تتشرف الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة والمواطنون بمنطقة المدينة المنورة بزيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لافتتاح العديد من مشروعات التنمية بالمنطقة ووضع حجر الأساس للمدينة الصناعية بالمدينة المنورة التي ظلت أملاً يراود أحلام الصناعيين للنهوض بالصناعات المتوسطة والصغيرة,, وغنى عن القول ما قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني من جهود جبارة خلال الثلاثة عقود الماضية سخرت لها إمكانيات هذه البلاد التي حباها الله تعالى بكل ما يتطلع له الانسان من نعم مادية وروحية.
وقد استخدمت حكومة خادم الحرمين الشريفين المدن الصناعية كوسائل لخدمة أهداف التنمية الصناعية والإقليمية من خلال الخدمات الأساسية التي توفرها في كافة أرجاء الوطن، وكأدوات لتهيئة مناخ الاستثمار بتقليلها للمخاطر وتحكمها في معوقات التنمية وخلقها لمصالح مشتركة للصناعيين الذين يضمهم موقع واحد، كما ان المدن الصناعية تستخدم كحاضنات للصناعات المتوسطة والصغيرة وعنصر جذب للاستثمارات الأجنبية,.
فالمدينة الصناعية التي يشرفنا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد بوضع حجر أساسها مساحتها الكلية حوالي (10) ملايين متر مربع، الجزء الأول من مرحلتها الأولى مساحته (175) ألف متر مربع وقد وقعت وزارة الصناعة والكهرباء عقد هذه المرحلة بحوالي (33) مليون ريال وأسندت مهمة التنفيذ والإشراف إلى شركات وطنية مقتدرة تسير في أعمالها حسب البرنامج الزمني المتفق عليه لإكمال هذه المرحلة في شهر رجب 1421ه بمشيئة الله تعالى وتوفيقه.
والغرفة التجارية الصناعية من خلال رئيس وأعضاء مجلس إدارتها والأمانة العامة واللجنة الصناعية في متابعة مستمرة لهذا الصرح والقاعدة الصناعية الهامة لترى النور,, كما ان وزارة الصناعة والكهرباء كانت تحمل هم معالجات كل القضايا العالقة,, ولا بد من الإشارة إلى الدعم والاهتمام الخاص الذي لقيه هذا المشروع من لدن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة وقد أثمرت متابعته المستمرة النتيجة الماثلة اليوم أمامنا وأصبح الحلم حقيقة واقعة ولا يفوتني أن أوجه الشكر الجزيل لمعالي الدكتور هاشم عبدالله يماني على اهتمامه المباشر بتنفيذ المشروع واعتماد إيصال التيار الكهربائي للمدينة الصناعية بتكلفة (30) مليون ريال من صندوق الكهرباء فلله الحمد ثم لمولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والحكومة الرشيدة على عنايتهم ودعمهم للاقتصاد الوطني.
وأود أن أختتم حديثي بالإشارة إلى أن منطقة المدينة المنورة قد حباها الله عز وجل وشرفها بأنها مثوى المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وهي مهوى قلوب المسلمين في كافة أرجاء المعمورة,, ولما لها من تلك المكانة السامية فقد كانت دائماً وأبداً في أعلى جدول أعمال ولاة أمر هذه البلاد,, فقد كانت توسعة الحرم النبوي الشريف التي وضع سيدي خادم الحرمين الشريفين حجر أساسها في التاسع من صفر 1405ه هي أكبر توسعة يشهدها المسجد النبوي الشريف على مدى التاريخ الإسلامي، وتبعها إعادة تخطيط المنطقة المركزية بالمدينة المنورة وتحسين مداخلها وإعادة بناء مسجد قباء والقبلتين وقد بلغت تكلفة مشروعات التطوير عشرات المليارات من الريالات السعودية غيرت وجه المدينة المنورة تماماً وأعدتها لاستقبال المسلمين من كل أنحاء المعمورة في الحج والزيارة مع تقديم كافة الخدمات وسبل الراحة لهم.
هذا المشروع حرك اقتصاد المنطقة حيث قدرت تكاليف الأرض والأبراج الجديدة التي قامت كمشروعات خدمات فندقية حول الحرم بما يربو على (7) مليارات ريال كلها ضخت في شرايين اقتصاد المنطقة بل إن مضاعفات الدخول المتولدة من هذه المشروعات تقدر ب (8) مليارات ريال سعودي,, كل ذلك وسع من فرص العمل للشباب السعودي وجذب الاستثمار للمنطقة بشكل لم يسبق له مثيل.
واليوم تستهل منطقتنا مرحلة جديدة من النماء والخير بوضع حجر الأساس للمدينة الصناعية إيذاناً بانطلاق النهضة الصناعية بخطى سريعة في المدينة المنورة، وبذلك يكتمل عقد النهضة الصناعية بين قطبي التنمية في المدينة المنورة حيث المدينة الصناعية وفي ينبع حيث مجمع البتروكيماويات العملاق الذي يطل على العالم الخارجي طارحاً إنتاجاً وطنياً ذا جودة عالية قوامها تقنية متقدمة.
فالشكر مجدداً لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لما قدمت لمواطنيها وللأمة الإسلامية.