Wednesday 20th October, 1999 G No. 9883جريدة الجزيرة الاربعاء 11 ,رجب 1420 العدد 9883


زرقاء ولو غضبوا !

فعلها الهلاليون بشبابهم امام الشباب,, كسبوها افطارا ذهبيا على مائدة الموسم ليكسبوا بذلك ارضا جديدة في منافسات الاندية الخليجية في اعقاب التوزيع الجديد للمهمات الخارجية!,, فعلها الهلاليون رغم ميل معظم توقعات المتابعين لصالح الطرف الشبابي (شبابية ولو غضب الهلال!,, زرقاء ولو غضبوا!).
لم يكن الهلال وهو يطيح بفريق الشباب - احد افضل الفرق العربية حاليا بشهادة كأس العرب للاندية - في ملمح فني مبهر كما جرت عليه العادات الهلالية, وخصوصاً في ليالي التتويج,, غير انه قدم في مباراة القمة على كأس الامير الراحل فيصل بن فهد - رحمه الله - ما يكفيه لانتزاع لقب جديد يستهل به موسماً رياضياً واعداً بالمنافسات الداخلية والخارجية,, فاز الهلال على الشباب (بعد تحولات في اللقاء عومت الاوضاع امام المتابعين) حين اراد الله للجواد الازرق ان يفوز بكلمة فصل ختامية من نواف, , هذا النجم الهلالي الشاب المبدع المتمكن ,, النجم الدولي المتألق,, بعد ان قدم فواصل رائعة حاك بها جزءا كبيرا من نسيج التفوق الهلالي على مدار الشوطين، وكان بذكائه، وموهبته وكفاءته رقما مهما احال ثمرة اللقاء الى الرصيد الهلالي الى جانب مجهودات العناصر الهلالية من العتيبي الى الهويدي.
المباراة شهدت حشدا فنيا ونفسيا اثر كثيرا على ايقاعها المشوب بالبطء والحذر, وهو امر وارد لمباراة نهائية بمثل نفس الظروف بين هذين الطرفين تحديدا,, رغم ان اغلب التوقعات كانت تشير الى حضور فني مبهر من الطرفين نتيجة ما في جعبتيهما من الاسماء الموهوبة المتمكنة,, ووضح مدى تأثير صرامة وضع المباراة على حسابات المدربين اللذين وقعا في جملة اخطاء كادت ان تبدد احلام الشباب منذ وقت مبكر من زمن اللقاء من جهة، وكادت ان تبدد احلام الهلال في وقت متأخر من جهة اخرى!,, فكارلوس قذف بكل ما لديه من اوراق شبابية منذ بداية المباراة, فأحرق فرصا ممكنة للتدخل في فترات مختلفة من زمنها لفرض وجوده فيها كطرف مؤهل لاقتناص النتيجة!,, فيما بالغ لوري بجرأة يحسد عليها في اعتماده على الاسماء الهلالية الصاعدة رغم وجود اسماء كبيرة ذات وزن دولي لا يستهان به مع ان المناسبة هي مباراة ختامية حاسمة وليست مباراة تمهيدية في الطريق!!,
ربما كانت هناك اسباب قوية تحول دون تطريز سماء الحفلة الزرقاء بالاسماء الكبيرة كأسباب الاصابة، وعدم الجاهزية, ولعل حسابات المدربين رغم ذلك فرضت وجود اسماء بهذا الثقل في مقاعد الاحتياط الهلالي ولو لم يكن الظرف مواتيا تماما لاشراكهم فعدم خلو المناسبة من وجودهم قد يؤدي دورا غير مرن للجمهور في تحريك مسارات اللعب لمصلحة فريق الهلال,, اما بتأثير نفسي يظلل الاجواء الشبابية في اللقاء فتهيمن على الحالة النفسية الشبابية مضايقة وجود اوراق دولية تنتظر في الصف الاحتياطي الهلالي!,, او بتأثير نفسي يعزز عطاء العناصر المعتمد عليها فعلا في التشكيلة الهلالية للمباراة,, لذلك كان الجميع يشارك في هذه المباراة النهائية من طرفه بقدر من المشاركة,, من اللاعبين، والمدربين، والجماهير,, الى الاحتياطيين ايضا!,, وقد خذل الشباب في رأيي انه بدأ بالاخير!,, فلم يترك لنفسه اوراقا مؤثرة يحتفظ بها في مقاعد الاحتياط!,, وبالتأكيد كانت كبيرة ان يلعب بكامل نجومه ويخسر بهدف (مع اللطف) امام فريق يفاجىء متابعيه بأسماء جديدة في لقاء بهذا الحجم.
انتزع الهلال بفوزه على الشباب بطولة مبكرة وثمينة ومهمة ، ووسع انفراده بالزعامة المحلية خطوة اخرى رائعة تقاس بقياس (المنصات الضوئية) للمنافسات!,, فالطرف الثاني لم يكن مجرد فريق,, انه الشباب,, احد افضل الفرق السعودية والعربية لهذا العام!,, صاحب احدث لقب في مسابقات كرة القدم العربية!,, وصاحب توليفة متميزة من الاسماء المتألقة في ملاعب كرة القدم العربية!,, ثم ان الحضور الهلالي في مجمل معطيات اللقاء كان الاميز والاقوى رغم حضور عدد من اللاعبين الشبابيين الموفقين وفي مقدمتهم النجم الكبير سعيد العويران الذي مثل بحضوره الموفق بذكاء ومهارة عنصرا اساسيا في وجود الشباب كطرف منافس قوي في اللقاء حتى مرور كامل وقت المباراة والوصول الى الشوط الاضافي الاول!,, فمعظم اللمحات الشبابية النافذة كانت تنشأ كعمليات خطرة بوجود العويران كمهندس مشروع!,, ومنها الهجمة الشبابية المنتهية الى الهدف في الشوط الثاني!,.
جماهير الهلال جاءت الى الملعب بأمل هلالي كبير,, ليس ثقة في الفريق الذي لم يقدم في الفترات الاخيرة الماضية حتى اسبوع من هذا التاريخ ما يطمئنها بشأنه ولكن نتيجة تفاؤلها بأن الامل الكبير وشيك التحقق لاسباب نفسية، ومبشرات ساقتها الاحداث قبيل اللقاء رغم فارق فرص التجهيز التي تميل لصالح الشباب العائد بنجومه مؤخرا من البطولة العربية للاندية باللقب!,, ولم يخب ظن تلك الجماهير الزرقاء حين انطلق التمياط في وقت صعب وخطر واضعا نهاية سعيدة زرقاء للمباراة الكبيرة,, مباراة القمة المحلية الاولى في الموسم الجديد,, التي جاءت هلالية ولو غضب المتوقعون!
مبروك للهلال,, وحظاً اوفر لبطل العرب,!
عبدالله العتيبي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
الاســـواق
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
ملحق المدينة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved