* القاهرة - مي اسطواني - رويترز:
قال الطيار المصري لطائرة شركة مصر للطيران التي اختطفت قبل يومين انه استطاع كسب ثقة الخاطف واقنعه بمغادرة الطائرة في هامبورج بمنحه اموالا وحثه على الهروب.
وفي مقابلة مع رويترز قال الطيار حازم العبادي قائد الطائرة بوينج 737 التي اختطفت بينما كانت في طريقها من تركيا الى القاهرة انه عقب الهبوط في هامبورج اقنع الخاطف بالهرب لكن الرجل طلب مالا.
واضاف العبادي انه اعطاه نحو 100 دولار وبعض الفرنكات السويسرية.
وقال انه اراد ان يعطيه بطاقات الائتمان الخاصة به بل وكان يود ان يعطيه اي شيء واضاف ان الخاطف صدقه ووثق به.
ولدى مغادرة الخاطف الوحيد الذي لم يكشف عن هويته بعد الطائرة امسكت به الشرطة الالمانية ولم يلحق اذى بركاب الطائرة البالغ عددهم 48 شخصا بينهم اثنان من افراد الامن.
وأفاد العبادي 41 عاما والذي يعمل طيارا بشركة مصر للطيران منذ عام 1988م ان الخاطف اقتحم قمرة القيادة بعد 20 دقيقة من اقلاع الطائرة من اسطنبول وهدد بقتل من كانوا بالطائرة ما لم يحول مسارها الى لندن.
واضاف ان الخاطف امسك باحد الضباط ووضع شيئا ذا حافة حادة في عنقه من الخلف وهدده وتابع انه كان يصيح ويصرخ وطلب توجه الطائرة على الفور الى مطار هيثرو بلندن.
وقال العبادي ان الطائرة لم يكن بها وقود يكفي للوصول الى لندن وانه اقنع الخاطف بالسماح له بالتزود بالوقود في هامبورج.
وتابع انه احتاج ساعة ونصف الساعة ليقنع الخاطف ان الوقود لن يكفي وان المحركات ستتوقف قبل ساعة من الوصول الى لندن وان الطائرة ستتحطم.
وقال انه اجرى بعض الحسابات ووجد ان الوقود سيكفي لبلوغ هامبورج لكنه سيكون قد نفد تقريبا لدى هبوط الطائرة اذ لن يكون متبقيا الا ما يكفي للطيران عشر دقائق.
وافاد العبادي انه لم يتمكن من معرفة السلاح الذي يستخدمه الخاطف لان كم ثوبه كان يغطيه وقالت الصحف التركية ان السلاح كان احد سكاكين المائدة التي تقدم اثناء الوجبات على الطائرة وقالت الصحف المصرية يوم الخميس ان الخاطف استخدم قلم حبر جاف.
وقال العبادي انه لم يستطع تبين ماهية السلاح بالضبط غير انه كان ذا حافة حادة واضاف ان الخاطف اطلق سراح الضابط الذي كان يمسك به بعد ان لاحظ دماء على قميصه من جرح صغير احدثه الجسم الحاد.
وافادت صحيفة الاهرام ان السلطات الالمانية ما زالت تحاول التأكد من اسم الخاطف وجنسيته.
وقال عبادي ان الرجل كان غير مستقر وميال للثورة لكنه كان يدرك ما يفعل.
وتابع ان الخاطف كان يفقد اعصابه لاي سبب وانه كان يقول فجأة اريد ان ابلغ العالم اجمع انني رئيس السلام وان كل العقول توجه بالاقمار الصناعية.
وأكد العبادي ان الرجل كان غير مستقر لكنه نفى ان يكون مصابا بالهلوسة لانه حين يهدأ كان يدرك ما يفعل وتابع انه كان يعرف ايضا الكثير عن الملاحة الجوية ويعرف أين كنا نتجه.
ولدى الاقتراب من هامبورج طلب الخاطف من العبادي ان يسأل المراقبين الجويين بالمطار عن رد على طلبه الحصول على اللجوء السياسي لكنه لم يتلق اجابة.
وقال العبادي ان الرجل بدأ كأنه فقد عقله فعلا حين اقتربت الطائرة من هامبورج لان السلطات الالمانية لم تكن قد اعطت ردا بشأن مسألة اللجوء واضاف ان الخاطف بدأ يرتعش وادرك انه يواجه مشاكل.
وذكر العبادي انه بعد هبوط الطائرة في هامبورج ولم يكن متبقيا بها سوى 800 كيلو جرام من الوقود حاول اقناع الخاطف بالهرب من الطائرة بدلا من معاودة الطيران الى لندن.
وأفاد العبادي ان سلطات المطار في هامبورج سمحت للطائرة بالوقوف عند نهاية ممر هبوط مظلم قال انه ساعده في اقناع الخاطف ان بامكانه الهرب دون ان يراه احد.