Saturday 23rd October, 1999 G No. 9886جريدة الجزيرة السبت 14 ,رجب 1420 العدد 9886


نهارات أخرى
كلثوم ومنديل أم كلثوم

كلثوم فتاة جيزانية,.
جمعتني فيها استراحة المشفى الذي أتطبب فيه,.
ابتسامتها مشرقة الى الحد الذي يستقيم معه في ذاكرتك زهو الفل الجيزاني,.
تحب الناس وتحب الونس على حد تعبيرها,.
تحب ان تتحدث كثيراً لكي تنسى!
ماذا تنسين يا كلثوم,.
تريد كلثوم ابنة جيزان ان تنسى أباها الذي مات ورحل,, تريد أن تنسى ان عمها اضطر لتزويجها لرجل حنون في نهاية الخمسينات من عمره بينما هي تخطو باتجاه العشرين,, تريد ان تنسى الملحق البسيط الذي تعيش فيه مع اطفالها الأربعة,.
تريد ان تنسى راتب تقاعد زوجها البسيط,, وتريد ان تنسى اضطرارها للعمل فراشة في إحدى المدارس,, والحروب الصغيرة في المدرسة.
وغيرة الفراشات الأخريات منها لأنها كسبت ودّ المديرة والمعلمات بنشاطها وتفانيها.
وتريد ان تنسى هذا الألم الذي بدأ يعاود قلبها الشاب,.
تتذكر وجوه الصغار
والرجل الستيني الحنون,.
وقسوة الحياة
وأحلام ضاجّة وباهظة ترقد هناك حيث تسقيها حيناً الجمعيات الخيرية وحيناً صدقات المعلمات.
- كلثوم وجه ممتقع بالتعب والأمل,.
كانت تحدثني,.
ومنديل أم كلثوم الأحمر دفعت من أجله خمسة من الملايين,.
وفي كل مرة تمعن كلثوم بحديثها عن الأحلام المغموسة بآلام الفقر والعوز,.
كان المنديل يستحيل الى سوط حارق يجلد ما تبقى من الدموع,.
ويرمم في ذاكرة الحزن صورة التناقض حين تجز الحياة جزّاً وتمزقها الى شطرين متباينين لا ينظر أحدهما للآخر ولو أطلق آلاف الصرخات واستنجد مئات المرات!!.
فاطمة العتيبي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
ندوة الجزيرة
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved