زقزقة:
لدى الخزَّاف يقدّمون الماء في ابريق مشقوق .
- حكمة عربية -
* * *
تابعت باهتمام الحلقتين اللتين نشرتهما جريدة الرياض بقلم الاستاذ سليمان العصيمي عن ملتقى الصحافة الخليجية وشدني العنوان الذي كان ]عرض للماضي والحاضر وآمال للمستقبل[.
وكنت احسب ان هذا الملتقى مثل كثير من الملتقيات والمناسبات الثقافية تنظير ما بعده تنظير دون طرح واقعي.
ولكن الذي بدا لي في ذلك الملتقى انه نقل صورة اقرب لواقع الصحافة الخليجية.
فالكويتيون انتقدوا صحافتهم بشدة وتحدثت باقي دول الخليج المشاركة عن تاريخ الصحافة في بلادنا وبقي الغد او المستقبل مجهولاً، بدليل افادة الاستاذ سليمان بأن مستقبل الملتقى الثاني مجهول ولم يسفر ذلك الملتقى عن اي توصيات.
والأجمل والمطابق للواقع ما نشر من لقطات كتابية كانت تعبر عن ذات الملتقى وطبيعته.
فقد غاب رؤساء تحرير الصحف الكويتية عن الافتتاح ومن حضر اكتفى بكلمة قصيرة قالها ثم انصرف!.
وانسحب ممثلو وفود بعض الدول قبل ان يتحدثوا اما عن تنظيم الحفل واقامة الأمسيات وحفلات العشاء فقد كانت على ما يرام!!.
اذن فقد حقق الملتقى كل شيء ما عدا ان يلتقي الصحافيون ليناقشوا الواقع ويتلمسوا نواة المستقبل.
ورغم وجود بعض العناصر النسائية القيادية في الخليج الا انه لم يطرح مطلقاً حيثيات مستقبل المرأة في عالم الصحافة.
ولعلني اعترف بانني لا اعلم شيئاً عن مشكلات الصحافية في دول الخليج لكنني اعلم الكثير عن وضع الصحافية السعودية والتي بدأت تضيق عليها دائرة الاحباط.
ولعلها مناسبة ان أقول بملء فمي: ان الصحافية في بلادي تستحق ما تلقاه من عناء لأنها لا تطالب بحقوقها واذا ما هوجمت من قبل بعض شرائح المجتمع من المثقفين بقيت صامتة الا عن الثرثرة الهاتفية فيما بينها وبين زميلاتها، ولمن يجهل معاناة الصحافية اذكر بعضها -وعند الصحافية الخبر اليقين -:
- قلة وعي الجمهور النسائي بدور الصحافية وبالتالي عدم التعاون وصعوبة التواصل معها.
- عدم مقدرة الصحافية على متابعة موادها قبل النشر وقبولها للحذف والتعديل دون مبررات.
- انعدام وجود معايير ثابتة للتقدير المادي.
- غياب الأمن الوظيفي.
- الافتقار الى جهة اكاديمية للتعليم او التدريب.
وليت الصحافيات يخرجن من القواقع على الاقل ليتحدثن عن الواقع!!.
ناهد باشطح