة الفعلية وفق الانظمة والتعليمات المطبقة في حق العاملين في مدارس محو الامية وتعليم الكبار).
المتقاعدون: في حاجة ماسة الى قرار حازم يشغل فراغ القادرين منهم صحيا في الاعمال التي تناسبهم وبخاصة في محو الامية وتعليم الكبار حتى نخفف من حدة مشكلاتهم المرتبطة بالتقاعد, فنجد ان المتقاعد الذي يمارس عملا اقل معاناة لمشكلة الفراغ وبالتالي: العمل يحسن من مستوى دخله ويرفع الروح المعنوية لديه ويقضي على مشلكة الفراغ باسهامه في تنمية مجتمعه.
انني هنا: ادعو وزارة المعارف ان تحتضن المعلم المتقاعد الذي افني زهرة شبابه وحياته في التعليم باعطائه الاولوية اذا رغب المساهمة في محو الامية، كما انه من المفيد جدا تمديد خدمة المعلم المتقاعد سنة او سنتين ليعملوا في خدمة محو الامية.
وبالمناسبة أتذكر هذه الكلمات الرائعة للكاتب القدير الاستاذ عبدالتواب يوسف وهو يخاطب المتقاعد بقوله (لقد اديت واجبك وامامك واجب جديد لتنهض به ونحن ما استغنينا عنك وليس باستطاعتنا ذلك مادمت قادرا على العطاء كل ما هناك انك اصبحت بحاجة الى راحة اكبر واكثر واذا كنت راغبا في مواصلة العطاء اهلا وسهلا: نحن نفتح اذرعنا نحتضن بكل الحب رغبتك وجهدك وحاجتنا اليوم اليك كحاجتنا بالامس وربما اشد).
واخيرا: في ضوء نتائج الدراسة التي قام بها الدكتور ابراهيم بن محمد العبيدي عن المتقاعدين طرح بعض التوصيات نختار منها هذه التوصية لاهميتها وارتباطها الوثيق بالمتقاعد وهي (لقد انعكس التطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية في المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية على المتغيرات الديمغرافية حيث: انخفض معدل الوفيات وارتفع معدل العمر المتوقع للفرد، كما تدل بيانات هذه الدراسة ان نسبة كبيرة من المتقاعدين مازالوا يجدون في انفسهم القدرة على مواصلة العمل، لذلك فان استخدام العمر فقط كمحك للاحالة على التقاعد فيه اهدار لخبرات وقدرات كثيرة يمكن ان تساهم في تطوير مجتمعنا بالاضافة الى انه يولد مشكلات وصعوبات لهذه الفئة من السكان لذلك فان استخدام التقارير الطبية وتقارير القدرة الوظيفية يمكن ان تكون محكات مساعدة الى جانب العمر لتأجيل تقاعد بعض من بلغوا السن القانونية للتقاعد ,
ان كثيرا من المعلمين المتقاعدين في مجتمعنا بحاجة ماسة لتلمس همومهم ومساعدتهم على التغلب بما يرتبط بمرحلة التقاعد من سلبيات الامر الذي يجعلهم اكثر قدرة على التكيف لهذه المرحلة وجعلها مرحلة استمتاع واستفادة وافادة من هنا: تبدو اهمية استثمار جهودهم في محو الامية وتعليم الكبار بشكل مخطط ومنظم.