* جاكرتا - توماس لانج - د,ب,أ
لم تكن الحركة الاصلاحية في اندونيسيا لتأمل في نهاية افضل من هذه للانتخابات الرئاسية, فبانتخاب عبدالرحمن وحيد رئيسا وميجاوتي سوكارنوبوتري نائبة للرئيس يكون اثنان من المعارضين لنظام سوهارتو القديم قد تربعا على قمة السلطة في الجمهورية الاندونيسية.
وكانت صناديق الاقتراع الزجاجية في مجلس الشعب الاستشاري خلال عملية الفرز بمثابة رمز على الشفافية التي افتقدتها البلاد على مدى خمسين عاما منذ الاستقلال.
وتم بث عملية فرز الاصوات مباشرة على شاشات التلفزيون وشاهد الاندونيسيون منافسة على اعلى مناصب في البلاد تتم لاول مرة منذ نصف قرن.
ويذكر ان حزب جولكار الذي حكم البلاد لفترة طويلة كان له دور كبير في تحديد النتائج النهائية للانتخابات, فقد كان رئيس الحزب اكبر تانجونج شخصية رئيسية في الانتخابات.
فقد ايد في البداية تنحية بحر الدين يوسف حبيبي عن الرئاسة وبعد ذلك اعلن ترشيح نفسه لاكبر منصب في البلاد قبل ان ينسحب من السباق بعد ذلك بفترة وجيزة, وفي الصباح التالي اعلن انه يرغب في ان يصبح نائبا للرئيس غير انه عاد وتراجع ثانية.
والنتيجة التي اسفرت عنها لعبة اكبر تانجونج هي ان كلا الفائزين قد اعتمد على تأييد حزب جولكار له للفوز فبدون اصوات حزب جولكار الذي ضم صفوفه الى صفوف العسكريين في البلاد ما كان بقدرة وحيد ان يهزم ميجاواتي في انتخابات الرئاسة اول من امس الاربعاء ولكانت ميجاواتي قد صادفت صعوبات في مواجهتها مع حمزة حاز في انتخابات نائب الرئيس امس الخميس.
ولم يبد رجل اندونيسيا القوي وزير الدفاع الجنرال ويرانتو اي رد فعل منذ اعلان نتائج الانتخابات, ولن يشغل ويرانتو بعد الآن منصب وزير الدفاع ولكنه سيظل رئيسا لاركان القوات المسلحة الاندونيسية, اما لماذا فكر ويرانتو في ترشيح نفسه لمنصب نائب الرئيس فهذا السر الذي لن يغادر صدره.
ولكن اذا تعارضت التطورات مع مصالح الجيش فان قيام الجنرالات بانقلاب لن يكون امر مستبعدا.
وبعد الفوز المفاجىء لوحيد بمنصب الرئاسة فان قراره ترشيح ميجاواتي لمنصب نائب الرئيس اعطى بعض المشروعية للعملية الديمقراطية, فقد كانت ميجاواتي وهي الابنة الكبرى لمؤسس اندونيسيا الحديثة الرئيس الراحل سوكارتو الفائزة الاولى في الانتخابات البرلمانية التي اجريت هناك في حزيران يونيو الماضي.
وتدور شكوك حول ما اذا كان الرئيس وحيد سيسمح بان يكون لميجاواتي بالفعل سلطة او نفوذ والمعروف ان منصب نائب الرئيس يعتبر منصبا فخريا بدرجة كبيرة.
وكان وحيد قد ذكر قبل عام لدى سؤاله عما اذا كان بامكانه ان يتصور ميجاواتي نائبة له كرئيس للبلاد انه لا يدري ما اذا كانت ميجاواتي ترغب في ان تقوم باختيار اسماء للشوارع وافتتاح المدارس كل يوم.
|