تقدم بعض المواقع خدمات جليلة ومختلفة وتحظى برضا الكثير من زوارها ويظهر هذا جليا في تعليقات الزوار في السجل المخصص لترك انطباعاتهم وآراءهم عن الموقع. وقد شدت انتباهي ممارسات عجيبة لأصحاب بعض المواقع مما يثير التساؤل والاهتمام لدى الزوار.
ومن هذه الممارسات أن يقوم صاحب الموقع بدعوة زواره بطريقة فجة وملحَّة لإضافة توقيعاتهم في سجل الزيارات لديه. وحين تبحث عما يقدمه موقعه فإنك أحيانا لا تجد ما يستحق وقتك أو ثناءك. وأسوأ من هذا أن يقوم المصمم بوضع وصلة تقود الزائر إلى سجل الزيارات في كل صفحة على الموقع وبشكل مزر يبعث على الضيق لكثرة ما تتكرر هذه الوصلة. بل إن الأمر يتعدى ذلك لدى البعض فيجعلون سجل الزيارات يحتل جزءا كبيرا من صفحة البداية. بحيث يبدأ الزائر أولا باستعراض آراء الزوار في الموقع قبل الوصول إلى مادته الفعلية. وأذكر مرة أنني دخلت لأحد المواقع ووجدته جيدا ومفيدا لكنني حين هممت بالخروج من الموقع إلى آخر. فوجئت برسالة خطأError Message تظهر في وسط الشاشة مع صوت مزعج وبها رسالة تقول:
لم توقع في سجل الزوار في موقعي أرجو ألا تنسى ذلك .
أمر عجيب حقا
لقد أسفت لحال هذا المصمم الذي كان موقعه جيدا ويعكس إمكانات لافتة للنظر لكنه أفسد ذلك بإزعاجه لزواره بهذه الصورة مما سيدعوهم للإعراض عنه مستقبلا. وكنت أظن أن ذلك المصمم قد مارس الالحاح على غيري. لكني مررت بمن هو أوضع منه ذوقا. فقد قام أحدهم بتصميم موقعه بطريقة لا تسمح للمستخدم العادي بالخروج منه بسهولة. فعندما يقوم المستخدم بضغط زر الرجوع مثلا للخروج من الموقع فإنه يفاجأ بنافذة جديدة تفتح للموقع الذي أراد الخروج منه. وإذا قام باستخدام قائمة المواقع المفضلة للخروج إلى موقع آخر. فإن المتصفح يفتح نافذة للموقع الجديد دون الخروج من الموقع الذي هو فيه. وهكذا يجد زوار ذلك الموقع أنفسهم في دوامة لا مخرج منها. وكلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها، بل إن بعض المواقع تقوم بفتح نوافذ إعلانية بمجرد محاولة الخروج منها وكأنها بذلك تعاقب زائرها بإدخاله في متاهة من النوافذ والإطارات لقاء زيارته لذلك الموقع وكأني بصاحب الموقع يتمسك بالمثل القائل الضيف في حكم المضيف وقد لفتت نظري ظاهرة تكثر في المواقع العربية بالذات وهي أن بعض المصممين يطلبون من الزائر المساهمة بالتصويت في استطلاع للرأي في مسألة تهم صاحب الموقع وحده ليتمكن بعدها من دخول الموقع. أما أصحاب اللباقة فيكتفون بإنشاء نافذة إضافية للاستطلاع بحيث تفتح الصفحة الأولى مع صفحة الاستطلاع في آن معا. وهذه النافذة الإضافية تظل مصدر إزعاج للكثير رغم ذلك.
وأسوأ من هذه الظاهرة ظاهرة أخرى يقوم فيها بعض المصممين بطلب التصويت لمواقعهم من قبل الزوار ليحصلوا على ترتيب أفضل في إحدى القوائم التي تتولى ترتيب المواقع حسب أصوات زوارها. ويلجأ بعض أصحاب المواقع بسبب تلك القوائم إلى استجداء زوارهم بشكل مزر للتصويت لصالحهم. وأذكر أنه في بدايات ظهور هذه القوائم على الشبكة لتصنيف المواقع العالمية والعربية أن المصممين كانوا يضيفون روابط لدعوة الزوار إلى التصويت لصالحهم بسؤال مؤدب هل ترشح موقعي ضمن أفضل 100 موقع عربي؟ غير أن بعض المصممين في الآونة الأخيرة أصبحوا أكثر إلحاحا في المسألة وأصبحوا يستجدون الأصوات استجداءً مزريا. ولكثرة ما رأيت منها حسبت أن الوقت قد حان لرفع السقف إلى أفضل 1000 موقع عربي لتلبية الطلب الشديد.
والعجيب أن البعض لا يستحي من طلب ذلك رغم أن موقعه لا يقدم شيئا ذا جدوى. ومن صور الإلحاح كذلك طلب اسم الزائر وعنوانه البريدي قبل دخول الموقع. ورغم أنه يمكن تجاوز هذا الطلب بإعطاء معلومات غير دقيقة إلا أن أسلوب المصمم لا يدع مجالا لتوقع عودة أولئك الزوار إليه إلا لحاجة ملحة.
* جامعة انديانا
وللمراسلة على البريد التالي: khalid*khalidnet.com