كغيرها من الوسائل الإنترنت سلاح ذو حدين. وإذا لم تستخدم بطريق الخير فسوف تستخدم بطريق الشر ولي في هذا اليوم وقفة مع غرف الحوار أو الساحات Chatting Room التي ألحقت التهم بالأفراد والأشخاص والجماعات والمنظمات والمؤسسات والدول وغيرها بدون أي دليل أو مستند.
ويتضح هذا من خلال تصفح بعض غرف الحوار العربية التي أخذت تبث الرذيلة والتهم بين أفراد المجتمع فمن زار هذه الغرف يجد أن هناك حملة شعواء على بلاد الحرمين وخاصة المرأة. وبنظرة فاحصة لجميع الأسماء المهاجمة - بدون استثناء - من أصحاب الأسماء الوهمية وبما أن أخبارهم واتهاماتهم وإشاعتهم لا تقف على قدم وساق فهم جبناء حتى يظهروا أنفسهم. بل ويستخدمون أسماء حركية مثل ثائر، مقهور،عاطل.... ومما لفت نظري -عند تصفح هذه الساحات- الحملة الهوجاء التي يحملها الجبناء من أصحاب الأقلام المستعارة في الإنترنت ضد المرأة في بلاد الحرمين. فبعد أن عرفوا أن لا سبيل ولا طريق إلى المرأة في بلادنا بدءوا يلصقون التهم فيها وهي منها براء، فهذه فتاة نجد وهذه أسيرة النساء وهذه ...وهذه ...كلها أسماء وهمية تستنجد بآخرين لكي يتيحوا لها فرصة الحوار وأنها محرومة من الرومانسية والصداقة - المفتعلة-عفواً الفحش والخلاعة. وليت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تقوم بالتعاون مع الجهات المعنية بحصر ما يسمى بIP Address لأقلام هذه الفتيات المفتعلات ولجميع الكتاب المهاجمين لبلادنا لنعلم مصدر الكتابة هل هو من الداخل أم من الخارج؟ ثم يتم إيضاح ذلك واتخاذ القرار المناسب من قبل المسئولين للتعامل مع هذا الموضوع. أما ما أريد تأكيده للقارئ الكريم أن ما يكتب في الإنترنت ليس دائماً صحيحاً على الإطلاق. وذلك أن الإنترنت هي عبارة عن عدد من القنوات الإعلامية تتيح لكل فرد لديه عنوان أن يكتب ويرسل ويداخل ويتهم ويجادل مهما كانت ثقافته من أي مكان في العالم ولا يُعلم أين مكان هذا الشخص إلا عند الحاجة ؟ ثم إن التحكم في الأقلام أمر صعب جداً ذلك أن المعتقدات والقيم والمبادئ تختلف من مكان لآخر فما هو محرم في بلاد الحرمين انطلاقا من الشرع الحكيم مسموح به لدى الدول الأخرى وهكذا. أيها الشباب والشابات حذار حذار من الدخول إلى مواقع الفتن وإثارة الغوغاء فهذه فئة حاقدة ترغب أن تدمر مجتمعنا بأي وسيلة وبأي طريقة. ثم إنني أدعو الأدباء ووسائل الإعلام إلى التحذير من هؤلاء وما آفة الأخبار إلا رواتها وقد قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا... الآية. وما أكثر حاملي الأقلام المستعارة والأقنعة المزيفة والدليل على ما أقول إن هؤلاء الكتاب يحملون أقلام مستعارة فكما ذكرت سابقاً هذا اسمه ثائر وهذا محب وهذا مجنون وهذا باخ وهذا طيخ...الخ. أقول إننا براء منكم يا أصحاب الساحات ومما تقولون وتفتعلون على عقيدتنا وبلادنا وبناتنا. أما الدخول إلى هذه المواقع فأمر يدعو للحيرة والقلق والناس بين مؤيد ومعارض ولعلي أعرض وجهة نظر الفريقين وأترك لك الحكم أخي القارئ أما الفريق الأول فيدعو إلى الدخول ويحصره للمصلحين والمثقفين فقط لتوضيح الحقيقة وجلاء الهم بدون أي صخب أو جدل كما يحذر بنفس الوقت من الاستمرار في المهاترات لأن هؤلاء يريدون اشغالنا بما لا ينفع ولا يضر ويرى أن يكون الرد لمرة واحدة لتوضيح الحقيقة أو مرتين على الأكثر ثم ترك الحوار.
أما الفريق الثاني فيرى عدم الدخول الى هذه المواقع مطلقاً ويقول إن الدخول إلى هذه المواقع والرد على هؤلاء هو تشجيع لهم بوجود شيء وأن هدفهم هو الاستفزاز ولو تركوا بدون رد ماتوا بغيظهم. ويصدق عليهم قول الشاعر:
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيباً يزيد حماقة فأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيبا |
وقول الآخر:
ولقد أمر على اللئيم يسبني فأعرضت قلت ثمة |
لا يعنيني وبالجملة فأقول إننا براء منكم يا أصحاب الساحات ومما تفتعلون وتقولون؟ وكفانا الله شركم وافتراءاتكم.
* جامعة الامام محمد بن سعود