* مكة المكرمة- مكتب الجزيرة: -موسكو- رويترز
واصلت روسيا حملتها لقمع المتشددين الاسلاميين في جمهورية الشيشان الانفصالية بعد ان ادى هجوم صاروخي الى سقوط عشرات الاشخاص بين قتيل وجريح في سوق في جروزني.
وقالت تقارير لوكالات الانباء في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية ان قوات الجيش كسبت ارضا جديدة في تقدمها داخل المنطقة التي انسحبت منها الجيش عام 1996 بعد نحو عامين من محاربة الانفصاليين.
وفي واشنطن قال البيت الابيض انه شعر بانزعاج بسبب الهجوم الصاروخي (المفجع) الذي وقع يوم الخميس, وقال مسؤول ان العملية الروسية المكثفة يمكن ان تؤدي الى حرب برية كاملة.
واعرب كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة عن قلقه بشأن الاحداث في الشيشان, وحث بافو ليبونين وزير خارجية فنلندا بعد ان التقى زعماء الاتحاد الاوروبي مع فلاديمير بوتين رئيس وزراء روسيا موسكو على الدخول فورا في مفاوضات للتوصل لتسوية سياسية للصراع .
ولكن بوتين قال للصحفيين في هلسنكي ان روسيا لن تقلل من عملياتها للقضاء على الارهابيين على حد تعبيره.
وقالت وكالة انباء انترفاكس نقلا عن القوات المسلحة الروسية ان القوات الروسية استخدمت جسورا عائمة لعبور المناطق الشرقية من نهر نتيريك الذي يقسم الشيشان, واضافت ان القوات واجهت مقاومة شرسة واوقفت تقدمها قرب قرية فينوجرادوني.
وقالت وكالة الاعلام الروسي ان القوات الروسية استولت على قري في غرب الشيشان قرب الحدود مع الانجوش التي هرب اليها معظم اللاجئين, واقامت القوات بعض المواقع جنوبي نهر تيريك في حملتها التي بدأت قبل شهر وهي تطبق على جروزني على الرغم من عدم اعطاء الزعماء الروس اشارة واضحة بشأن ما اذا كانوا يعتزمون اقتحام المدينة.
وقال مقاتلون شيشان ان انفجار سوق جروزني نجم عن صاروخ روسي ارض ارض,وقال شاريب يوسوبوف ممثل الزعيم الشيشاني اصلان مسخادوف في موسكو ان اكثر من 110 اشخاص قتلوا واصيب نحو 400 آخرين.
وقال ضباط روس كبار ان القوات الروسية ليس لها علاقة بالحادث, ونفى جهاز المخابرات الداخلية تصريحات سابقة بانه نفذ عملية لتدمير سوق لتجار الاسلحة والذخيرة.
وزعم بوتين ان قتلى السوق ضحايا العصابات الشيشانية المتناحرة!.
وقال ان السوق احد مقار العصابات المسلحة ولذلك فان الانفجار كان نتيجة اشتباك بين تشكيلات وعصابات مختلفة .
وفي بون ادان المستشار الالماني جيرهارد شروريدر المذبحة التي شهدتها ساحة السوق في العاصمة الشيشانية جروزني يوم (الخميس) والتي قتل فيها اكثر من مائة شخص واصابة نحو 400 آخرين ,, وكان مسئولون شيشانيون قد قالوا ان هذا الانفجار في سوق جروزني نجم عن صاروخ روسي ارض ارض.
واضاف بيان صادر من دائرة الاعلام الاتحادية ان هذه المذبحة تؤكد ضرورة الاسراع في حل النزاع بالطرق السلمية وبذل الجهود من أجل ايجاد حل سياسي مقبول وان المجتمع الدولي مستعد لتقديم المساعدة اللازمة في هذا الصدد.
وفي هلسنكي قال بافو ليبونين رئيس وزراء فنلندا رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي,, ان الاتحاد الاوروبي حث روسيا على البدء فورا في محادثات لوضع نهاية للازمة الشيشانية.
وقال ليبونين في مؤتمر صحفي الليلة قبل الماضية عقب اجتماع كبار مسؤولي الاتحاد الاوروبي مع فلاديمير بوتين رئيس وزراء روسيا,, نناشد روسيا الدخول فورا في مفاوضات للتوصل الى تسوية سياسية للصراع.
وكانت الامم المتحدة قد قالت يوم امس الاول ان جمهورية الانجوش ابلغت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان عدد الفارين من القتال في الشيشان ارتفع الى 160 الفا وانها تخشى زيادة العدد الى 300 الف اذا استمر الهجوم الروسي.
وفي اوتاوا نددت كندا بالقصف الروسي لمدينة جروزني عاصمة الشيشان والذي ادى الى قتل اكثر من مائة شخص وجرح مائتين وستين.
ونقل راديو كندا أمس عن وزير الخارجية لويد اكسوردي رفض في تصريح له بهذا الصدد استعمال روسيا للقوة في مناطق مأهولة بالسكان.
من جهة أخرى أعربت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة عن مزيد الحزن وعظيم الاسف للدماء البشرية التي تهدر على ارض الشيشان والتي اخذت شكل المجازر الجماعية بعد قصف القوات الروسية لمدينة غروزني حيث دمرت عدداً من المباني المدنية وقتلت وجرحت المئات من المدنيين، ودعت المجتمع الدولي وهيئاته القانونية ومؤسساته الاغاثية للعمل على منع المجازر وايقاف نزيف الدماء في ارض الشيشان وفي منطقة القوقاز باسرها وتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين والمهاجرين فراراً من الموت.
جاء ذلك في بيان أصدره معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد الأمين العام للرابطة اثر ما تناقلته وكالات الانباء عن قصف القوات الروسية لمدينة غروزني عاصمة جمهورية الشيشان واحداثها مجزرة دموية تساقطت فيها الجثث البشرية وراح ضحيتها على الفور 137 قتيلاً و 260 جريحاً.
وقال معاليه ان الشعوب والاقليات والمنظمات الإسلامية المتمثلة في رابطة العالم الإسلامي تستنكر تصعيد الاحداث الدامية في الشيشان وتطالب بإيقاف قصف غروزني وغيرها من المدن والقرى الشيشانية التي تعتبر سكناً آمناً للجموع البشرية التي تسكن فيها، كما تستنكر اعتبار الشيشان ارضاً مستباحة وشعبا يستحق الموت تحت وابل القصف ومجتمعاً لاحق له بالحياة، واعرب معاليه كذلك عن استنكار الشعوب الإسلامية للتباطؤ الدولي في التدخل لمعالجة النزاع القائم في الشيشان والتأخر عن حله بالطرق السلمية التي تكفل حرية المصير للجميع.
وطالب معاليه حكومة روسيا الاتحادية بمراجعة اتفاقاتها مع جمهورية الشيشان ودعاها الى احترام مواثيق ومعاهدات حقوق الانسان التي يتوجب عليها الالتزام بها في اطار عضويتها في كل من هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والمنظمات الدولية المعنية بالامن والسلام في العالم مشيراً الى ان تنفيذ القوات الروسية المدججة باحدث الاسلحة لسياسة الارض المحروقة في الشيشان يتنافي مع كافة الاتفاقات الدولية والمواثيق العالمية الخاصة بحقوق الانسان، وذكر معاليه ان رابطة العالم الإسلامي اصدرت العديد من النداءات لحل الازمات في الشيشان وفي منطقة شمال القوقاز دعت فيها الى انتهاج منهج الحوار السلمي لحل المشكلات القائمة في المنطقة ومنح شعوب شمال القوقاز حق تقرير المصير وقال ان الرابطة اذ تؤكد على ماطالبت به في نداءاتها وبياناتها السابقة لتدعو المجتمع الدولي الى المسارعة في وقف نزيف الدماء والمساعدة في حل الصراع الدموي وإيجاد الحلول السلمية التي تكفل استتباب الامن والسلام وحرية تقرير المصير في جمهورية الشيشان ومناطق شمال القوقاز.
واهاب معاليه بالمنظمات الدولية والاغاثية والانسانية تقديم المعونات الاغاثية العاجلة لجميع المتضررين من الاحداث الدامية ولجموع المهاجرين الفارين الى جمهورية انغوشيا وغيرها من المناطق المجاورة مشيراً الى ان هؤلاء يعانون معاناة قاسية وسوف تزداد معاناتهم المأساوية بدخول فصل الشتاء في الايام القادمة.