* زقزقة:
خير لك ان تحرث حراثة عميقة بدلاً من ان تحرث حراثة عريضة .
- حكمة هندية -
***
الاحتياج الى وجود الخادمة في منازلنا صار حتمياً ويرجع ذلك لأسباب اجتماعية عدة من ضمنها اسلوب المعيشة ونمط الحياة الاجتماعية وتعدد الادوار المنوط بالمرأة القيام بها، ولا أعتقد ان من الخطأ جلب من يساعد المرأة في ادارة شؤون المنزل ولكن الكارثة في اسلوب الجلب وطريقة استخدام هذه الخدمات واختيار من يقوم بها.
وكما قلت في مقالتي السابقة فإننا محور هام في الحديث عن الخادمات.
بمعنى أننا بحاجة الى وعي بمفهوم الخدمة المدفوعة الأجر.
فالبعض يفترض ان الخادمة ملكية خاصة له ولأسرته وعليه يجب ان تنفذ بنود الملكية فتعمل كل ما يخطر بالبال ولا تعامل كموظفة تتقاضى الأجر عن عمل محدد مهما اتسعت دائرته.
كما أن بعض النساء يحتجن الى جرعات مكثفة من الوعي في التعامل مع الخادمة او - تحديداً- يحتجن الى ضابط ورادع حين تُمتهن كرامة الخادمة فتضرب او تُحرم من أجرها الشهري او حقوقها المتمثلة في الأكل والملبس والعلاج الجيد والمعاملة الحسنة.
ويبدو لي ان الجهة الرسمية التي يفترض ان تعالج مشكلة هروب الخادمة عليها ان تهتم بضبط اساليب التعامل مع الخادمة.
ولعلّ من أهم أسباب خلل العلاقة بين المواطن والخادمة ان المكاتب لا تلتزم بالمواصفات التي يطلبها المواطن.
ولذلك يأتي بعض الخادمات وهن لا يعرفن أبسط قواعد ادارة شؤون المنزل او التعامل مع الأطفال او حتى قواعد النظافة.
ومن هنا أوافق الزميل أحمد بادويلان فيما طرح في مقال سابق له في المسائية من فكرة أحسبها واقعية ومجدية.
فقد اقترح بادويلان على ما اذكر ان تتبنى الجمعيات الخيرية فكرة تدريب الخادمات وتوعيتهن التوعية الدينية والاجتماعية عبر انشاء معهد لذلك الغرض وهو - أي المعهد - سوف يكون مورداً مالياً جيداً لمزيد من الأعمال الخيرية التي تقوم بها الجمعية,, وفكرة تدريب الخادمات سوف تحمل عن كاهل المجتمع عبء قدوم الخادمات الى بلادنا دون إلمام بطبيعة المجتمع وخصوصيته.
عملية الوعي هذه هامة جداً للتقليل من الآثار السلبية المترتبة على وجود الخادمات في منازلنا كجزء من التركيبة الاجتماعية للمجتمع!!.
ناهد باشطح