** قرأت تقارير اقتصادية نشرت مؤخراً تؤكد تضاعف حجم الانفاق على الإعلان في منطقة الخليج,, وتؤكد أيضا,, ان المملكة تحتل موقع الصدارة في هذا الانفاق وبفارق ضخم,.
** ولاشك,, ان تضاعف حجم الإنفاق السنوي على الاعلان,, يعد مؤشر وعي, سواء من صاحب البضاعة المعلن أو من الوسيط وسيلة الاعلان أو من المستهلك نفسه,, وهو الموجه له الاعلان,, ولولا تزايد الوعي عند الاطراف الثلاثة,, لما وصلت أرقام الانفاق على الاعلان في منطقة الخليج إلى مليارات الريالات.
** وقبل فترة,, قرأت كتابات تؤكد تخوف الصحافة من تأثير القنوات الفضائية والانترنت على حجم الاعلان لديها,, لكن الواقع كذب ذلك,, إذ إنه مع تزايد وسائل الاعلان تزايد حجم الاعلان نفسه,, إذ ليس هناك من وسيلة اعلانية تغني عن الأخرى,.
** كما أذكر انه قبل سنوات تخوفت بعض الصحف لدينا من فتح الاعلان في التلفاز,,, ولكن النتيجة كانت عكسية,, إذ تزايد حجم الاعلان في الصحف مع فتح الاعلان في التلفاز,, ذلك ان الاعلان في وسائل اعلامية جديدة,, يخلق وعيا اعلانيا,, وليس هناك من وسيلة اعلانية تنوب عن الأخرى في مخاطبة شريحتها من المتلقين.
** اليوم,, المحطات الفضائية,, مليئة بالاعلانات,, ومصدر اكثرها,, إن لم يكن كلها المملكة وصحفنا والصحف العربية معها,, مليئة بالاعلانات,, ومصدر اكثرها - المملكة - وهذا كما أسلفت أيضا,, يعد مؤشر وعي في هذه البلاد,, كما انه يعد شهادة واضحة لقوة ومتانة اقتصادنا,, الذي لم يتأثر بفضل الله بتلك الهزات الاقتصادية,, التي ترنح تحت وطأتها,, العديد من بلدان العالم,.
** واليوم ,, أكثر الوسائل الاعلامية - محطات - صحافة,, وسائل أخرى,, كلها تخاطب المواطن السعودي,, معلناً وتاجراً ومستهلكاً,, بل هي تستهدف هذا البلد بالذات,, وذلك للسببين السابقين الوعي,, وقوة الاقتصاد .
** وهناك بعض الاسباب الأخرى,, التي تقولها بعض وسائل الاعلام,, ولعل أبرزها,, شراهة الانسان السعودي في الاستهلاك,, أو انه انسان يشتري دون تخطيط,, فنحن متهمون بأننا استهلاكيون بالدرجة الاولى,, ولهذا,, فقد استهدفنا الآخرون ببضائعهم وإعلاناتهم,.
** ومع تزايد الاعلان,, ومع تعاظم الوعي الاعلاني,, ظهرت صحف ومجلات,, هدفها الاعلان فقط,, فهي تروج وتسوق لبضائع,, وتعمل كوسيط بين صاحب البضاعة وبين المستهلك,, وتقدم خدماتها للجميع,, نظير مساحات اعلانية,,وتخدم هذا,, وذاك.