ينبع تحظى باهتمام شخصي من سمو أمير المنطقة مما سيجعل منها مدينة سياحية فريدة
ينبع منطقة تاريخية مشهورة وحدثت على ارضها في صدر الاسلام عدة سريات منها سرية العشيرة وسرية بواط، كما انها كانت ثغراً حصيناً من ثغور الاسلام حيث التجأ اليها المسلمون الذين فروا بدينهم من قريش وانشأوا لهم معسكراً فيها بعد صلح الحديبية، ومن ابرز ملامح جغرافيتها انها تقع على سهل يقع بين جبل رضوى والبحر مما يضفي عليها جواً معتدلاً طوال العام ويوجد بها العديد من الآثار سواءً في ينبع النخيل او العيص.
ونظراً لاهمية مدينة ينبع من الناحية التاريخية والجغرافية والاقتصادية فقد كانت محل اهتمام كبير منذ القدم حيث كانت مرفأ رئيسياً لمنطقة المدينة المنورة والقصيم وعن طريقها ترد الواردات الخارجية عن طريق البحر وقوافل الحجاج الآتيه من مصر والشام والمغرب ولذلك كان يوجد بها جهاز اداري يرأسه مسئول يسمى قائم مقام ينبع ولكن كانت سلطاته محدودة حيث لا تتعدى اسوار مدينة ينبع وذلك لضعف السلطة ولضعف الامكانات في ذلك الزمن مما جعل اكثر البلاد تعيش في فوضى وبدع وخرافات حتى مجيء الملك عبدالعزيز يرحمه الله وبدأ مسيرته الظافرة لتوحيد هذه البلاد وتأسيس هذا الكيان العظيم.
وعندما دخلت منطقة ينبع حسب مسماها القديم تحت ولاية الملك عبدالعزيز رحمه الله وذلك في عام 1344ه عين جلالته اميراً عليها، ومنذ ذلك اليوم احس الناس بالامن والامان ومنذ ذلك اليوم اصبح يوجد بها جهاز اداري يرأسه الامير ولديه ثلاثة من الموظفين تقريباً مع بعض الاخوياء يؤدي عمله حسب امكاناته المحدودة.
وكانت منطقة ينبع كما كان اسمها سابقاً تمتد شمالاً الى مدينة املج وتوابعها والى مركز شجوى قرب المدينة المنورة من الشمال الشرقي والى وادي السليم جنوباً وقد ربطت املج بمنطقة تبوك وكذلك ربط مركز شجوى بامارة منطقة المدينة المنورة.
ثم عدل المسمى الى امارة ينبع بعد الارتباط بامارة منطقة المدينة المنورة في 1/7/1395ه ثم الى محافظة ينبع بعد صدور نظام المناطق عام 1412ه وتبلغ مساحة محافظة ينبع حالياً اربعة وعشرين الف كيلو مترا مربعا وتضم ثلاث مدن واكثر من 264 قرية وهجرة ومورداً بها كثافة سكانية تقارب المائة وثمانين الف نسمة تقدم لهم الخدمات اللازمة من قبل ثلاثة عشر مركزاً تابعاً للمحافظة.
ولمزيد من الضوء عن المحافظة يحدثنا سعادة الاستاذ ابراهيم السلطان محافظ ينبع فيقول: تعد محافظة ينبع من اكبر المحافظات فئة أ حيث تضم احدى اكبر مدينتين صناعيتين في المملكة والمحافظة مقبلة على قفزة تنموية كبيرة في المجالين الصناعي والسياحي فمدينة ينبع الصناعية تشهد كل يوم توسعاً في قطاع التصنيع وكذلك فانه عند الانتهاء من الطريق السريع الذي يربط مدن جدة- رابغ- ينبع- المدينة المنورة- القصيم والذي يجري العمل فيه حالياً فان ذلك سوف يساهم في تنشيط الحركة التجارية وحركة الاستيراد والتصدير عن طريق ميناءي ينبع التجاري والصناعي.
واضاف ان اقامة مدن صناعية في مكان ما له اهداف عدة منها ايجاد مراكز نمو جديدة وتخفيف الضغط المتزايد على المدن الكبيرة وكذلك تنمية وتطوير مناطق هذه المدن الجديدة.
ومن هذا المنطلق كان توجه الدولة اعزها الله لانشاء مدينتي ينبع والجبيل الصناعيتين فقد هدفت الدولة من اختيارها لهذين الموقعين ليكونا قاعدتي الصناعة المستقبلية وفي الوقت نفسه تنمية وتطوير المناطق المحيطة بهما.
اما بالنسبة لدور الصناعات القائمة الآن في تطوير محافظة ينبع فلا شك ان للشركات الصناعية الكبرى دوراً اساسياً في تنمية وتطوير المدن التي تقع فيها وهذا ما نراه في كبريات الدول المتقدمة لذا فان للشركات القائمة في مدينة ينبع الصناعية دوراً مهماً وحيوياً في تطوير محافظة ينبع.
اما في المجال السياحي فان التوجه القائم الان هو التخطيط للاستفادة من امكانات ينبع السياحية من جو معتدل طوال العام وشوارع جميلة وذلك بتطوير المرافق السياحية وانشاء مرافق جديدة لهذا الهدف ومن منطلق اهتمام صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود امير منطقة المدينة المنورة بتنمية السياحة في محافظة ينبع فقد وافق سموه على انشاء لجنة لتطوير السياحة في المحافظة برئاسة سموه وعضوية عدد من المسئولين ورجال الاعمال في المحافظة لتتولى رعاية هذا القطاع الهام.
واكد السلطان على اهمية دور المواطن في مساعدة الحكومة لتحقيق اهدافها وذلك بمساهمته الفعالة في عملية التنمية وحرصه الدائم على احترام الانظمة والعمل على دفع المسيرة الخيرة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وبتوجيه ودعم ومتابعة حثيثة من سمو امير منطقة المدينة المنورة حفظه الله.