Monday 25th October, 1999 G No. 9888جريدة الجزيرة الأثنين 16 ,رجب 1420 العدد 9888


الفرصة متاحة لسكان العاصمة لزيارته
المخطوطات والوثائق والمصاحف الشريفة تميز معرض الخط العربي

* الرياض - الجزيرة
يلاحظ الزائرون لمعرض الخط العربي الذي تقيمه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في قصر طويق بحي السفارات ان المعرض لم يقتصر في معروضاته على نماذج من اللوحات والكتابات الفنية بالخط العربي، فقد ضم المعرض إلى جانب المخطوطات والوثائق والمصاحف الشريفة وكسوة الكعبة المشرفة جناحا خاصا بالمعروضات المتحفية.
وتشمل هذه المعروضات المتحفية عددا من التحف التي عليها كتابات بالخط العربي من داخل المملكة، كما يشمل بعض ادوات الكتابة من محابر وأقلام,والمعروف ان الفنانين العرب لم يكتفوا بادخال بعض الاصلاحات على حروف خطهم فحسب، بل جعلوا لأدوات الكتابة والمواد التي يكتب عليها اسماء ووضعوا لها معايير وقاسوها بمقاييس هندسية دقيقة مع مراعاة الجانب الفني فظهرت عدة انواع من الاقلام بعضها مبتكر وبعضها مشتق من اقلام اخرى اخضعت جميعها لفن الكتابة,ومن أدوات الكتابة الاخرى الدواة التي تعد من الاجزاء المكملة لعملية الكتابة، وقد مرت بمراحل تطويرية في صناعتها فصنعت من الابنوس والسماسم والصندل والنحاس الاصفر والفولاذ والبورسلان والذهب والفضة وزينت بالعديد من الزخارف الفنية المتنوعة,أيضا من أدوات الكتابة (المسطرة) وكان أكثر استخدامها فيما يبدو على الورق او الرق، اما عن طريق وضع نقط بين كل سطر وآخر لضبط المسافة بين السطور، او عن طريق مد خيوط مشدودة على الصفحة المراد الكتابة عليها بين خطين عمودين لتحديد الهامش ثم وضع نقط متساوية على هذين الخطين والقيام بعد ذلك بوضع مادة تغطي تلك الخيوط وتبقى اثراً فيها ثم يتم ضغط الخيط على الصفحة بحيث يظهر اثر اللون عليها وهكذا إلى ان يتم تسطير جميع الصفحات,أما المواد التي كانوا يكتبون عليها فقد شملت: اكتاف الابل (اي العظام العريضة)، واللخاف (وهي الحجارة الرقيقة البيضاء)، والعسيب وهي جريدة من النخل مستقيمة دقيقة، والجلود المدبوغة وتسمى (الادم) من جلود الغنم والحمر الوحشية والابل والماعز والجلود البيضاء منها (القضم) جمع قضيم، والرقوق وهي جلود رقاق ترقق ليكتب فيها، والمهارق (وأصلها فارسي معرب) وهي ضرب من الصحف تصنع من الاقمشة الحرير، وقد أخذ العرب عادة الكتابة عليها عن الفرس، والقراطيس، (جمع قرطاس ولعله بردي مصر، والاقتاب (جمع قتب) وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه، كما كتب أيضا على الزجاج والنسيج والمعادن وغيرها, وكان ذلك خلال العصر الجاهلي وفي صدر الاسلام، وبعد ان عرف العرب صناعة الورق في اواخر القرن الاول الهجري انتشر استخدامه في مختلف الاقطار الاسلامية مما ادى إلى الاقبال على نسخ الكتب وبالتالي إلى كثرة النساخ والوراقين والعناية بالخط.
وبالاضافة الى اهمية الخط العربي في الفنون التطبيقية والتشكيلية فقد كانت له اهميته في مجال النحت والعمارة الاسلامية إذ زخرفت به منتجات النحت الاسلامي بكافة انواعها سواء كانت حجرية او جصية او معدنية وخلافه ولعل قبة الصخرة تقف شاهداً على هذا الابداع إلى جانب اعمال التلوين والحفر والطلاء والمينا والتكفيت والتذهيب على الفسيفساء وبلاطات الخزف والطوب والمشغولات الفنية والمسكوكات.
هذا وقد امتد تأثير الخط العربي إلى الفنون الاوروبية المختلفة كفنون عصر النهضة الوسيطة والقوطي وعصر النهضة العالية إلى العصر الحديث.
ولازالت الفرصة متاحة للمهتمين وسكان العاصمة لزيارة هذا المعرض المتميز والاطلاع على النفائس التي يزخر بها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
منوعــات
ملحق ينبع
عزيزتي
الرياضية
الطبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved