رحم الله المؤسس الباني الملك عبدالعزيز فقد اختط سياسة داخلية حكيمة سار عليها ابناؤه من بعده وتمسكوا بها، ترتكز على الاهتمام بالوطن والإحساس بالمواطن، وتلمس حاجاته، وتحقيق طموحاته.
فكان نتيجة هذه السياسة ثمرة يانعة من صور التلاحم والتكاتف بين الراعي والرعية، لا نظير لها وتعتبر المملكة الانموذج الأمثل في هذا الجانب، كما كان من ثمرة هذه السياسة وطن راسخ البنيان شامخ البناء في مختلف أوجه الحضارة، ثقافة، وصناعة، وزراعة، وصحة، وعمارة وتشييداً وغيرها من أوجه الحضارة, هذا الواقع تعيشه كل مدينة من مدن المملكة ويعيشه كل مواطن من أبناء هذا الوطن الغالي والمدينة المنورة وأبناء المدينة المنورة، جزء من هذا الوطن الكبير، ينعمون فيه بمظاهر الرقي والتقدم، أمناً وأماناً، ورخاء واستقراراً.
لقد حظيت المدينة باهتمام كبير ورعاية خاصة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، فتعهدها بزياراته المتكررة يتابع ما رسم لها من خطط تنموية، ويوجه بما يراه محققاً للمصلحة، حتى أصبحت مدينة حضارية تنافس كثراً من مدن العالم، استشعاراً منه حفظه الله بما لها من مكانة متميزة في نفوس المسلمين، فهي مأرز الإيمان، ومهبط الوحي ومنبع الرسالة، وفيها ثاني الحرمين الشريفين.
وبالأمس القريب استقبلت بكل حب ووفاء وولاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وها هي تؤكد حبها ووفاءها وولاءها بالزيارة الميمونة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.
هذه الزيارة التي ترسخ الأسس التي أختطها الملك عبدالعزيز رحمه الله، وسار أبناؤه عليها من بعده، أسس التلاحم والتطوير والبناء.
فمرحباً بسموه الكريم في هذه البلدة المباركة مؤكداً مزيداً من التلاحم، ومتابعاً لما تحقق من مشروعات ومفتتحاً كثيراً من المنجزات، ومتلمساً لما يمكن أن يضاف من بناء وتشييد، محققاً بذلك توجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، والذي خص المدينة بابن بار من أبناء هذا الوطن يعمل مخلصاً لتحقيق المزيد من الرقي والتقدم والتطوير في مختلف الجوانب، هو صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز.
فهنيئاً لهذا الوطن بهذه القيادة الحكيمة، التي تقود سفينته بكل ثقة وحكمة واقتدار، وهنيئاً لطيبة الطيبة بهذه الزيارة المباركة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.
حفظ الله هذه البلاد وأدام عزها وأمنها، واستقرارها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني.
أ,د, محمد سالم بن شديد العوفي*
* الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف *