دائماً هو هكذا عملاق من عمالقة الفن الشرقي الاصيل دائماً هو هكذا عندما يسد اذنيه عن من هم لايعيرون للفن قيمة او معنى وعندما يتخلى عن كسله الذي يختاره احياناً برغبته وفي احايين كثيرة بسبب لقمة العيش اوربما كانت هناك أسباب اخرى نجهلها ويجهلها جمهور لايعرفها الاهو.
هنا في البوم ذهب قدم انموذجاً بسيطاً فريدا ينم عن مقدرة وموهبة عظيمة ليست الا لطلال مداح ولايمكن ان يعيها الا من كان يتمتع باذنين نظيفتين وقلب صاف وان سكنته الهموم والجراح.
في احدى الاغنيتين (ليتك تمر، الشيء الوحيد)قدم انموذجاً اعتمد فيه على التطريب البسيط الذي يرتكز على اساس صعب للغاية متخذاً السهل الممتنع اسلوباً له في الاداء ساعده على ذلك صوت يحمل الرقة والعذوبة لدرجة غير مألوفة في الوقت الحاضر، كيف؟
يمكن (لمطرب) ان يصل الى احساس المستمع ويوصل الجملة الغنائية مهما بلغت مكانته في طبقة القرار بهذه الطريقة بحيث يحتفظ بمستوى صوته في درجة RE مثلاً.
ثم هو بذلك يستغل تلك العذوبة في صوته مستعيناً باحساسه بكلمات الاغنية كما في ليتك تمر حينما يعيد اللزمة الغنائية:
ليتك تمر لو بالخطا ياحبيب وينك؟
ثم ان هذا الاداء البالغ الاحساس يتكرر في نهاية كل مقطع كماهو ايضاً في:
اسأل عليك والقلب لك ملهوف اسأل عليك وافكاري بي تطوف |
ثم ينتقل بتحويلة موسيقية وغنائية مع انتقال المقام الغنائي الى درجة اعلى تصل الى (FA) لتصنع جملة رائعة:
شوقي مثل شوق الغريب
ما احتمل اكثر تغيب
ليتك تمر,, ياحبيبي وينك؟
ثم هو ايضاً كذلك - تقريباً- في الاغنية الاخرى الشيء الوحيد حيث اعتمد اللحن على اساس Melody جيد جعله يتغنى بصوته وقدراته الفنية الخاصة.
وشيء مؤكد ان تكون كلمات الاغنية عاملا كبيرا في جمالها:
لو تقاسمنا الصحاري والبحر لابد يقصر
لوتقاسمنا الاماني او كنوز الدنيا تصغر
(لكن الشيء الوحيد اللي بالقمة يزيد هو حبنا ياحبيبي)
هذا تعبير جديد ورائع قدمه طلال لنا ربط فيه العامل الرياضي بالخيال الرومانتيكي باسلوب متفرد يساعده اللحن الذي ارتكز على الايقاع الاحادي بواسطة توزيع غربي بسيط من خلال (الدرامز) ومداخلات متفرقة من الاكرديون اعطت لمسات ساحرة للحن.
ثم يصل الى اعلى نقطة ويأخذنا الى صورة مثالية للرومانسية في هذا المعنى الجميل
لو تقاسمنا الشموع
الفرح ولا الدموع
الحزن بالقمة يصغر
والفرح بالقمة يكبر
استطاع ان يوصل لنا المعنى ببساطة شديدة في الاداء لدرجة تجعلنا نجزم انه لايوجد فنان الآن - يؤدي بهذه (البساطة الصعيبة!)، برغم ان صوته اصبحت فيه بحة وفقد بعض مميزاته الا انه لايزال بعيداً عن النشاز بعكس البعض الذين تظهر اصواتهم وكأنها لم تتغير ولكن تجد احدهم لايمكن ان يؤدي جملة الا وتستمع منه الى حشرجة او تلعبك في الصوت.