Saturday 23rd October, 1999 G No. 9886جريدة الجزيرة السبت 14 ,رجب 1420 العدد 9886


قبل أن يندثر وتضيع معالمه
الخط العربي فن أصيل يحتاج الاهتمام

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
إنه لمن دواعي الاسف ان نرى خطوط طلابنا تتدهور شيئا فشيئا دون ان يكون منا أدنى نصرة لذلك الفن الاصيل العريق الذي كاد ان يكون في طي النسيان في مدارسنا وللاسف الشديد.
وانه لمن المؤسف حقا ان ترى الكثير من طلابنا بل ومن مثقفينا وبعض معلمينا من لا يستطيعون ان يفرقوا بين خط وآخر وذلك الضعف راجع إلى عدة اسباب من اهمها ما يلي:
السبب الأول: المعلمون:
فقد اخذت المدارس تسند تدريس تلك المادة إلى غير المتخصصين فيه ومن لا يتقنونه ولا يعرفون ابجدياته وأصوله وأنواعه وكما قيل (فاقد الشيء لا يعطيه) وكيف يستطيع طبيب ان يداوي الناس وهو عليل.
وإن من الامور الخاطئة التي يقوم بها بعض المعلمين هي اتباعهم الاساليب العقيمة في تدريس تلك المادة واعتبارهم اياها مادة ثانوية يكمل بها نصاب من نقص نصابه، لذلك تجد ان اكثر المعلمين يجعلها مادة ترفيه واستراحة محارب بين الحصص دون ان يبذل في سبيل تعليم الطلاب فيها ادنى تعب او مجهود معتمدا على معرفة الطلاب بها ومرتكزا على كتابة بعض العبارات على السبورة ثم يستريح على كرسيه ريثما ينقل الطلاب تلك العبارة في كراريسهم وفي اعتقادهم ان تصويب اخطائهم هو قصارى ما بذل في تعليم تلك المادة دون ان يمر عليهم ملاحظا كيف يكتبون الحروف إن كان يفقه فيها شيئا!
السبب الثاني: المناهج المدرسية:
الواقع يشهد بأن مناهجنا الدراسية قد همشت مادة الخط العربي واعتبرتها مادة اضافية وذلك بدمج الخط العربي مع مادة الاملاء وخاصة في المراحل الابتدائية وفي ذلك تذويب لدور الخط العربي ولجوء بعض المعلمين الى استعارة حصص الخط للاملاء تذرعا بتقديم الاهم على المهم بحجة ضعف الطلاب في مادة الاملاء,, ومن ناحية اخرى قطع الصلة بين الطالب والخط العربي منذ الصف الاول متوسط ان لم يكن في المرحلة الابتدائية وعدم تعريفه على ابجديات هذا الفن الاصيل القديم الجديد واكتفاء الوزارة بتعريف الطلاب على ابرز خطين هما النسخ والرقعة وترك بقية الخطوط للطالب ان اراد الاستزادة فعليه الرجوع إلى كتب الخط ففيها الغني وأقول: انها قضية تحتاج الى اعادة نظر فيها لما لها من اثر على مستقبل خطوط الطلاب وهذا شيء نلحظة كل يوم في واقع طلابنا الاليم، ولعل المسؤولين في الوزارة يعملون بالمقولة المشهورة (الخط ما قرئ والباقي صنعة) وتلك عبارة لاغبار عليها ولكن الواقع يشهد بالتدهور الملحوظ في خطوط طلابنا حتى لاتكاد تقرأ ما يكتبون.
السبب الثالث: تطور التقنية الحديثة:
ان اختراع الحاسوب نصب حاجزا عظيما بين الطلاب وتعلم الخط وذلك اعتمادا على الخطوط التي تحمل على اجهزة الحاسوب وبالتالي لم يتصور الطلاب ضرورة تعلم الخط في ظل وجود تلك البدائل فقد تطورت التقنيات البرمجية حتى ادخلت كل الخطوط العربية في شتى انواعها ومختلف صنوفها وتلك نعمة نحمد الله عليها ولكنها قضت على فن اصيل يجب ان يتعلمه الطلاب ولا ينسوه كي لا يندثر فتضيع معالمه وأشكاله واخالها عما قريب ستكون كذلك, وعسى ان يخيب ظني في ذلك, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالله بن خليفة السويكت
ثانوية الأندلس - الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
ندوة الجزيرة
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved