لم يحقق المسلسل الجديد القصر المتوقع منه قياساً على التغطية الإعلامية المكثفة التي نالها اثناء تصويره وكثر الحديث فيها عن الجديد والاماكن التي يصور فيها لاول مرة!!
وبداية,, لابد من القول ان هذا المسلسل لا يمثل الدراما السعودية رغم ان جهة انتاجه سعودية وشارك فيه بعض الممثلين المحليين وذلك ان كاتب القصة والسيناريو والمخرج والمصورين والمهندسين والفنيين ومصممي الازياء والمساعدين و القصة بحد ذاتها لا تمت بصلة للواقع المحلي فكيف يكون مسلسلاً محلياً؟!.
قصة المسلسل غريبة، وكاتب السيناريو دياب عيد صاحب خبرة طويلة في المجال التلفزيوني ولكنه في هذا المسلسل لم يوفق فالاحداث متداخلة والحلقات الاولى مضت للوصول لما يعرف بالعقدة وهي غياب فارس ومن ثم ظهوره !! ايضاً اين تقع هذه الاحداث واين وجدت هذه الشخصيات العربية الاسماء والتفكير والغريبة الازياء والمظهر؟؟
في الاخراج حاول محمد عزيزية وهو مخرج معروف وله عدة مسلسلات سورية ناجحة التلاعب بالكاميرا على طريقة نجدت انزور فتارة تكون اللقطة مأخوذة من تحت الطاولة ونار التدفئة مشتعلة ويتطاير شررها,.
وتارة تخرج الكاميرا لتصور الممثلين وهم يتعثرون (يمشون) فوق الثلج,, والديكورات والاكسسوارات كانت طاغية في تفاصيل المشهد ولاسيما داخل القصر او محل البيع او الرسم اضافة للازياء والمكياج وشكل الشعر (الرجالي) وكلها اضاعت هوية العمل وكان بامكان المخرج التدخل بها وتغييرها لتكون الاحداث بزمن محدد وازياء معروفة ولكان المشاهد ارتاح من منظر العربة التي تذهب وتعود في الحلقة اكثر من مرة!!
حاول المخرج تقليد نجدت انزور وباسل الخطيب وسواهما من الذين قدموا مسلسلات ملحمية كان الابهار البصري واضحا فيها ومتناسباً مع قوة الاحداث ومترابطاً معها بعكس ماكان في القصر!!
لقد جانب التوفيق اسرة مسلسل القصر ولم تنجح بتقديم عمل جذاب للمشاهدين وهذا ليس في صالح الثنائي ناصر وعبدالله الذين حاولا الخروج من اطار ال(طاش) ولكن لم ينجحا بذلك وليس هما السبب في هذا (فنياً على الاقل) بل ثمة عوامل كثيرة كانت وراء هذه النتيجة!.
* اجمل ما في المسلسل الموسيقا التصويرية لالياس الرحباني التي ذكرتنا بموسيقا الرحابنة المميزة والفيروزيات القديمة ,,,!!
* القصر مسلسل جاء فيه التقليد الأعمى لواقع لا علاقة لنا به ,,, !!
عصام حاج علي