Sunday 24th October, 1999 G No. 9887جريدة الجزيرة الأحد 15 ,رجب 1420 العدد 9887


ضوء
عبدالعزيز الصقعبي

قال لي صاحبي هل تعرف هذا الرجل؟، تأملته ملياً أنصت إلى حديثه قليلاً، لم يتسم حديثه بالجدية مطلقاً، أطلقت لا مباغتة في وجه صاحبي وسألته من يكون؟ كانت اجابته مقتضبة كل ما فهمته منه انني سأعرفه تلقائيا حين اتحدث معه مباشرة.
كيف أتحدث معه وأنا لا أعرفه وهو حتما لا يعرفني بل كل واحد يعرف منكما يعرف الآخر جيداً فقط بادره بالحديث، سمعته يقول ذلك وبدأت فعليا بالبحث عن طريقة جيدة للمبادرة بالحديث معه، سمعته يتحدث عن الصداع الذي ينتابه دائماً أردت أن أسأله عن سبب ذلك خفت من كلمة لا أدري، انتظرت قليلا رأيت عيني صاحبي تحملقان بي عتابا وسؤال يحاصرني ماذا تنتظر؟ لا أدري ماذا أقول، ها هي اللا أدري تطوقني، قلت لصاحبي لماذا لا تكون المبادرة منك وثق بأنني سأشارككما الحديث ومن المؤكد ان نجد منطلقا لحديث يجمع بيننا لاعرفه ويعرفني ومن قال إنه لا يعرفك؟ رد علي بحدة، وبالحدة ذاتها قلت ولماذا لا تكون المبادرة منه، سلك صاحبي جادة الهدوء ليقول لي بأن هذا الرجل لو عرفته لندمت على الوقت الذي اهدرته دون ان تتعرف عليه، حاولت ان اكون هادئا اتجهت إليه مددت يدي لاصافحه، ابتسم وقدم لي يده مرحبا، بادرة جيدة قلت ذلك في نفسي، وقعت في فخ السؤال عن الحال والتحية والاحوال والاخوال والاعمام لم يبق أحد لم أسأله عن حاله وكانت اجابته واحدة بأنهم طيبون جميعا، رائع هذا بدأتما تتحدثان، كنت منهمكا بذلك الحديث الروتيني الرتيب ولم أفطن لصاحبي وهو يغادرنا تاركا إيانا في دوامة البحث عن سؤال منقذ يكون مدخلا جيدا للحوار، عفواً سألتك عن الحال وأنا لم أعرفك تماما,, من أنت؟ كيف تسألني عن الحال وأنت لا تعرفني!, إجابة أخجلتني كثيرا جعلتني ابحث عن مبرر منطقي لتلك الاسئلة، حينها قلت له كل ما في الامر أريد ان اتعرف عليك,, ألا تعرفني فعلا؟,, للاسف لا,, لا أدري كيف امتلكت الجرأة لأن اقول ذلك، ولكن حتما احتاج إليها دائما، حقيقة وجدتها حجة لأخبره بما دار بيني وبين صاحبي الذي اختفى فجأة ووضحت له تأكيد صاحبي بأن كل واحد منا يعرف الآخر جيداً، سمعته يقول صدق صاحبك انا اعرفك جيدا وحتما الامر كذلك بالنسبة لك، أردت ان أقول له من أنا قبل أن أقول له من أنت، ترددت قليلا بل كثيرا ووجدت الامر لا يحتاج لهذا التردد، قلت لنفسي جل من لا ينسى ربما أنا أعرفه ولكن لقد نسيته تماما في هذه اللحظة فما العيب في ان يذكرني سواء هو او صاحبي ولكن اين صاحبي ليس فقط صاحبي بل أين هو الآن,, لقد اختفى، عاتبت نفسي، ليس مهما ان اعرفه أو يعرفني المهم هذا الوقت الذي أهدرته للتعرف عليه، وعذراً إذا كنت قد أهدرت وقتكم بقراءة نص كان يجب ان يكون جيداً ومحكماً، هل هذا شيء من العبث نمارسه بالكتابة، إذا كان كذلك فلماذا نكتب ولماذا تقرؤون ما نكتب.
E-mail:aalsagabi*suhuf.net.sa

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved