*بروكسل- د ب ا
تمكنت الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي من تسوية خلافاتها المتعلقة بجولة المباحثات التي ستعقد في سياتل في بداية كانون الاول (ديسمبر) القادم، وتتناول قضايا متعلقة بالتجارة العالمية، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد امس الاول في العاصمة البلجيكية.
الا ان تلك الدول لا تزال تواجه تحديا كبيرا من الولايات المتحدة والدول الآسيوية المشتركة في الاجتماع.
فعقب اسابيع من المباحثات المكثفة، تمكنت حكومات الدول الخمس عشرة الاعضاء بالاتحاد الاوروبي من حل خلافاتها بشأن كيفية تناول القضايا المتصلة بالعمالة وبقطاع الاجهزة السمعية- البصرية خلال الجولة القادمة من المباحثات العالمية.
وقال دبلوماسيون انه تم التوصل لاتفاق يقضي بمناقشة معايير العمالة في منتدى تشترك فيه منظمتا التجارة العالمية والعمل الدولية,كانت المانيا قد اعلنت في وقت سابق انه يجب تشكيل جماعة عمل خاصة في منظمة التجارة الدولية لبحث القضية.
واتفقت حكومات الدول الاعضاء بالاتحاد ايضا على الحفاظ على قدرة اوروبا على ايجاد سياسات خاصة ازاء القضايا الثقافية والسمعية- البصرية من اجل الحفاظ على التنوع الثقافي الخاص بالقارة الاوروبية.
وتتبنى فرنسا على الاخص موقفا متصلبا ينص على التعامل مع السلع الثقافية بنفس طريقة التعامل مع السلع الاخرى التي يتم تداولها على نحو حر نسبيا عبر الحدود الدولية، وذلك لكونها تخشى اغراقها بالافلام والموسيقى والبرامج التلفزيونية الامريكية.
وتنص الوثيقة التي اقرها الاتحاد الاوروبي والتي تتألف من ثماني صفحات على انه يود بدء جولة شاملة من المباحثات التجارية تتناول، من بين قضايا اخرى، القضايا الجديدة كقواعد الاستثمار والسياسة التنافسية.
ومن المتوقع ان يعزز هذا الاتفاق من الصلاحيات المخولة لمقرر التجارة الاوروبية باسكال لامي في المباحثات التي سيجريها يومي الاثنين والثلاثاء القادمين في لوزان مع نحو 40 من وزراء التجارة.
غير ان الاتحاد الاوروبي لايزال يواجه صعوبة كبيرة في اقناع بقية اعضاء منظمة التجارة الدولية بقبول جدول الاعمال الطموح الذي يقترحه الاتحاد.
وقال المسئولون الامريكيون يوم (الجمعة) ان واشنطن تريد التركيز على عدد محدود من القضايا خلال اجتماع سياتل, ويتضمن جدول الاعمال الامريكي المقترح تحرير الزراعة والخدمات والتعريفات الصناعية.
كما تطالب واشنطن بتناول قضية ربط العمالة بالتجارة وبتضمين المباحثات الجديدة قضايا بيئية.
غير ان العديد من البلدان الآسيوية تعارض بشدة تضمين جدول اعمال المباحثات قضايا غير تجارية على اعتبار ان هذا من شأنه تعزيز السياسات الحمائية في الغرب.