* القاهرة - الجزيرة - كوكب محسن
أصدرت المنظمة العربية للتنمية الزراعية دراسة حديثة لها حول اوضاع الاستهلاك والتجارة الخارجية للسلع الغذائية بالوطن العربي اكدت فيها على اهمية السياسات التي تتخذها بعض الدول العربية ومن بينها المملكة العربية السعودية بشأن ترشيد الاستهلاك ومن ثم التقليص والاحلال للواردات وارتفاع الصادرات الزراعية.
وأشارت الدراسة الى ان مؤشرات التجارة الخارجية تؤكد تواصل ارتفاع قيمة الصادرات الغذائية حيث بلغت 5,82 مليارات دولار عام 1998م يصاحب ذلك استمرار الاتجاه الانكماشي في الواردات الغذائية لتصل قيمتها إلى حوالي 18,236 مليار دولار في العام بنسبة زيادة تبلغ 2,3% للصادرات ونحو 4,1% للواردات، متأثرة في ذلك بمعدلات النمو الايجابي في الانتاجية والانتاج، وكذلك توجهات سياسات تنمية الصادرات وترشيد الاستهلاك كما في مصر والمغرب والسعودية والامارات وعمان.
واضافت الدراسة ان المحصلة الايجابية لتزايد قيمة الصادرات وتراجع قيمة الواردات في عام 1998 قد اسفرت عن تراجع قيمة العجز في الميزان التجاري الغذائي من حوالي 14,51 مليار دولار عام 1997 إلى 13,15 مليار دولار عام 1998م اي بنسبة تبلغ 6,38% حيث تحسنت نسبة تغطية الصادرات للواردات والتي وصلت إلى 27,8% عام 1998 مقارنة بنحو 26,1% في العام السابق.
وأكدت الدراسة ان مجموعة الحبوب مازالت تأتي في مقدمة الواردات الغذائية العربية حيث بلغت قيمة وارداتها ما يوازي 37,6% من اجمالي قيمة الواردات الغذائية، تليها الالبان ومنتجاتها بنسبة 11,4% والسكر بنسبة 9,6% والزيوت النباتية بنسبة 9% اضافة إلى الفاكهة واللحوم الحمراء والخضر واللحوم البيضاء بنسبة 5,1%، 4,9%، 4,11%، 3,4% على التوالي وذلك في عام 1998م.
كما احتفظت الاسماك بمرتبتها الاولى بالنسبة للصادرات الغذائية العربية، إذ بلغت قيمتها 1,16 مليار دولار تمثل حوالي 16,2% من اجمالي قيمة الصادرات العربية في عام 1998 وبالنسبة للحبوب والخضراوات ازدادت اهميتها النسبية حيث بلغت حوالي 10%، 8,7% على الترتيب بينما تراجعت الاهمية لكل من الفاكهة والزيوت حيث قدرت بنحو 12,9%، 12,02% على التوالي.
الفجوة الغذائية
وفيما يتعلق بتطورات نصيب الفرد من السلع الغذائية اشارت تقديرات المنظمة العربية للتنمية الزراعية ان متوسط نصيب الفرد من استهلاك الحبوب قد ازداد بنسبة 4,9% ليصل إلى حوالي 280,7 كيلوجرام في عام 1998م كما ازدادت نسبة استهلاكه للبطاطس لتصل إلى نحو 0,08% عام 1998 اي حوالي (3,92,29,61) كيلوجرام، كما يقدر متوسط نصيب الفرد للاستهلاك في عام 1998 بحوالي 146,93 كيلو جرام، 6,3 كيلوجرامات للبقوليات، 100,72 كيلوجرام للفواكه وحوالي 28,4 كيلوجراما للسكر، محققا نسبا للزيادة قدرها 7,3% مقارنة بعام 1997م.
اما بالنسبة لمتوسط نصيب الفرد من المنتجات الحيوانية والاسماك فقد ارتفعت في عام 1998 مقارنة بالعام السابق بمعدلات متفاوتة تراوحت من 2,4% في حالة الاسماك الى حوالي 0,87% في حالة الالبان إذ بلغ نصيب الفرد لكل منهما لعام 1998 حوالي 8,34، 96,6 كيلوجراما على الترتيب، كما شملت الزيادة ايضا كلا من اللحوم البيضاء بنسبة 1,92% واللحوم الحمراء بنسبة 1,02% ليصل متوسط نصيب الفرد من المتاح للاستهلاك لكل منهما في عام 1998 الى حوالي 8,48، 14,02 كيلوجراما على الترتيب، أما البيض فقد انخفض متوسط نصيب الفرد منه بحوالي 5,45% في عام 1998 مقارنة بعام 1997 ليصل متوسط نصيب الفرد إلى حوالي 3,12 كيلوجرامات في عام 1998م.
وتشير الدراسة الى ان هذه التطورات قد أوضحت عدة مؤشرات في اوضاع الفجوة الغذائية حيث تراجعت الفجوة الكمية للقمح فيما بين عامي 1997، 1998 بنسبة حوالي 12,11% اي من حوالي 16 مليون طن إلى 14,2 مليون طن، كما انخفض حجم الفجوة الكمية للسكر من حوالي 4,85 ملايين طن في عام 1997 إلى حوالي 4,66 ملايين طن في عام 1998 بنسبة انخفاض قدرها 3,92% بالاضافة إلى انخفاض حجم فجوة اللحوم الحمراء من حوالي 488,59 ألف طن في عام 1997 إلى حوالي 475,00 ألف طن في عام 1998 وانخفاض حجم الفجوة الكمية من الالبان من حوالي 7,6 ملايين طن عام 1997 إلى 6,9 ملايين طن في عام 1998، كما تزايد حجم الفجوة الغذائية من الحبوب من حوالي 31,55 مليون طن في عام 1997 إلى حوالي 32,94 مليون طن في عام 1998 مع الاستقرار النسبي بالنسبة للخضر والفاكهة واللحوم الحمراء والبيضاء والاسماك حيث استقرت تلك النسب تقريبا في عام 1998 عند 98,5%، 97,7%، 87,5%، 82,16%، 113,4%، 33,05% على الترتيب.
وفي هذا الاطار ركزت الدراسة على الجهود القطرية المبذولة لتعزيز مسارات الامن الغذائي العربي لعام 1998 وكذلك انجازات الشركات والمؤسسات والمنظمات الانمائية والتمويلية العربية والاقليمية وما قدمته من دعم فني ومالي لتعزيز مسارات الامن الغذائي العربي، وذلك بالتعاون مع الحكومات العربية ومؤسسات الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي والشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية وشركات مصائد الاسماك، والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي والصندوق السعودي للتنمية، والبنك الاسلامي للتنمية، والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للدول العربية، والاتحاد العربي للصناعات الغذائية، وذلك من خلال المشروعات المشتركة وأنشطة ترويج هذه المشروعات.