الأبحاث والتطوير:
إقتناعاً من المؤسسة بأهمية الأبحاث والتطوير وتجسيداً لما وصلت إليه من مكانة مرموقة على المستوى العالمي في مجال تحلية المياه المالحة وامتداداً للنجاح الذي تم تحقيقه وشهدت به المحافل الدولية المتخصصة في مجال التحلية وتوليد الطاقة ونظراً لأهمية الأبحاث البالغة في تحسين آلية العمل بالمحطات وتطوير نظم التحلية الموجودة حالياً وتحسين كفاءة المحطات العاملة ورفع قدرتها الإنتاجية لمياه الشرب والطاقة الكهربائية والعمل على تشغيلها وصيانتها بأقل التكاليف وإطالة عمر المحطات الإفتراضي وبالتالي تقليل تكلفة المنتج من الماء والكهرباء وتحديد أفضل المواد الكيماوية والتصنيعية لمحطات التحلية والمحافظة على بيئة سليمة، فقد أسندت المؤسسة كافة هذه الأعمال البحثية إلى إدارة عامة للأبحاث والتطوير تم تزويدها بالكفاءات العلمية المؤهلة من الشباب السعودي، وتضطلع هذه الإدارة بالعديد من المهام والمسئوليات المتمثلة في:
- إعداد الخطط البحثية للدراسات الفنية والتنسيق مع إدارات المحطات لتحديد الاحتياج الفعلي للدراسات والأبحاث وترتيب الأولويات للمهام البحثية، وإجراء البحوث والدراسات التطبيقية على المحطات التجريبية لإيجاد الحلول المناسبة والفورية للمشاكل التي تواجهها المحطات، وتطوير الطرق والنظم والأساليب المعمول بها حالياً في تشغيل وصيانة المحطات وذلك لتحسين المنتج وخفض التكاليف بتبني الأفكار والإبتكارات والتحسينات في عملية التحلية وأنواع الكيماويات المستخدمة.
مركز الأبحاث والتطوير:
أنشأت المؤسسة مركزاً للأبحاث والتطوير بجانب مجمع محطاتها بالجبيل على الساحل الشرقي من المملكة العربية السعودية وقد تم افتتاحه في عام 1407ه الموافق 1987م، ويوجد مركز الأبحاث والتطوير بجميع خدماته مع مركز التدريب في مبنى واحد متكامل تبلغ مساحتهما الكلية حوالي 37000م2، وقد تم تجهيز مركز الأبحاث بأحدث المعدات والأجهزة العلمية المتطورة والمعامل الحديثة بالإضافة إلى تجهيز مكتبة مزودة بأحدث الكتب والمجلات والمراجع المتخصصة في مجال التحلية، إضافة إلى وجود ورش معملية وقاعة محاضرات وشبكة إتصال حاسب آلي بين مركز الأبحاث والتطوير ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بحيث يمكن تبادل المعلومات البحثية عن طريق تلك الشبكة داخلياً وخارجياً.
إنجاز عالمي جديد:
حقق مركز الأبحاث والتطوير إنجازات متعددة وهامة في مجال صناعة تحلية المياه المالحة بل ويعتبر هذا المركز رائداً في هذا المجال ومن أهم الإنجازات: إكتشافه لطريقة جديدة لتحلية مياه البحر غير مسبوقة وتم تسجيلها كبراءة اختراع، وتتمثل هذه الطريقة العلمية في استخدام طريقة ازدواجية من أغشية الترشيح (النانو) مع الطرق التقليدية لتحلية مياه البحر، حيث أن لهذه الأغشية قدرة على التخلص من عسر مياه البحر بنسبة (98%) وتخفيض نسبة الأملاح الذائبة الكلية في المياه المغذية لوحدات التحلية بنسبة(50%) مما سيؤدي إلى زيادة إنتاج المحطات إلى الضعف وسيساهم في تخفيض تكلفة إنتاج الماء بنسبة (30%) ولازالت هذه الطريقة في طور التجربة على المحطات التجريبية وسوف يبدأ قريباً تطبيقها على محطات المؤسسة العامة، هذا وقد تم تسجيل هذا الإنجاز العلمي كبراءة اختراع في المملكة والولايات المتحدة الأمريكية ويجري حالياً تسجيله في الدول الأوروبية، ولقد حصلت المؤسسة في صيف هذا العام على جائزة منظمة التحلية العالمية لعام 1999م لتقديمها أفضل بحث علمي بحثي مقدم لمؤتمر المنظمة المنعقد في الولايات المتحدة الأمريكية وحضره كبار العلماء والمختصين في مجال تحلية المياه المالحة.
ويعد هذا التقرير اعترافاً بدور المملكة وحسن توجهها في صناعة تحلية المياه.
التدريب وتأهيل الكوادر الوطنية:
في البدايات الأولى من عمر المؤسسة كانت مهام التشغيل والصيانة توكل إلى شركات متخصصة، وكانت هذه الشركات تعتمد بصفة أساسية في أعمال التشغيل والصيانة على العناصر غير الوطنية كون الكفاءات الوطنية المؤهلة غير متوفرة في ذلك الحين لحداثة تكنولوجيا التحلية، غير أنه بعد تولي المؤسسة مهام ومسئوليات التشغيل والصيانة الذاتية لجميع محطاتها التي تم إنشاؤها تحت إشراف موظفيها السعوديين، ألقى على عاتقها مهام تأهيل وتدريب الكفاءات السعودية اللازمة لتولي الأعمال الفنية والإدارية المختلفة في مشاريعها، ولتحقيق تلك الاهداف الطموحة استحدثت الإدارة العامة للتدريب ضمن إطار الهيكل التنظيمي للمؤسسة وذلك بهدف تطوير ورفع قدرات العاملين بالدراسة والتدريب لرفع كفاءة الوحدات الإنتاجية والحد من الإعتماد على العمالة الوافدة.
ولقد بدأت أنشطة التدريب بالمؤسسة عام 1402ه من خلال مركزين تدريبيين الأول في جدة والثاني في الجبيل كنواة لمركز التدريب الذي تم إنشاؤه فيما بعد.
مركز التدريب بالجبيل:
تم إفتتاح مركز التدريب بالجبيل في عام 1407ه ويستوعب المركز (750) متدرباً في آن واحد، وصمم هذا المركز ليكون مركزاً تدريبياً متخصصاً يضم (44) فصلاً دراسياً وثمان ورش للتدريب الفني والتقني المتطور ومعملين للكيمياء جهزت جميعها بمستلزمات التدريب بما يتلاءم ومتطلبات التشغيل والصيانة بالمحطات، كما زود المركز بمماثلين لغرف التحكم أحدهما يحاكي نظام التشغيل بالتناضح العكسي (R.O.) والآخر نظام التشغيل بالتبخير الوميضي المتعدد المراحل (MSF-MULIT STAG FLASH) وذلك لتوفير أحدث وسائل التدريب بما يضمن تدريباً عملياً حقيقياً لتشغيل المحطات دون تعريض وحدات التشغيل بالمحطات لأي عطب أو خلل، فضلاً عن ذلك يوجد بالمركز قسم للحاسب الآلي زود بالأجهزة اللازمة للتدريب على برامج الحاسب الآلي وتستوعب قاعة التدريب (15) متدرباً، ويشمل المركز قسماً لتدريب اللغة الإنجليزية مزوداً بمختبرات للغة الإنجليزية، ويضم المركز كذلك أقساماً للإدارة ومكاتب للمدربين ومكتبة، وشرع المركز وبشكل فعال في تنفيذ البرامج المختلفة في مجالي التشغيل والصيانة وتبع ذلك رفع مستوى القبول إلى المرحلة الثانوية كحد أدنى، وقد واكب ذلك تطوير لكافة المناهج ومستوى الأداء التدريبي ورفع إمكانيات المدربين مما مكن من تنفيذ برامج تدريبية متطورة.
السعودة:
منذ أن تولت المؤسسة مهام الإدارة والتشغيل والصيانة لكافة محطاتها وهي تسعى سعياً حثيثاً لتوظيف وتدريب الكفاءات الوطنية لتولي الأعمال الإدارية والفنية، وتمشياً مع سياسة الدولة الحكيمة بإعتبار الإنسان العنصر الأهم في العملية الإنتاجية، عملت المؤسسة على استقطاب الكفاءات الوطنية الشابة وهيأت المناخ الملائم لرفع قدراتهم من خلال الدراسة والتدريب والممارسة الفعلية الأمر الذي أدى إلى رفع كفاءة الإنتاج والحد من الاعتماد على الخبرة الأجنبية.
وسعياً لتحقيق سعودة الوظائف في المؤسسة نفذت دراسات متكاملة لتحديد الأيدي العاملة اللازمة لإدارة وتشغيل وصيانة المحطات، ورؤى من خلال الدراسات وضع خطط قصيرة وطويلة المدى لتدريب تلك الأيدي العاملة بالصورة التي تمكنها من الاضطلاع بواجباتها، وبُدىء في تنفيذ خطط وبرامج السعودة بإنشاء مركز التدريب بالجبيل، إضافة إلى إتاحة المؤسسة الفرصة للعاملين السعوديين للالتحاق ببرامج التدريب الإدارية والفنية داخل وخارج المملكة إلى جانب البرامج التي ينفذها مقاولو المشاريع المختلفة، فضلاً عن برامج التدريب على رأس العمل بالمحطات، كما أن المؤسسة تقوم بإبتعاث مجموعات من العاملين للدراسة الأكاديمية خارج المملكة, وتكللت الجهود الرامية إلى سعودة الوظائف بالنجاح حيث بلغت نسبة السعوديين بالمؤسسة أكثر من (70%) من إجمالي القوى العاملة بالمؤسسة التي تبلغ أكثر من ثمانية آلاف موظف، وحسب الخطط والبرامج التي أعدت لتطوير القوى العاملة فإن نسبة العمالة السعودية ستصل إلى (88%) في السنوات القريبة القادمة بإذن الله.
وتسعى المؤسسة لتحقيق خطة السعودة على أسس علمية مدروسة من خلال دعم كافة القنوات التي من شأنها استقطاب المزيد من الشباب السعودي إضافة إلى الدعم المباشر لمركز التدريب بالمدربين المتخصصين، وتنظيم برامج لتدريب العاملين في المؤسسة في المجالات غير المتوفرة حالياً، مع إضافة أجهزة أخرى من المماثلات (SIMULATORS)، وتنظيم دورات تدريبية متقدمة لخريجي المركز لرفع مستوى الفنيين بالمؤسسة، وتكثيف الجهود المبذولة نحو الاستفادة القصوى من مؤسسات التدريب داخل المملكة وذلك لتلبية احتياجات المؤسسة من المهارات الفنية، والتوسع في فرص التدريب في الخارج للمهندسين والمدربين الفنيين، والاستفادة القصوى من البرامج التدريبية للمقاولين والاستشاريين هذا بالإضافة إلى الدعم المتواصل الذي توفره المؤسسة لكافة القطاعات والإدارات المعنية بتنفيذ برامج السعودة.
المشاريع المستقبلية:
إنطلاقاً من الخطط والدراسات التي تقوم بها المؤسسة لمعرفة مدى الطلب المتوقع للمياه المحلاة فقد أعدت المؤسسة المواصفات والتصاميم اللازمة ل (16) مشروعاً لإنشاء محطات لتحلية المياه المالحة و(18) مشروعاً لمد خطوط أنابيب، وبتنفيذ هذه المشاريع ستصل خدمات المؤسسة إن شاء الله إلى مناطق جديدة إضافة إلى زيادة الكميات الموجهة لمناطق تخدمها المؤسسة حالياً.
مكاسب وإنجازات:
وبعد هذا الاستعراض الشامل لماضي وحاضر ومستقبل المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة نلمس مدى الرعاية الفائقة والعناية المستمرة التي تجدها المؤسسة وكافة العاملين فيها من ولاة الأمر في مملكتنا الغالية، حيث يحرص قائد المسيرة وراعي هذه النهضة المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله على توفير كافة وسائل الدعم لمشاريع المؤسسة كي تستمر انطلاقتها المباركة في تأدية مهامها المناطة بها من خلال توفير المياه الصالحة للشرب لكافة مناطق المملكة التي تحتاج إلى مثل هذه النوعية وما يصاحبها من إنتاج للطاقة الكهربائية، وبفضل هذا الاهتمام المتزايد أصبح يوجد بالمملكة أكبر محطتين لتحلية المياه المالحة في العالم وهما محطة التحلية بالجبيل المرحلة الثانية التي تعمل بطريقة التبخير الوميضي ومحطة التحلية بينبع المرحلة الثانية التي تعمل بطريقة التناضح العكسي ووصلت طاقة محطات التحلية التصميمية من المياه المحلاة اكثر من مليوني متر مكعب يومياً (خمسمائة واثنان وسبعون مليون جالون يومياً) وتغطي هذه الكميات نسبة كبيرة من احتياجات مياه الشرب بالمملكة،.
حيث بلغت الطاقة المركبة لهذه المحطات أكثر من (2,5) مليون متر مكعب يومياً أي ما يزيد عن (667) مليون جالون أمريكي يومياً كطاقة تصدرها للجهات المستفيدة، كما بلغت الطاقة الكهربائية (21,000,000) ميجاوات ساعة، وتنتج هذه الكميات من خلال (27) محطة تحلية منتشرة في خمسة عشر موقعاً على طول الساحلين الشرقي والغربي للمملكة، وسيرتفع الإنتاج في القريب العاجل بإذن الله ليصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب يومياً أي حوالي (800 مليون جالون ماء يومياً) وأكثر من (5000) ميجاوات من الطاقة الكهربائية وذلك بعد الإنتهاء من المشاريع الجاري تنفيذها حالياً,
كل هذا تحقق بفضل الله تعالى ثم بالرعاية والاهتمام بكافة مشاريع المؤسسة من قبل الدولة رعاها الله في هذا العهد الزاهر الميمون والذي ستمضي المؤسسة فيه، بإذن الله، لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات لخير الوطن والمواطن.
|