الواجهات الإعلامية البراقة والمزركشة تستأثر بأيام الافتتاح، ووقت حضور النخبة، وبعدها تترك الأمور لتسير كيفما اتفق حيث يختفي المنظمون وتترك الأمور تسير بالبركة.
وما أعنيه هنا بالتحديد، هو معرض الكتاب الذي أقيم في (جامعة الملك سعود) مؤخراً والذي حرصت الجهات الإعلامية في الجامعة أن تنوه به عبر الصحف، ولا سيما نشرتها الجامعية (رسالة الجامعة),, وبالتحديد كانت ايام المعرض جميعها للرجال بينما تقتصر الايام النسائية على يوم الخميس, وبناء عليه، قامت احدى المحاضرات في جامعة الملك سعود والتي من المفترض ان تكون محاضرة لأعداد وفيرة من الطالبات الجامعيات وبالتالي لابد ان تمتلك نفس الفرص المتاحة للأكاديميين بالاطلاع والمتابعة والاهتمام بالاصدارات الجديدة والتي يمثل معرض الكتاب افضل مصدر لها!!.
ولكن السيناريو كان يمتلك حيثيات أخرى!!.
فقد توجهت تلك المحاضرة الى موقع المعرض في وقت مبكر من صباح الخميس، متأملة ان تحظى بالوقت الكافي الذي يتيح لها الاطلاع على الكم الأوفر من الكتب.
لكن أحد الحراس القائمين هناك استقبلها بوجه جهوم مقطب,, وقال لها: لا تستطيعين الدخول، فلوحت في وجهه برسالة الجامعة التي اعلنت بأن يوم الخميس هو يوم النساء فلم يزده هذا الا شراسة وغلظة واخبرها بلهجة حاسمة انه لا يمتلك الأوامر التي تتيح دخول النساء!!!!!!.
ولما رأت ان هذا الأمر يسري على عدد وافر من الزائرات قفلت عائدة وبدلا من ان تمتلىء حقيبتها بالكتب والمراجع التي تحتاجها في محاضراتها فإن حقيبتها امتلأت بالحسرة والغيظ المكبوت وعدد من الاسئلة.
س1: لماذا يعطى للرجال اسبوعاً كاملاً والنساء يوما وحيدا مشكوكا في أمره؟.
س2: لماذا البهرجة الاعلامية اقتصرت على الايام الاولى والايام التي تليها ادرجت في خانة,, (كيفما اتفق)!!.
س3: من المفترض ان معرض الكتب هو (سوق),, سوق لبيع الكتب، والمرأة تذهب للسوق مع ولي امرها او لربما وحيدة!!؟ وهي تبتاع حتى حاجياتها الخاصة من بائع رجل,,؟؟ فما بالكم بكتب ومراجع جامعية؟.
والى ان تجد أجوبة شافية لأسئلتها الموجهة ستظل تبحث عن كتب ومراجع لأن من حق طالباتها ان تقدم لهن محاضرات غنية بالمعلومات والمراجع والإصدارات الحديثة.