Sunday 24th October, 1999 G No. 9887جريدة الجزيرة الأحد 15 ,رجب 1420 العدد 9887


أضواء
مواجهة الفساد في ثلاث تجارب دولية

أراضٍ زراعية طيبة، شعب متعدد المواهب، ثروات عديدة لاتحصى منها البترول والمعادن الثمينة، مع هذا تعيش شعوب العديد من هذه الدول فقرا مزمنا، وازمات اقتصادية لاتنتهي وارباكا سياسيا مستمرا.
تقريباً اغلب الدول التي يسمونها بالدول النامية، التي بقدر ما حباها الله بالثروات ، ابتلاها بقيادات لاتتميز الا بذمم فاسدة، والفارق بين الدول النامية التي انجزت برامج وخططا تنموية حقها ان تحمد وتنتمي بحق الى الدول النامية، لتقطع مسيرة التنمية بنجاح في طريقها لكي تصبح دولا متقدمة، محققة لشعبها كل اسباب الرقي، من مؤسسات تعليمية وصحية وبنى اساسية لاقامة مجتمع متقدم.
الفارق بين دول وفقها الله بقيادات أمينة استثمرت موارد الثروات لتحقيق التنمية، وبين دول ابتلاها الله بقيادات خانت الامانة فخربت البلدان.
لنأخذ ثلاثة بلدان تخوض الآن ثلاث تجارب للتخلص من فساد القيادات، وكل دولة لها تجربتها.
نيجيريا,, تهيأ لهذا البلد الافريقي الذي يشكل المسلمون اغلبيته، ضابط نظيف، اوصلته الاقدار لرئاسة البلاد، بعد وفاة دكتاتورها العسكري، فعمل بهدوء وبتدرج حتى اعاد الحكم المدني، تاركا للمدنيين مهمة معالجة الفساد الاداري والرشوة، والفوضى الاقتصادية التي ورثها العسكريون، حتى غدت نيجيريا اكبر بلد افريقي ينتج البترول افقر بلد افريقي.
باكستان,, بلد يعرف عن اهله تمسكهم الجيد بالاسلام ، وجيشهم القوي رغم هزائمه الثلاث امام الهند، الا ان انتصارهم هو بقاء الباكستان رغم كل محاولات القضاء عليها.
الباكستان ليس بلدا بتروليا، الا انه يمتلك ثروات عديدة، ورجالا وعقولا تستطيع ان تصنع الثروة الا انه للاسف ابتليت البلاد بساسة برعوا في عمليات الفساد والرشوة، وسرقة ثروة البلاد، وكالعادة تصدى الجيش لاصلاح الاوضاع ، هل يفلح,,!!
الجميع يراقب ما يجري في الباكستان ليرى ما يفعله الجنرال مشرف,,؟!!
اندونيسيا ,, بلد بترولي له امكانيات اقتصادية متعددة كان يعد احد نمور آسيا ، الا ان فساد المحيطين بالرئيس السابق سوهارتو ومنهم ابناؤه ، اوصل البلاد الى حافة الافلاس ، والى خطر التفتت فاندلعت المظاهرات حتى اطيح بالرئيس ، وكاد ورثته ان يستمروا بالحكم لتتواصل عمليات الفساد، الا ان ضغط المظاهرات اجبر الورثة على التنحي ليتسلم الحكم ساسة كثير ما انتقدوا واشتكوا من فساد رجال سوهارتو.
الآن يحكم اندونيسا رجل يحمل تاريخا طويلا من العلم السياسي النظيف مؤزر بنائبة لها تراثها السياسي المستمد من والدها.
فهل يقدمان نموذجا جديدا يخلص اندونيسيا من مشاكلها الاقتصادية وازماتها السياسية.
ثلاث تجارب يراقبها الجميع، وترصدها شعوب تلك الدول قبل القوى الدولية التي اصبح تدخلها في خيارات الدول وشعوبها اكثر من ذي قبل.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved