لماذا نكتب؟! سؤال يتكرر كثيراً عبر كافة المراحل والأزمنة وعبر الفصول,,لماذا نكتب؟!
وفي اعتقادي ان السؤال الأهم هو: لمن نكتب؟!
هذا السؤال ايضاً يتكرر كثيراً في الحوارات التي يتم اجراؤها مع الكتاب والادباء والتي تتفاوت اجابتها مابين شخص الى آخر واغلبها ترتكز على اجابات فلسفية او رومانسية حالمة او واقعية حادة وهذه الاخيرة يندر ان يبوح بها الكتّاب ,,
لنعترف اولاً نحن الكتّاب بأننا نكتب لانفسنا اولاً بمعنى نكتب للتفريج عن همومنا لكي لا تنفطر القلوب هماً من هول ما نرى ونسمع ونعاني,, او بمعنى آخر كمن يضرب رأسه بالحائط حين لايجد من يصغي اليه او يستمع الى شكواه,, او كمن يقول آه ,, الف مرة ومرة بأعلى صوته امام امواج صاخبة لبحر هائج ممتد لا مدى لآفاقه,,!
احياناً تكتشف بأن الكتابة للذات نعمة كبرى وأي نعمة,, فلماذا اذاً نعيبها وننتقص من قدرها؟!
اما لماذا؟! فرغم ايمانك بأن هناك من يقرأ ويتابع,, إلا انه يحدث ان تصدمك تصرفات البعض وتذهلك بعض التجاوزات والمغالطات والسوءات لأناس غابت ضمائرهم ومات وعيهم واحساسهم وتراجع ايمانهم فتكتب على أمل اشعارهم بشكل او بآخر,, وحين تحتويك جدران غرفتك مع كلماتك المنشورة تضحك من اعماقك حين تراجع ذاكرتك وما حولك وتعلم يقيناً بأن اولئك الذين تتمنى تغييرهم او اشعال بعض النخوة والمروءة في انفسهم,, او تحريك شيء من الاحساس في ارواحهم هم ابعد مايكونون عن القراءة,, وهم آخر من يتابع ما يُكتب وما يقال وما يُنشر لأسباب عديدة أولها: انشغالهم الدائم بطموحاتهم الزائفة غالباً,, وثانيها: ركضهم الى دنياهم ومصالحهم والدخول في صراعات مع الآخرين لأجل اثبات انفسهم سواء كان ذلك حقاً او باطلاً,, ثالثها: مكابرتهم وقناعتهم اللا متناهية بأنفسهم وبما يسعون اليه من طموحات حقيقية أو وهمية ,, وغرقهم في وحل من الماديات,, وبعدهم التام عما هو روحي او ما يلامس الفكر والإحساس!!
والاجمل في هذه الكتابة تلك السيدة الرائعة ان هذا الاحساس لايجعلك تتراجع ابداً ولا يثني من عزيمتك,, بل يشكل وقوداً هائلاً لاصرار اكبر على ان تقول كلمتك ولو كان الموت دون ما تقول,.
ولأولئك الذين لا يقرأون ,, اولئك النائمون عن الحقيقة الى ما شاء الله اذكر لهم عبارة قرأتها يوماً لأحدهم: تستطيع ان تخدع الناس بعض الوقت,, لكنك لا تستطيع خداعهم طوال الوقت !!
فوزية الجار الله