Monday 25th October, 1999 G No. 9888جريدة الجزيرة الأثنين 16 ,رجب 1420 العدد 9888


ثم ماذا؟
يبقى السؤال معلقاً

يرى كثيرون ان قدوم العام 2000 سيكون استثنائياً ومختلفاً عن بقية الأعوام والسبب ما تحفل به مقدمات هذا الحضور التي لا تقل تشاؤماً عن توقعات المحللين لمستقبل قضايانا العربية، ولعل المطب الأول قد بدأ فعلاً باشكالية الكمبيوتر المعروفة وتنبؤات السيد داموس التي عادت لها الحياة وبشكل كامل ومركز بعدما كانت تشغل حيز النقاشات العابرة والسريعة مثلها مثل اي موضوع يثار لقتل الفراغ واضاعة الوقت لا اقل ولا أكثر!
ولا أدري حقيقة ما سبب الهروب الذي يزداد بمرور الوقت لعالم الغيبيات مع وجود يقين تؤكده شواهد عديدة ويستند لمرجعية دينية واضحة وصريحة تفيد استحالة الوصول لقراءة صفحات الحياة قبل وقتها!!، ثم ألم تلاحظوا الظواهر الكونية وهي تأخذ مساراً تصاعدياً بعد كسوف الشمس الاخير انظروا للبراكين والزلازل والاعاصير والمطر!!,, والمصيبة كل هذه الأحداث لم ولن تنتهي فصولها السريعة والمتواصلة بانسجام تام ورتابة لا يغيرها استخدام القنابل النووية والصواريخ العابرة للقارات او تحريك البوارج والفرقاطات والدبابات او تجهيز الجيوش او عقد المؤتمرات واللقاءات والمنتديات والتجمعات.
فلقد تسمرت الاحداث المتلاحقة داخل ذاكرة المجتمعات بأشكالها البسيطة والمركبة، وتكدست بطريقة عشوائية اصابتها بالشلل الكلي والتبلد واللامبالاة، لدرجة اصبحنا معها نسمع دق المسامير فوق رؤوسنا ولانتألم! ونراقب أحلامنا تنهار وتحتضر ولا نتكلم! بل ولا نكاد نستجمع موقفاً معيناً تجاه مسألة ما الا ويأتي ما يبعثر افكارنا ويقلبها ودائماً لا نتعلم!,, نجيد فقط ممارسة الهروب من أي شيء لأي شيء مهما بدا مفعوله مؤقتاً ووقتياً وزائلاً!!، فما الفارق فعلاً بين 2000 او 2010 او 2100 او3000 سوى انها أرقام لا تتشابه وربما لا تعني بلغة البنوك الا رصيد شخص مفلس او على وشك الافلاس او تحت خط الفقر الاجتماعي!
وهل يؤخر أو يقدم داموس فيما لو صدقت او كذبت تخميناته! ولماذا نجزع وبصورة مبالغ فيها والكوارث الطبيعية عوائد مقبولة جداً لما نتنفسه عبر الهواء باسم الحضارة والحرية والتمدن وثورة تكنولوجيا المعلومات!، بينما نذهب بعيداً عن تفهم ان الناس - وأقصد الأحياء منهم بكل تأكيد - لا يحتاجون ترفاً كلامياً أو تنظيراً نخبوياً أو حلولاً فوقية! تفاقم أوجاعهم بقدر ما هم في امس الحاجة لكسرة خبز يسدون بها جوع بطونهم وبيوتهم وأعينهم ولو ماتوا بعدها بالتخمة او لنقل باللقمة أفضل!!، وكم نخطىء بحق أنفسنا لو تجاوزنا الهم الجمعي وكرسنا التطلعات الذاتية كأهداف يسعى لانجازها الجميع ونغيب الجميع!! واذا جاءت ساعة الجرد وحصر المنجزات لا نجد الااطاراً واحداً وحيداً يزين طموحاتنا كأفراد ويعكس تسكيناً انانياً لآلام اشبه بالسرطان لا يلغيها التخدير ولا يعطل وصولها الى مسعاها الأخير,, درجة ما بين الجنون والعقل تفصل ما بين المعقول وغير المعقول، وبادراكنا لما يريده الانسان فينا نضمن الخروج بما يرضي فضولنا ويطبب جراح الآخرين، ولكن متى؟
يبقى السؤال معلقاً والاجابة ضائعة!! الى ان يقضي الله امراً كان مفعولا؟!!.
بدر بن سعود بن محمد آل سعود
Baderalsaud * hotmail.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
ملحق ينبع
عزيزتي
الرياضية
الطبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved