والمدن الصناعية هي من الوسائل الهامة والفاعلة والداعمة أيضاً لخدمة أهداف التنمية الصناعية والاقليمية من خلال الخدمات الأساسية التي توفرها,, وهي تستخدم كحاضنات للصناعات المتوسطة والصغيرة وعنصر هام لجذب الاستثمارات الصناعية.
والمدن الصناعية - تعمل على تطوير المنطقة التي تنشأ فيها وتقدمها بما توفره من فرص عمل ومناخ جديد للعمل والاستثمار.
من هنا كان الاهتمام بانشاء تلك المدن الصناعية على امتداد الوطن ليكون هناك تفاعل بين تلك المدن والبيئة الوطنية التي تقام فيها حيث أهم شيء هو استخدام ما يتوفر في تلك المنطقة من خامات ومواد تدخل في الصناعات التي تقام وأيضاً تشغيل الأيدي العاملة المتوفرة بالمنطقة، بما يحقق للمنطقة تطوراً ونهضة عمالية وصناعية وتكوين أسواق جديدة للانتاج الصناعي الذي يكون سمة من سمات المدينة الصناعية ذاتها.
وفي إطار اهتمام حكومتنا الرشيدة في دفع عملية التصنيع والنهوض بالقطاع الصناعي بالمملكة دأبت وزارة الصناعة والكهرباء بانشاء المدن الصناعية في عدة من مناطق المملكة لتوفير التجهيزات الأساسية التي يحتاج إليها القطاع الصناعي وتحفيزاً له لانشاء واقامة المشاريع الصناعية.
وتحقيقاً لذلك أنشأت وزارة الصناعة والكهرباء المدن الصناعية لتحقيق المزايا والخدمات التالية:
* ايجاد فرص للمستثمرين الصناعيين بالحصول على الأراضي الصناعية اللازمة لانشاء المصانع وذلك مقابل ايجار سنوي رمزي.
* الحصول على جميع الخدمات الأساسية الميسرة واللازمة لاحتياجات القطاع الصناعي مثل (الكهرباء - المياه - الهاتف - تصريف المياه).
* تكامل الصناعات فيما بينها والتعاون المشترك بين المصانع.
وكل ذلك بلا شك يعمل على تطور وتنمية المجتمع الذي تقام فيه هذه المدن الصناعية.
موقع ومساحة المشروع:
تقع المدينة الصناعية في الجنوب الغربي من المدينة المنورة بمنطقة حمراء الأسد بمحاذاة طريق الهجرة والطريق الدائري الثالث وينحدر سطح الأرض في موقع المدينة الصناعية انحداراً غير منتظم نحو الركن الجنوبي الغربي, وتتكون تربة الموقع من تربة رملية حصوية في حالة شديدة الكثافة ويوجد بعض التكوينات الصخرية على أطراف المدينة الصناعية ولا يوجد أثر للمياه الجوفية والتي قد تكون على منسوب عميق من سطح الأرض, وتبلغ المساحة الكلية للمدينة الصناعية (9,948,000م2)، ومساحة المرحلة الأولى (3,297,000م2)، ومساحة الجزء الأول من المرحلة الأولى (175,000م2).
عقد تنفيذ المشروع:
قامت وزارة الصناعة والكهرباء بتوقيع عقد تطوير وإنشاء المدينة الصناعية مع إحدى المؤسسات الوطنية المتخصصة بمبلغ وقدره (33,173,063) ريال سعودي، كما وقعت عقد الإشراف على المشروع مع مكتب استشاري وطني.
وقد تم تسليم الموقع إلى المقاول المنفذ للمشروع بتاريخ 23/7/1418ه حيث تمت مباشرة أعمال الإنشاء بتاريخ 1/9/1418ه على أن يكون الانتهاء من هذا المشروع خلال 36 شهراً وبتاريخ 22/7/1421ه.
موقف تنفيذ أعمال المشروع:
موقف تنفيذ المرحلة الاولى - الجزء الأول من المشروع حسب تقرير الشركة الاستشارية كالآتي:
* اكتمل التسوير.
* نسبة تنفيذ الطرق 80%.
* جارٍ اعتماد الرسومات التنفيذية للأعمال الكهربائية وأعمال تصريف المياه ويتم تعديل مواصفات أعمال الهاتف.
أهداف المدن الصناعية:
(1) حصة أهداف التنمية الصناعية والاقليمية:
أ- تحقق تشجيع الصناعات الصغيرة بتوفير التسهيلات والمساعدة والإرشاد للصناعيين في مراحل الإنشاء والتشغيل والإدارة.
ب- تساعد في توسيع وتنويع وتحديث قطاعات الصناعات الصغيرة القائمة.
ج- استمالة وتكوين طبقة محلية من رجال الأعمال.
د- تقديم العون والمساعدة في شكل حزمة باقتصاد وكفاءة وفاعلية للصناعيين.
- تشجيع قيام الصناعات والتوظيف في المناطق المتخلفة.
و- تنمية وتقوية القواعد الصناعية في المدن الصغيرة والمناطق الريفية.
(2) خلق مناخ النمو الصناعي:
أ- التحكم في معوقات التنمية المحلية بتوفير البنيات التحتية والخدمات الفنية والاستشارية، مما يشجع رجال الأعمال لدخول المجال الصناعي.
ب- توفير الخدمات والتجهيزات في المدن الصناعية ينتج عنه تجمع منتظم للمنشآت الصغيرة مما يشجع مزيداً من الأفكار الجديدة وأساليب العمل مما يولد مزيداً من التشابك والترابط بين تلك الوحدات وتطوير برامج تعاونية في مجال ترويج المبيعات وشراء المستودعات وخلافها وهذا يقوي من صحة مناخ الاستثمار.
ج- المدن الصناعية عوامل لتقليل المخاطر وهذا عنصر هام في النمو الصناعي، خاصة وأنها تقلل من الاستثمارات الرأس مالية للصناعيين بتوفير التسهيلات المجتمعة، ويؤدي ذلك لتحسين مناخ الاستثمار.
د- الأثر التوضيحي للمدن الصناعية (خدمة متوفرة للعيان) يفوق أثر الحوافز التي تقدم للصناعيين، مما يشكل عاملاً أساسياً في توزيع وترويج النشاط الصناعي.
(3) المدن الصناعية كأدوات لخدمة أهداف تنموية معينة:
أ- تطوير أنواع معينة من الصناعة.
ب- جذب الاستثمارات الاجنبية.
ج- تنمية الصادرات.
د- لعب دور الحاضنات الصناعية.
دور الغرفة التجارية في متابعة المشروع:
ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى الدعم والاهتمام الخاص الذي يلقاه هذا المشروع من لدن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز حفظه الله أمير منطقة المدينة المنورة والتوجيه الدائم والمستمر والمتابعة تنفيذ هذا المشروع من منطلق حرص سموه الكريم على النهوض بالصناعة والصناعيين بمنطقة المدينة المنورة.
وقد كان لتوجيهات ومتابعة سموه الكريم كبير الأثر في حل العديد من المشاكل التي واجهت مراحل تنفيذ المشروع.
تقوم الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة بالاتصال والتنسيق الدائم والمباشر مع وزارة الصناعة والكهرباء والمكتب الاستشاري للمشروع وذلك لتسهيل أعمال المشروع وإزالة أية معوقات.
كما تقوم الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة باتصالات مكثفة مع الجهات المعنية بالخدمات والمرافق مثل شركة الكهرباء وشركة الاتصالات السعودية ومصلحة المياه وأمانة المدينة المنورة والدفاع المدني بخصوص استكمال إيصال الخدمات والمرافق للمدينة الصناعية وذلك بتنسيق ومتابعة مستمرة من قبل الجهات المعنية بوزارة الصناعة والكهرباء.