منذ وقت ليس بالبعيد كان الكثيرون ينظرون بعين الغبطة لمن اختاروا اشرف مهنة ألا وهي مهنة التعليم, عطفا على ما يميزهم عن غيرهم بكادر المعلمين والذي كان بحق مصدر جذب وظيفي حتى لغير المتخرجين من كليات المعلمين والتربية، واعرف شخصياً عددا من خريجي كليات الزراعة وحتى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن فضلوا اللحاق بركب المعلمين.
ولكن سبحان مغير الأحوال فغالبية المتخرجين حديثاً من الكليات المعنية باعداد المعلمين عضوا اصابع الندم لالتحاقهم بهذه الكليات, وولدت نوعاً من الاحباط لدى طلاب تلك الكليات واعني بهم طلاب المستويات المختلفة بها، فإلى جانب الانتظار الذي قد يكون طويلاً للتعيين بعد التخرج علاوة على شبح البند 105 والذي اصبح ملازماً للمعلمين والمعلمات على حد سواء.
فكان من الطبيعي ان يهجر بعض المدرسين الجدد مدارسهم والبحث عن وظيفة اخرى اكثر راحة راتبها يفوق راتب بند طيب الذكر.
وكتأكيد على تفاقم مشكلة عزوف المدرسين الجدد الاعلان الذي اصدره ديوان الخدمة عن وجود اكثر من ألفي وظيفة شاغرة حالياً من جراء عدم مباشرة المعينين على تلك الوظائف وعدم مباشرة هذا العدد الكبير من المدرسين الجدد بلا شك يخلق العديد من الاشكالات داخل مدارسنا وهي مشاكل لا تخفى على العاملين في المجال التعليمي.
لست هنا مدافعاً عن المعلمين الجدد ولكنها الحقيقة فالقلق بات يدب في نفوس المعينين خشية ان يستمر شبح البند 105 ملازماً لهم ولفترة طويلة، فهناك العديد من المدرسات يطاردهن هذا البند منذ ثلاثة اعوام.
معلمو ومعلمات جيل المستقبل بحاجة ماسة لدعمهم ومساواتهم بزملائهم ممن سبقوهم في الانضمام لهذه المهنة الشريفة.
بيت القصيد ان استمرارية التعيين للمدرسين الجدد على وضعيته الحالية تعني ان العزوف عن التدريس سيتضاعف وتزداد معه صعوبة ايجاد البديل.
فاعيدوا للمدرسين مكانتهم الوظيفية من اجل مستقبل الأجيال!!.
عبدالله محمد الملحم