** الاجتماعات في أي إدارة أو مؤسسة أو شركة,, أو في أي جهة كانت,, مطلب ضروري,, ومن خلال الاجتماعات واللقاءات والحوارات,, تتلاقح الآراء وتتكامل,, وتكون الرؤية الموحدة,, التي تولدت عن أكثر من رأي,, وتكون الخطوة ناضجة ومدروسة,.
ونحن هنا لسنا ضد الاجتماعات على الاطلاق,, بل من أبرز مؤيديها,, بل نذهب إلى أبعد من ذلك,, وهو أن أي إدارة أو جهة لا تعرف الاجتماعات واللقاءات بين منسوبيها تكون جهة ضعيفة هزيلة قراراتها غير مدروسة.
** والدوائر الحكومية هنا,, والوزارات المعنية,, تخصص يوماً أو ساعات معينة في اليوم لالتقاء المسؤول مع المواطن,, ومحاورته والاطلاع على ما تقدم به من طلب أو شكوى أو رأي أو غير ذلك,, بل إن بعض الوزارات خصصت هواتف لتلقي اتصالات المراجع,, وبدلا من أن "يتمشور"و"يتبهذل"وسط الشوارع ويعاني أزمة المواقف,, ويشغل الموظف,, ويحصل على الرد خلال ثوان ويقال,, إن معامتلك انتهت وصدرت,, ويعطى الرقم,, بل ربما يسحبون له صورة بالفاكس,, لكن بعض الوزارات ما زالت تصر على وصول المراجع لها,, ومتى أراد مقابلة المسؤول قالوا له,, المسؤول في اجتماع,, فيبقى مكتب سعادة المدير أو المسؤول مغلقاً من التاسعة صباحاً,, لحظة وصوله,, حتى الواحدة ظهرا,, ويبقى المراجع ينتظر الدخول حتى يصل وقت خروج أولاده من المدارس,, وعندها,, ينصرف مرغماً دون أن يقابل المسؤول,, والسبب,, الاجتماعات اليومية,, بل هي كل ساعة,, بل ربما جلست عدة أيام تنتظر الدخول ثم حجبت عنك بسبب الاجتماعات.
** والمطلوب,, هو تحديد ساعة أو ساعتين يومياً في كل دائرة لاستقبال المراجع,, وهذا الوقت,, يجب ألا يتخلله اجتماع أو صك باب لأن المراجع سيتابع هذه السويعات بدقة,, وسيحضر وقت فتح الباب .
** ثم,, لماذا لا تكون اجتماعات هذا المسؤول أو ذاك ليلاً مثلا,,؟ ويترك الدوام الصباحي لخدمة العمل وخدمة المراجع ويترك التخطيط واللقاءات والحوارات مساءً,, خصوصاً وأن بعض الاجتماعات تأخذ عدة ساعات طوال,, بل إن بعض المعاملات تكون معروضة على أصحاب السعادة لعدة أيام دون أن يبت فيها,, بل ربما كل ما تحتاجه هو مجرد توقيع بسيط,, ولا يفرغ سعادته حتى لمجرد التوقيع,, بحجة الاجتماعات واللقاءات مع الموظفين,, خصوصاً وأن بعضهم يتأخر في الدوام فيحضر العاشرة والنصف,, وينصرف الواحدة والنصف.
عبدالرحمن بن سعد السماري