** يقول العارفون ببواطن الأمور,, انهم يعرفون جيداً,, ذلك الرجل,, الذي يعد خاتماً في يد أم العيال,, وبين ذلك الذي يتعامل معها بصلف وعنجهية,, أي أنهم يعرفون,, من هم قوم سمِّي ومن هم المطنشون.
** يقولون,, إن أبرز ما يميز صنف الخواتم وقوم سمي الأمور التالية:
** أولاً ,, انه لا يحضر لكل مناسبة,, بل يغيب دائما,, وأنه لا يبادر على الفور بعزيمة الضيف أو من يستحق الايلام له,, بل تجده دوماً,, في مؤخرة الركب,, ويعشق الهرب والتوزِّي أي انه يندس وسط الزحام ثم يهرب.
** ثانياً ,, انه ينظر إلى الساعة دائماً,, وفي أكثر الاحيان يجلس مبوبز خشية ان يتأخر على أم العيال,, أو أن تفقده ثم يتورط في سين وجيم,.
** ثالثاً,, أنه اذا ضرب البيجر أو الجوال يتصرف كما لو أنه لُدغ أي كالمقروص,, ثم يأخذ الجوال ويتحدث وهو يتنهد,, ولا تسمع إلا كلمات,, حاضر,, وسمي وأبشري ومسافة الطريق,,!!
** رابعاً,, انه لا يعطيك رأياً فاصلا ونهائياً في أي موضوع,, بل يستخدم دوماً,, كلمة أشوف وبكره أرد لك خبر وعطني فرصة وما شاكل ذلك من الكلمات التي تؤكد ان المذكور سيراجع أم العيال,, لانها هي صاحبة القرار,, والويل كل الويل له,, لو اتخذ قراراً في أي موضوع كان,, دون أن يشاورها او على الأصح,, دون أن تملي عليه القرار المناسب.
** خامساً,, أن هذا الصنف رخمة ، وخوّاف يخيفه أي شي,, وليس له أدنى شخصية,, بل هو مهزوز دائما,, بل إنه يستاحش متى جلس او نام لوحده.
** سادساً,, أنه يندر أن تجده يمشي على رجليه أو يركب سيارته دون ان تكون أم العيال بجانبه,, إلا إذا كان ذاهباً للمسجد أو للمكتب فقط,, وما عدا ذلك,, فأم العيال تربض بجانبه,, والويل له,, لو فاخت لوحده.
** سابعاً,, أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال,, أن يدخل سوقاً أو محلاً حتى لو كان مخبزاً أو مطعماً أو مجزرة أو حتى سوق الخضار,, دون أن تكون أم العيال قدامه تركض وهو خلفها يحمل المقاضي وهي تشتري وهو ساكت,, ولا يتلفظ بأي كلمة غير حاضر وسمي والله يعافيك ويطوِّل في عميرك .
** ثامناً,, ويضيف الخبثاء أيضا,, أنك لو كشفت على يديه أو رجليه,, لوجدت لسعاً حمراء وزرقاء من أثر تقبيص! أم العيال له متى خالف أو نسي أو غلط,, أو قال كلمة لا تعجبها,, فإنها على الفور,, توجه له لسعة أي قَبصه من يدها الحنينة,, ثم يصرخ المسكين ويسكت وقرص الحبيب مثل أكل الزبيب.
** على أني هنا,, أشجع صنف المِطواع لزوجته,, ولكن في حدود المعقول,, وأرفض كل الرفض,, صنف الجلوف والخشنين مع أم العيال,, ولكن,, خير الأمور الوسط.
عبدالرحمن بن سعد السماري