في الفصل كان الطالب لا وقت لديه - كالآخرين - للتلهي بالاحساس او الندم!!.
كان يسأل - وكأنه يخلع عن نفسه جلد الاسد، ويرتدي جلد الثعلب كان ينظر الى الوقت، وكأنه تعتقد (التوقف اثناء الصعود، ولكن يستحيل ذلك اثناء الهبوط)!!
يتحدث - والدم الياباني - يمور في شريانه، وينبض في وريده,, كأن يمازحني بقوله: (ان الشرفاء لا يصلحون لشيء,, ثم ادخل معه في جدل عريض كخطوط، لا كدوائر العرض).
كأن يوصي قرينه - وهو يحاوره - اللغة - اللغة، فالرجال كاللغات، قيمتهم تتوقف على ألسنتهم!!.
كان يؤمن بأن دور الطبيب يتمثل بمعالجة الحمى، لا بشتمها,, وان دور الصامت يتوارى خلف صراخ الاطفال,.
البوصلة,, قال لي,, اياك اياك ان تتبع ما تشير اليه، لأنها آلة عبث بها البشر، وما ادراك ما البشر!!.
اما الاطلال على الوطن، فله فيه زاوية قول تمنح (المكان) بعدا برزخيا، حين تراه في عيون الآخرين، ومن هذه الزاوية تستطيع تحديد موقعه، واحتمالات طقسه - رغم المسافة - ثم ضرب لنا مثلا - بالغابة - التي لا تُرى كاملة الا من خارج حدودها,, قال ذلك فضحك فارس (صديقي العزيز) وأنا!!.
كان ذلك الياباني العجيب، يغط في ذهول عريض، حيث تدركه اشجار المدن، وهجوم الاسمنت الذي اهلك الحرث والنسل!!.
يتورم ويكبر حين يكون الحديث عن نهضة السلوك، واستيقاظ الاخلاق، وموت الفضيلة.
واحياناً يرى ان الفوضى ضرورية لنفسها، ولأهلها، وبل وللآخرين!! كانت الدهشة تفترش سحابة محياه,,, ينظر الى الاشياء المباركة وغير المباركة من حوله بيبوسة حامضة، والفة مريضة، تميل الى الموت، والاصفرار!!
يحاول ان يمارس فضيحة الحياة، من بوابة اللغة، ضعيف في الموضوعات ذات النقاط المشتركة، دائماً يسير ببطء، وكأنه ليس في عجلة من امره!!
يتغلب - احيانا - على طاولة القلق، فنراه مصفرا يابساً,, كل الطرق في عقله تؤدي الى طوكيو!!
يبحث في زوايا المدرسة عن المنسيين ليشاركهم - البرتقال والشاي - والاحلام المغتالة، وغير المغتالة، ولا تسلني عن معنى (غير المغتالة)، لانها هكذا رُويت لي,,!
صامت آناء الليل واطراف النهار، صامت - وليس كالصامتين، لأنه يضم في اطراف صمته (الحكمة والفكر) وهكذا اعتقد - رغم معارضة صديقي العزيز (فارس).
والى اللقاء في زمن آخر!!.
|