عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,.
في عدد جريدة الجزيرة رقم 9862 تحدث الاستاذ عبدالله بن بخيت في زاويته يارا عن مشكلة الحضور والانصراف في الدوائر الحكومية حيث اكد على ان الموظف لدى المديرين التقليديين لا قيمة له الا من خلال بيان الحضور والانصراف وقد اصاب الاستاذ عبدالله كبد الحقيقة حيث اصبح معظم الموظفين عندما يأتي اليهم مدير جديد لا يسألون عن جديته ورغبته في استثمار الوقت وتقديمه للانتاجية على غيرها بل يسألون عن مدى مرونته في تأخير اقفال بيان الحضور الى ما بعد الساعة الثامنة وعن مدى تقديمه وقت الانصراف الى ما قبل الساعة الثانية فان كان يتمتع بالمرونة التي يقصدونها فيستحق المديح والثناء من قبلهم اما اذا كان غير ذلك فهو مدير متصلب غير متعاون، وايضا من ادراك الموظفين لاهمية توقيع الحضور والانصراف تجد بعضهم يوقع قبل ان يخرج لتناول الافطار او قبل ان يخرج لقضاء حوائجه المنزلية المهمة كشراء الخضروات والفواكه وما شابهها او حتى قبل ان يخرج من العمل لاصلاح سيارته ان كانت متعطلة اما اذا لم يكن لديه شيء يفعله في الخارج فانه قد يوقع ثم يعود الى منزله لاكمال نومه اما من كان بيته بعيدا عن مقر عمله فانه قد يقفل عليه باب مكتبه الى الساعة التاسعة ليستمتع بقسط من الراحة (من كثرة الراحة؟!) بل الاشنع من ذلك ان الكثير من الموظفين يتعاونون فيما بينهم فتجد لكل واحد منهم توقيعين توقيعا سهلا مبسطا ليستطيع زميله تقليده تزويره عند عدم قدرته على الحضور للدوام باكرا اوعند عدم قدرته على العودة من الخارج لتوقيع الانصراف اما الآخر فهو التوقيع الرسمي, ولان المدير البيروقراطي يهتم فقط بالتزام الموظف بالحضور والانصراف تجده في بعض الاحيان يقوم بجولات تفتيشية تهدف الى التأكد من وجود كل موظف على مكتبه فاذا وجده فهذا دليل على التزامه ومثابرته واجتهاده حتى وان كان مكتبه غارقا بالمعاملات المتراكمة فالذي لا ينتهي اليوم ينتهي غدا او حتى بعد شهر,وايضا مما ساعد على ترسيخ قاعدة ان الموظف لا قيمة له الا من خلال بيان الحضور والانصراف ديوان المراقبة الذي يهتم فقط ببيان حضور الموظفين دون ان يتأكد من وجود كل منهم على مكتبه ودون ان يتأكد من قيامهم بما انيط بهم بل قد يكون من المفارقات المضحكة حينما يتقابل موظف ديوان المراقبة المكلف بالاطلاع على بيان الحضور بموظف الدائرة عند المدخل الرئيس بعد ان يكون الموظف قد وقع في دفتر الحضور دون ان يعرف كل منهما الآخر وحتى ان عرفا بعضهما فان موظف الديوان يدرك انه لا يستطيع منع موظف الدائرة من الخروج فالنظام لا يسمح له بذلك بل قد يكون موظف الدائرة قبل ان يخرج قد وقع عن بعض زملائه الذين لايزالون يتقلبون في فرشهم الدافئة - وللاسف الشديد ان الموظف الذي يعمل بجد واجتهاد وتفان ولا يسمح لاحد ان يوقع عنه ثم تعرض لموقف طارىء منعه من الحضور في الوقت المحدد قد يأتيه لفت نظر من ديوان المراقبة بحثه على الالتزام بالدوام حتى لا يتعرض للعقوبة مع حسم ذلك اليوم من مرتبه الشهري.
والله من وراء القصد