من الغريب ان الإنسان يجابه نفسه بأسئلة يطرحها عليه واقعه الذي يعيشه وربما عندما نرى هذا الانسان تقف مشاعرنا بصفه,, ولكن! الاغرب من ذلك هو ان من يتعاطف يجد الامر بمنتهى التلقائية اي انه في هذه اللحظة بدأ يفكر بشكل منطقي، فمن تعاطفنا معه لابد من ان يواجه قدره المكتوب عليه مهما كانت الظروف,, ولعل الاسئلة التي نرمي اليها هي تلك التي حوت ذلك الصراع المرير مع ظروف الحياة القاسية.
ومن خلال هذه (الديباجة) نعلم بأن هناك اصواتا تحتاج الى اذن ذكية تسعى لمعالجة الامور بقدر المستطاع حتى ولو بشيء قليل لكيلا يكون صراع تلك الاصوات مليئا بالمشاحنات الذاتية ومشاركة امثال هؤلاء تخفف من العناء الذي يرسم حياة مستقبلية غامضة مجهولة المصير ويساعدها على الرؤية الى المستقبل بكل وضوح ولو لم يكن ذلك الوضوح بالشكل المطلوب ولكن تخف وطأة ذلك المارد الذي يحبط فئة من فئات المجتمع وهم (الشباب),ومن تلك الاوضاع التي تقتل الطموح لدى العديد من الشباب محاولة الصعود بأسرع وقت وبأي شكل فالشاب يحلم بتحصين نفسه من الفتن المترامية حوله والتي توفر ما يريده الشاب بأسرع طريقة ولكنها مهما كانت تولد عدم قناعة لأنها في الاساس خاطئة وديننا امرنا بتحصين النفس من الفتن من خلال سلوك الطريق السوي في كسب المال وتوفير متطلبات الحياة الاساسية من حب المعاشرة وتكاثر النسل واهم شيء في هذه العملية هو ان يسعى الانسان لايجاد جو ملائم والسعي وراء المسالك السليمة وهذا لا يتسنى الا بوجود شيء نادر قليلاً ما يتوفر في البعض الا وهو (الصبر) فهو مفتاح لكل امل مهما نظر له الانسان بأنه صعب او طويل لعل ما يدعم ذلك هو ان الفترة العمرية التي نتحدث عنها كفيلة بتذليل الصعاب لأنها هي المحك الرئيسي في حياة الانسان والتي تضع بصمتها بقوة في مراحل عمره الباقية فإما ان يقبل ذلك التحدي ويصبر ويصل او ان تعود الامور الى نفس الفصل بلا اصل فتضيع آماله في وجه اول عقبة حياتية تعمل على عثرته وتصرفه عن ذلك المجد الذي يرسمه ويتمناه اي انسان فتجعل حياته تترامى فيما بين موجات الحياة التي أثبتت انها قاسية على الضعفاء وخاسرة في وجه الاقوياء,, ومن المهم ان تُفهم هذه اللغة الدنيوية فالصفر هو الرقم الاول للعتبة الاولى لسلم المجد فلا نستبعد الوصول الى تلك المرتفعات الشامخة التي سطرت بأحرف من ذهب اسماء العظماء وآخر ما يفترض التيقن منه هو ان الوسائل كلها غير مضمونة ما عدا واحدة لا تتم الا بالتوكل على الله عز وجل ثم بالعزم والهمة.
طلال بن خالد الطريفي