عندما تكون الصحافة عشقا يتجلى الابداع وتتضح العطاءات وتظهر القدرات المتميزة والمواهب الفذة لدى الصحفي سواء في مقاله او في خبره او في انفراداته بل وحتى في لقاءاته الميدانية وتحقيقاته، فليس كل من ظهر اسمه في الصحف يستحق ان يطلق عليه لقب (صحفي),, فمن يدخل الصحافة حبا في المادة لابد وان ينتهي لانها مهما اعطت من المرتبات الضخمة لا تدوم فالمهم العطاء المقابل لتلك المرتبات!!
ومن يدخل من اجل الشهرة والاضواء فإنه سيتلاشى لان الصحافة تريد من يحترق حبا في الصحافة ويضحي بوقته وجهده بل وأحيانا يدفع من (ماله) لاجل انجاز عمل صحفي متميز.
إن الصحافة عشق جميل لمن يهواها ويتلذذ بها مهما عانى وكابد من العقبات وهي فن راقٍ لمن يجيد العوم في هذا المحيط المتلاطم الامواج.
لقد قرأت للاستاذ طلعت همام في مؤلفه (مائة سؤال عن التحرير الصحفي) قوله: ومن الضروري ان نؤكد هنا ان نجاح اي محرر صحفي مهما كان موقع عمله انما يتوقف على علاقاته مع مصادره الحية وقدرته على حسن اختيارها والتعامل اللبق مع هذه المصادر، ولاشك ان معرفة الناس فن، والتحدث معهم فن، وقدرتنا على الانصات إليهم فن، وهذه الفنون جميعها لابد ان يدركها كل محرر يريد لنفسه النجاح في مهنة الصحافة ويسعى الى الوصول إلى التفوق فيها والنبوغ في معاملة وسائلها انتهى.
هي يعي البعض من الصحفيين هذا الكلام ويتواضعون وينزلون إلى الميدان بأقلامهم وكاميراتهم وأجهزة التسجيل فهذه هي الصحافة الحقة,, والله من وراء القصد.
عبدالعزيز بن صالح الدباسي