رغم تقادم العهد قليلا,, على اللقاء الذي عقده سمو رئيس رعاية الشباب الامير سلطان بن فهد مع رؤساء تحرير الصحف السعودية,, الا ان سموه القى في ذلك المحفل كلمة مهمة وشاملة وشافية,, كلمة كان فيها من المصارحة الشيء الكثير,, ولعل من أبرز ما تطرق اليه سموه ما يتعلق بما صاحب احدى القضايا الرياضية من ملابسات واحداث (والحقيقة ايها الاخوة ان البعض عادة ما يلجأ حين يهاجم مسئولا ما الى الاشادة المفرطة بالمسئول الاعلى,, وهو تحايل مرفوض في محاولة لتغطية الحملات غير المبررة على المسئولين في الرئاسة والاتحادات وحتى على الاندية واللاعبين وذلك بختام هجومه او طرحه برفع الامر الى مقام الرئيس العام لرعاية الشباب او سمو رئيس الاتحاد الذي لانشك ابدا في كذا وكذا وكأن هؤلاء المسئولين يعملون في معزل عني,, او كأني لا اعلم شيئا عما يدور حولي من امور وموضوعات الا اذا كتبوا عنها إلي بواسطة العناوين والمقالات الصحفية التي تبدو في بعض الحالات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب,, وهذا انطباع لا اود بل ارفض ان يتولد في الاذهان على الاطلاق,, فكلكم يعرف مدى ارتباطي بمسئولياتي اباشرها بشكل كامل وتعرفون مدى انخراطي فيما اتولاه من امور بطريقة لا تسمح ابدا ان اعرف تفاصيلها من الصحف فقط فأنا دائما في قلب المسئولية وعلى اطلاع كامل بكل الامر ولله الحمد والشكر,,).
ان مثل هذا الكلمة من مسئول الرياضة الاول في بلادنا,, تبعث لدينا الاطمئنان والارتياح من انه ليس بعيدا عما يدور في الوسط الرياضي ولا يعتمد فقط على جهاز اداري يتابع له الاحداث والشئون الرياضية بل انه بنفسه قريب من هذه الاحداث يعيش وسطها ويتابعها عن قرب بدقة واهتمام,, وهذا ما يبعث الاطمئنان الى ان حقوق الاندية مصانة ومحفوظة,, وان كلا منها سينال حقوقه بدون التعدي على حقوق الاخرين, وان العدل والمساواة والنظام هو ما يسير امورها,, فيكفي ان امير الرياضة يولي جل اهتمامه لمسئولياته بهذا الشكل المثير للدهشة ويباشر بنفسه شئون وهموم الوسط الرياضي بهذا الالتصاق والمسئولية.
الدعيع وعبيد,, نادياكما أولى بكما
لا يوجد خارج ما يسمى بالاندية الكبيرة من النجوم الكبار غير محمد الدعيع وعبيد الدوسري لذا فالاندية الكبيرة تضع عليهما عيونها تمهيدا لاستقطابهما,, ويعتبران الآن مادة دسمة للصحف في تداول الاشاعات والاخبار حول احتمالات انتقالهما.
ولكن لو ناقشنا الاسباب التي قد تجعلهما يتطلعان الى ترك نادييهما الاصليين,, هل هي:
الشهرة,, هل هو بحث عن الشهرة؟,, فاللاعبان هذان نالا من الشهرة النصيب الاوفر منها,, فلا يوجد شخص لديه ادنى معرفة بالرياضة الا ويعرف هذين اللاعبين وبالذات الدعيع,, ولهما ايضا شهرة خليجية وعربية واسيوية,, ولم يكن وجودهما في نادييهما الحاليين حاجبا عن الوصول لتلك الشهرة,, بل انهما تمكنا من المشاركة واللعب بأكبر مسابقة عالمية في كرة القدم,, كأس العالم للمنتخبات,, مرتين للدعيع ومرة لعبيد.
السبب المادي,, هل هو بحث عن المادة؟ لاشك ان المحترف يمارس الكرة حاليا كحرفة يمتهنها,, والبحث عن تحسين الوضع المادي حق مشروع لاي لاعب,, ولكن ما هي حالتهما المادية في نادييهما ربما من المفارقات الغريبة ان هذين اللاعبين اللذين يلعبان لناديين أحدهما من اندية الدخل المحدود وهو (الطائي) وناد حالته المادية جيدة نسبيا لكن دون الاندية الكبيرة وهو (الوحدة),, نجدهما (الدعيع وعبيد) يحظيان بميزات مادية وافرة لا يحصل عليها زملاؤهما في الاندية الكبيرة,, فالدعيع اعتقد ان اخر تجديد لعقده كان لمدة سنة بمقابل 300 الف ريال وراتب شهري 30 الفا اي ما يتجاوز ال (650) الف ريال لسنة واحدة فقط,, وعبيد بعد قضيته الاخيرة لم يقبل تجديد عقده الا بما يقارب المليون ريال حسبما قرأنا,, فحالهما افضل من حال زملائهما في الهلال والنصر,, ونعلم مشكلة نجوم الهلال عند مطالبتهم بمقدم عقد ورفض الادارة لذلك وما حدث من ازمة,, وكذلك النصر,, وكما قلت سابقا فالهلال والنصر كرماء لمن هو خارج (قبضتهما) فعبيد والدعيع لو تركا نادييهما ووقعا لناد آخر قد يخسران ماديا خصوصا لو كان التوقيع لثلاث سنوات او اربع.
ومن ناحية مقولة ان من مصلحتهما والمنتخب ان يذهبا للاندية الكبيرة مقولة غير صائبة,, لانهما وصلا للمنتخب وتطور مستواهما واصبحا نجمين كبيرين ولعبا في المونديال العالمي,, وهما في نادييهما الحاليين,, فما هي الاضافة الفنية التي سيكسبانها من الانتقال لناد كبير!,, بل انهما بنادييهما يبذلان مجهودات كبيرة ويتفوقان على نفسيهما,, فالدعيع في ناديه يتعرض لاختبار قوي من مهاجمي الاندية الكبيرة,, وعبيد يصارع خطوط دفاع قوية.
وهناك ناحية ايجابية قد يخسرانها فهما بوجودهما في ناديين خارج اندية الصراع والصخب الاعلامي,, جعلهما هذا يحظيان بشعبية وقبول لدى (كافة) القطاعات الجماهيرية,, وتواجد يومي ب (كافة) الصحف!! ولكن دخولهما في اندية الصراع الجماهيري والاعلامي,, قد يفقدهما تلك الميزة,, وتؤثر سلبا على تلك الشعبية,, ويدخلهما في اتون ذلك الصراع المؤسف,, كما يحدث لبعض زملائهما,.
صحافة قص ولزق
ارسل الي احد الاخوة قصاصتين,, من احدى الصحف,, وهي بالمناسبة صحيفة (الحكم يهدي منتخبنا بلنتي),, وهي صحيفة تأتيه في عمله! يقول انه شاهد في صفحة الرياضة قبل مباراة المنتخب,, صورة ليوسف الثنيان وهو يسدد ضربة الجزاء على مرمى جنوب افريقيا وسامي الجابر يراقبه,, وبدت اللقطة غريبة وغير طبيعية لديه,, لانه يتذكر انه شاهد هذه اللقطة قبل اسبوع وبنفس الصفحة ولكن بصورة لاعبين اخرين,, ولحسن حظه انه لم يرم بالعدد السابق,, فعاد اليه فتمعن باللقطة فإذا هي نفسها ولكن المهلل هو من يسدد ضربة الجزاء وليس الثنيان!,, ويراقبه لاعب آخر وليس سامي!!,, فحار في امره واختلطت عليه الامور,, كيف تأتي هذه؟ وفجأة انتبه الى ان رقمي اللاعبين واضحان,, رقم 15 ورقم 9,, وحدق اكثر بالصورة فرأى ان (الرأسين) مركبان على الجسمين,, اي ان الجسمين ل (الثنيان وسامي) والرأسين ل (المهلل ولاعب آخر) وضرب كفا بكف,, ما الهدف من ذلك؟ ما الذي يجعل صحيفة تعمد الى احضار المقص والصمغ وكأننا في حصة التربية الفنية في فصل رابع ابتدائي! وتزيل رأسي لاعبين و(تلزق) مكانهما رأسي لاعبين اخرين,؟ هل الجريدة لا تملك ارشيفا فتعمد لتجديد الصور بالقص واللزق؟؟ هل وصل التحريف والتزوير الى قص ومونتاج الصور الفوتغرافية؟ ام استكثرت الجريدة ان يظهر سامي والثنيان في هذه اللقطة التاريخية التي (تخلد) الثنيان وهو يسجل هدفا عالميا في المونديال,, وهل كانت خطوة سيتبعها خطوة اخرى بأن تنفي ان الثنيان سجل هدفا موندياليا لمنتخب البلد! وتستشهد بصورة (قص ولزق)؟ الثنيان وفهمنا,, لكن سامي لماذا اخفت شخصيته؟,, هل استكثرت عليه ظهوره في لقطة تؤرخ للحظة تسديد هدف سعودي عالمي,, وهل الخطوة التالية ان تنفي انه سجل هدفين عالميين في مونديال 94 ومونديال 98,, واذا كنا اعتدنا على ان الفبركة تكون باختلاق التصريحات والمقابلات او تزوير الحقائق,, فالآن لدينا فبركة غير معهودة (موديل 2000) تزوير (الصور الفوتغرافية),, مع الاحتفاظ بحقوق (الاسبقية) لتلك الصحيفة.
وبمناسبة (تشويش) الحقائق التاريخية,, فقد وقع في يدي (عفوا) صفحة رياضية اخرى مجاورة للسابقة,, كانت تتحدث عن تاريخ مسابقة الدوري منذ انطلاقته,, وكان العنوان العريض,, البداية (,,,,) وذكرت اسم ناد نحترمه,, لكنه لم يسبق ان حقق بطولة الدوري,, فكيف يكون اول من حقق بطولة في تلك المسابقة!,, فالصحيفة جعلت كأس دوري خادم الحرمين الشريفين امتدادا ل (مسابقة كأس الملك),, وهذا غير صحيح لان ما حدث هو ان (الدوري العام) بدل الى مسمى (دوري خادم الحرمين الشريفين) ولأن الفريق البطل يتوج ب (كأس) اصبح المسمى الرسمي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ,,وحتى ختام الدوري باسلوب خروج المغلوب (المربع) لا يبرر ذلك,, لانه في الاصل مسابقة دوري, ومسابقة الكأس السابقة (نظام خروج المغلوب) متوقفة الآن,, تماما كما توقفت مسابقة كأس ولي العهد لفترة من الزمن ثم استؤنفت الآن,, ووجدت معلومات كثيرة غير صحيحة فمثلا جعلت التسجيل القياسي في المباراة للاعب (,,,) بخمسة اهداف,, رغم ان الرقم القياسي يحمله (سامي الجابر) بستة اهداف,, واخطاء ومعلومات غير صحيحة لو تتبعناها لطال بنا المقام,, وهذا (التشويه) حدث ايضا في صحف اخرى اثناء حديثها عن تاريخ الدوري!!
ماذا تريد أكثر؟؟
كتب احد الصحفيين محتجا لدى الامين العام الاستاذ عبدالرحمن الدهام حول ضغط مباريات نادي الاتحاد بسبب مشاركته الخارجية,, وهو بهذا يتحامل على الدهام لان ضغط المباريات هو ضريبة المشاركات الخارجية والضغط لابد منه قدمت المباريات او أخرت,, وكان الاجدى بالاخ ان يقدم شكره بدلا من العتاب والاحتجاج فلم يقصر بحق الاتحاد,, حيث اختار له مقابلة فريق الرياض دون الدخول بقرعة لدور الثمانية لكأس الملك عبدالعزيز,, بمبرر وجود مشاركة خارجية,, مع ان الاندية السعودية تشارك خارجيا منذ أكثر من خمس عشرة سنة ولم يحدث مثل ذلك!,, ولا ندري هل يمكن لفريق كالهلال مثلا ان يحظى بمثل هذه الميزة؟؟ وهل ستمر مرور الكرام كما مرت هذه؟ اجزم ان الجواب بالنفي,, وكان يمكن ان يصير (علوم) لولا ان الفريق الذي كان يمكن ان يحتج ويثير ضجة,, نجا من الفرق القوية ووقع مع فريق مكافىء له,, حسبما قاله مندوبه,, ان قرعة دور الثمانية كانت مناسبة (وعادلة),, اي ان كل فريق قابل فريقا آخر بمستواه.
مبروك للهلال الكأس,, وحظا اوفر للشباب.