Sunday 24th October, 1999 G No. 9887جريدة الجزيرة الأحد 15 ,رجب 1420 العدد 9887


المسرحي السوداني مكي سناده للفنية
الممثل لدينا من أفقر الناس

الفنان (مكي سنادة) تخرج من معهد الفنون المسرحية بالقاهرة ثم عاد إلى بلده السودان ليحمل هموم المسرح على كتفيه مع نخبة من الأصدقاء, له إسهامات متميزة في العمل الإبداعي والإداري ويعمل حالياً مديراً عاماً للمسرح القومي السوداني - الهيئة المسئولة عن المسرح هناك - التقينا به في حوار قصير لاستكشاف الاحوال المسرحية السودانية لوضع النقاط على الحروف أمام القارىء الفني .
* لو حاولنا أن نرسم خريطة تاريخية للمسرح السوداني,, ماهي اهم معالم تلك الخريطة؟
- الحركة المسرحية في السودان بدأت في سنة 1905م على يد الشيخ بابكر بدري وهو من رواد التعليم الاوائل، ولعله نقل المسرح من مصر الى السودان، حيث عاش فترة حياته الاولى بمصر, كما ساهمت بعض الجاليات في تطوير النشاط المسرحي خاصة التي كانت ترد من انجلترا والشام ومصر.
ثم انتقل المسرح من دور العلم واندية الجاليات الى المجتمع في شكل فرق صغيرة تقدم بعض الفواصل الفكاهية بقصد الترفيه، ولم تلبث ان تتطور تلك الفرق وتتشكل بصورة نهائية في الستينيات مما جعل الدولة تنظم نشاطاً مسرحياً رسمياً.
* وماهي أهم المسارح التي اقامتها الدولة آنذاك؟
- المسرح القومي بأم درمان الذي كان بمثابة المختبر الذي تجرب فيه الفرق كل ادواتها، واتخذت منه مرتكزاً لتنطلق إلى كافة أقاليم السودان في قوافل منتظمة تغطي أنحاء القطر تقريباً, ومن هنا اصبحت النظرة إلى هذا الفن باعتباره وسيلة فعالة للتثقيف المحلي بين المركز والولايات وتنوعت الاتجاهات المسرحية بقدر ما يزخر به السودان من تنوع وتعدد عرقي وثقافي.
* هناك خاصية ينفرد بها المسرح السوداني حيث يبنى عادة بطريقة مكشوفة,, فلماذا؟
- يوجد على الأقل مسرح واحد في كل عاصمة من عواصم الولايات في السودان، بالإضافة الى سبعة مسارح مجهزة بالخرطوم العاصمة,, وبالفعل عندما نتحدث عن مبنى المسرح في السودان فإن اغلب تلك المباني تكون مكشوفة ولا تراعى فيها المواصفات العالمية لان وجود المبنى ليس شرطاً اساسيا من شروط اقامة المسرحية لذلك دائماً اقول ان المسرح في السودان بدأ تجريبيا وسوف يستمر تجريبياً لفترة طويلة فنحن لسنا اسرى لتقاليد مسرحية موجودة بل نحن باستمرار في حالة بحث عن انسب الصيغ التي تناسب ثقافتنا وتنوع تراثنا.
* من المعروف ان معهد الموسيقى والمسرح انشىء في السودان عام 1969م فما ثمرة انشائه بعد مرور ثلاثين عاما عليه,, واعني بالتحديد عدد الممثلين والفرق؟
- بداية احب ان اقول ان المعهد قد تحول الى كلية للدراما في اطار جامعة السودان وخلال ثلاثين عاما افرز عدداً من الكفاءات المسرحية التي غذت شرايين الحركة الثقافية بالدماء المتجددة وساهم هؤلاء في تكوين مجموعات وفرق مسرحية لا تعتمد على دعم الدولة المباشر فلدينا فرق قومية رسمية بالإضافة الى فرق كبيرة خاصة خاصة تستطيع ان تقدم موسماً مسرحياً كاملاً مثل فرقة الاصدقاء التي تعتمد على اقتباس النصوص العربية والعالمية وفرقة الفاضل سعيد التي تخصصت في الكوميديا وفرقة المسرح الوطني وغيرها,, ويكفي ان اذكر لك انه في اخر مهرجان للمسرح في السودان وجدنا ان هناك اكثر من خمسين فرقة مسرحية في السودان.
* بالرغم من هذا العدد الكبير من الفرق لكن هناك اقاويل عن الاوضاع السيئة للفنان السوداني بوجه عام؟
- الممثل في السودان لا يعيش على المسرح ولا يأكل منه لقمة العيش, وحتى الان لا يوجد لدينا فنان مسرحي محترف عدا استثناءات تعد على اصابع اليد فمدخلنا الى المسرح هو الهواية لا الاحتراف ولا نمارس المسرح بغرض الربح وانما نمارسه عن حب,, ولخدمة اهداف ثقافية معينة ونعتقد ان ممارسة المسرح مكملة للمكون الثقافي للفرد السوداني بعيداً عن ناحية الاستثمار والتجارة لان الفنان السوداني من افقر المبدعين وهذا مرتبط بالظروف الاقتصادية العامة التي تمر بها البلاد.
* لاشك ان للظروف الاقتصادية التي يمر بها السودان دوراً كبيراً في تردي اوضاع الممثل,, فماذا قدمت الدولة لرعاية الحركة المسرحية؟
- ان نبدع في تلك الظروف فهذا اختزان للطاقات وقدرةعلى ابرازها بحثا عن غد مشرق, وهذه الظروف التي تعاندنا تؤكد قوة الحركة المسرحية داخل البلد بدليل انها نشيطة وفاعلة, وبديل عدد الفرق الكبير اما عن دور الدولة فهي ترصد في موازنتها اموالاً مقدرة لدعم النشاط المسرحي سواء في تمويل الانتاج المتميز او جوائز تشجيعية او تعطي بشكل مباشر للفرق المسرحية.
* ماذا عن النص؟! خاصة مع ما يمتاز به اسودان من تنوع ومن تراث خصب كما ذكرت آنفاً؟
- المسرح في السودان يخوض في كل المواضيع دون حساسية او حرج، سواء من خلال الفرق القومية اوالخاصة فالكل يطرح رؤيته في القضايا المختلفة, ونحن نحرص على هذا التنوع لانه اهم مصدر لثراء الثقافة السوداني عموماً,وهناك نصوص كثيرة تستلهم التراث بشكل تلقائي دون تعمد لان تراثنا مجدول في التكوين الثقافي لنا سواء اكان تاريخياً او شعبياً, ومن هنا تأتي معظم موضوعاتنا مغرقة في المحلية وانا شخصياً اخرجت سبع مسرحيات كلها ترتكز على التراث السوداني الزنجي الافريقي كذلك العربي والإسلامي.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved