يرعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني افتتاح مشروع محطتي التحلية وتوليد الطاقة الكهربائية ونظام نقل المياه المحلاة إلى منطقة المدينة المنورة المرحلة الثانية والتي نفذتها المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة.
سلامة الهدف:
منذ مراحل التأسيس الأولى لهذا الكيان العظيم كان المؤسس الملك عبدالعزيز (يرحمه الله) يضع في أولويات مسئولياته الحرمين الشريفين ويتلمس أسباب خدمة زوارهما، حيث أصبحت أعدادهم تتزايد سنة بعد أخرى نتيجة للتطورات الناتجة عن توحيد البلاد والانضباط الأمني الذي استتب في كافة أرجائها، وكانت مدينة جدة - ولا تزال - بوابة مكة المكرمة، تمثل أقرب ميناء بحري رئيسي للأماكن المقدسة في مكة المكرمة، فما أن تطأ أقدام ضيوف الرحمن من حجاج وعمار وزوار أرض هذه البلاد حتى يصبح مطلبهم الأول الماء نظراً لطول الفترة التي يقضونها على ظهور سفنهم من بلدانهم، لذا أمر يرحمه الله في عام 1348ه باستيراد جهازين لتكثيف وتقطير مياه البحر أقيما على شاطىء مدينة جدة بالقرب من الميناء عرفا باسم (الكنداسة), وأخذت العلاقة بين أبناء هذه البلاد والبحر طابعاً جديداً يندر أن يوجد في أي مجتمع آخر في تلك الحقبة الزمنية الهامة.
منذ ذلك التاريخ أصبحت أجهزة التكثيف (الكنداسة) تمثل الخطوة الأولى والقاعدة الأساسية لبناء صناعة تحلية المياه المالحة في المملكة.
حسن التخطيط:
لقد أدى توحيد المملكة وانطلاقة برامج التنمية إلى إحداث تطورات إجتماعية كثيرة في مقدمتها ارتقاء المستوى المعيشي والثقافي لأفراد المجتع وتزايد أعداد السكان وانتشار مختلف أشكال الخدمات ودخول التقنيات الحديثة، كل ذلك كان له تأثير عميق على مصادر المياه في البلاد فكان لابد من التوسع في صناعة تحلية المياه المالحة بتقنية حديثة لمواجهة المتطلبات المتزايدة لهذا العصر الحيوي.
لذا رأت الدولة رعاها الله في عام 1385ه إنشاء مكتب بوزارة الزراعة والمياه أسندت إليه دراسة الجدوى الاقتصادية والخطوات التمهيدية لإنشاء محطات لتحلية المياه المالحة، فكان من ثمار هذا المكتب إقامة محطتين في ضباء والوجه عام 1389ه لإنتاج المياه المحلاة, ويبلغ التصدير التصميمي للجهات المستفيدة لكل من هاتين المحطتين (198) متراً مكعباً من المياه المحلاة يومياً.
تلتهما محطة جدة المرحلة الأولى عام 1390ه كأول محطة ثنائية الغرض يبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (18,925) متراً مكعباً من المياه العذبة يومياً، كما تبلغ قدرتها التصديرية (50) ميجاوات كهرباء.
هذه المحطات أثبتت كفاءة وسلامة القرار بتبني تقنية تحلية المياه المالحة كمورد هام لتعضيد مصادر المياه في المملكة وتأمين إمدادات إضافية للمياه لمواجهة الاستخدامات السكانية المتزايدة، فتم تحويل هذا المكتب إلى وكالة وزارة لشئون تحلية المياه المالحة بوزارة الزراعة والمياه عام1392ه, وفي العام الذي تلى إنشاء الوكالة افتتحت أول محطة تحلية على ساحل الخليج العربي بالقرب من مدينة الخبر سميت محطة الخبر المرحلة الأولى, ويبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (28,400) متر مكعب من المياه المحلاة يومياً.
الإنجازات تتوالى:
ومع توالي النجاحات والرغبة في مواصلتها كان لابد من إنشاء جهاز إداري مستقل يتولى المسئولية في استكمال بناء هذه القاعدة المكملة لمنظومة التنمية الشاملة، فصدر المرسوم الملكي الكريم رقم م/49 في 20/8/1394ه الموافق بإنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والتي تنص المادة الثانية من نظامها على (أن الغرض الرئيسي للمؤسسة هو تعضيد الموارد الطبيعية للمياه بطريقة تحلية المياه المالحة في مناطق ومدن المملكة التي تقصر الموارد الطبيعية عن سد حاجاتها والتي يتقرر فيها اتباع أسلوب التحلية ويجوز للمؤسسة إنتاج الطاقة الكهربائية بصورة تبعية متى استوجبت ذلك أسباب اقتصادية وفنية)، بعد ذلك وعلى الفور باشرت المؤسسة الإشراف على المحطات القائمة وإجراء الدراسات والتصاميم لإنشاء مزيد من المحطات في المناطق المختلفة من البلاد التي تقتضي حاجتها إنشاء محطات لتحلية المياه المالحة، فتوالت المشاريع في الأعوام التي تلت إنشاء المؤسسة حيث تم في عام 1394ه/1974م تشغيل محطة الخفجي المرحلة الأولى التي يبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (550) متراً مكعباً من المياه يومياً، وفي عام 1395ه/1975م تم تشغيل محطة أملج المرحلة الأولى التي يبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (473) متراً مكعباً من المياه يومياً، كما تم في عام 1398ه/1978م تشغيل محطة جدة المرحلة الثانية التي يبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (37,916) متراً مكعباً من المياه يومياً وتبلغ قدرتها التصديرية (71) ميجاوات من الطاقة الكهربائية.
ولقد شهد هذا العام نقلة هامة في تاريخ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة حيث باشرت المؤسسة تشغيل وصيانة محطاتها بشكل مباشر وذاتي بعد أن كانت قبل ذلك التاريخ تُسند هذه المهام إلى شركات متخصصة، وهذا تطلب إعداد برامج ضخمة للتشغيل والصيانة على مستوى عال من الكفاءة, بعد ذلك وفي عام 1399ه/1979م تم تشغيل أربع محطات جديدة، ففي ضباء والوجه تم تشغيل المرحلة الثانية ويبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (473) متراً مكعباً من المياه يومياً لكل محطة، وتم تشغيل محطة فرسان ويبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (430) متراً مكعباً من المياه يومياً، كما تم تشغيل محطة جدة المرحلة الثالثة ويبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (75,987) متراً مكعباً من المياه يومياً وتبلغ قدرتها التصديرية (200) ميجاوات من الطاقة الكهربائية، كما تم في عام 1400ه/1980م تشغيل محطة حقل المرحلة الأولى، ويبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (774) متراً مكعباً من المياه يومياً, وبعد ذلك في عام 1401ه/1981م تم تشغيل محطة ينبع المرحلة الأولى ويبلغ تصديرها التصميمي (94,625) متراً مكعباً من المياه يومياً، كما تبلغ قدرتها التصديرية (250) ميجاوات كهرباء، ومحطة جدة المرحلة الرابعة ويبلغ تصديرها التصميمي (190,555) متراً مكعباً من المياه يومياً، كما تبلغ قدرتها التصديرية (500) ميجاوات كهرباء، تلى ذلك في عام 1402ه/1982م تشغيل محطة الجبيل المرحلة الأولى ويبلغ تصديرها التصميمي (118,447) متراً مكعباً من المياه يومياً، كما تبلغ قدرتها التصديرية (238) ميجاوات كهرباء، ومحطة رابغ المرحلة الأولى ويبلغ تصديرها التصميمي (1204) أمتار مكعبة من المياه المحلاة يومياً وفي عام 1403ه/1983م تم تشغيل محطة الجبيل المرحلة الثانية التي يبلغ تصديرها التصميمي (815,185) متراً مكعباً من المياه يومياً، كما تبلغ قدرتها التصديرية (762) ميجاوات كهرباء، وتعد هذه المحطة أكبر محطة لتحلية المياه المالحة في العالم، كما تم في نفس العام تشغيل محطة البرك التي يبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (1952) متراً مكعباً من المياه يومياً، وتشغيل محطة الخبر المرحلة الثانية التي يبلغ تصديرها التصميمي (191,780) متراً مكعباً من المياه يومياً كما تبلغ قدرتها التصديرية (500) ميجاوات من الكهرباء.
بعد ذلك وفي عام 1406ه/1986م تم تشغيل محطة الوجه، منقولة - 1، ويبلغ تصديرها التصميمي (825) متراً مكعباً من المياه يومياً، وتشغيل محطة الخفجي المرحلة الثانية التي يبلغ تصديرها التصميمي (19,682) متراً مكعباً من المياه يومياً، وتشغيل محطة أملج المرحلة الثانية ويبلغ تصديرها التصميمي (3,784) متراً مكعباً من المياه يومياً، تلى ذلك في عام 1407ه/1987م تشغيل محطة العزيزية المرحلة الأولى التي يبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (3,870) متراً مكعباً من المياه يومياً، وبعدها بعامين - أي في عام 1409ه/1989م تم تشغيل محطة مياه ضباء المرحلة الثالثة التي يبلغ تصديرها التصميمي (3,784) متراً مكعباً من المياه، ومحطة الوجه، منقولة -2، التي يبلغ تصديرها التصميمي (1032) متراً مكعباً من المياه يومياً، ومحطة جدة بالتناضح العكسي التي يبلغ تصديرها التصميمي (48,848) متراً مكعباً من المياه يومياً، ومحطة الشعيبة المرحلة الأولى لتغذية مكة المكرمة والطائف التي يبلغ تصديرها التصميمي (191,780) متراً مكعباً من المياه يومياً، كما تبلغ قدرتها التصديرية (157) ميجاوات كهرباء، كما تم تشغيل محطة الشقيق لتغذية منطقة عسير ويبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (83,432) متراً مكعباً من المياه يومياً كما تبلغ قدرتها التصديرية (62) ميجاوات كهرباء.
كما تم في العام 1410ه/1990م تشغيل محطة حقل المرحلة الثانية التي يبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (3,874) متراً مكعباً من المياه يومياً وتشغيل محطة فرسان، منقولة -1، التي بلغ تصديرها التصميمي (1075) متراً مكعباً من المياه يومياً، بعدها تم تشغيل محطة جدة تناضح عكسي -1 التي يبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (48,848) متراً مكعباً من المياه يومياً وذلك في عام 1414/1994م.
أنظمة وشبكات نقل مياه التحلية:
لم تقتصر خدمات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على إمداد المدن الساحلية بالمياه المحلاة فقط، بل قامت المؤسسة بمد شبكة من خطوط الأنابيب للوصول إلى المناطق الداخلية متجاوزة تضاريس متباينة تتصف في معظمها بالوعورة الشديدة، وتتجاوز مجموع أطوال هذه الشبكة (2000) كيلومتر بأقطار تتراوح من 500ملم إلى 2000ملم لتخدم أكثر من (40) مدينة وقرية وتفاصيلها في الجداول المرفقة.
ومنها يتضح أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة قد أنشأت (108) خزانات (منفذة) لتجميع المياه المنتجة والمنقولة بطاقة استيعابية تتجاوز ستة ملايين متر مكعب, وهناك (56) خزاناً يجري تنفيذها تستوعب أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب، وبعد التنفيذ سوف تبلغ طاقة الخزانات الاستيعابية أكثر من تسعة ملايين متر مكعب.
المشاريع تحت التنفيذ:
1- محطات التحلية وتوليد القوى الكهربائية:
يجري حالياً العمل على تنفيذ ثلاثة مشاريع محطات لتحلية المياه المالحة وإنتاج الطاقة الكهربائية وتشمل: محطة الخبر المرحلة الثالثة بطاقة مركبة للمحطة تبلغ (280,000) متر مكعب من المياه يومياً ويبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (240,800) متر مكعب من المياه يومياً وتبلغ القدرة المركبة للمحطة (478,8) ميجاوات كهرباء، كما تبلغ قدرتها التصديرية (311) ميجاوات كهرباء، ومحطة الشعيبة المرحلة الثانية التي تبلغ طاقتها المركبة (454,545) متراً مكعباً من المياه يومياً ويبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (390,909) أمتار مكعبة يومياً وتبلغ قدرتها المركبة (520) ميجاوات كهرباء، كما تبلغ قدرتها التصديرية (340) ميجاوات كهرباء، ومحطة الجبيل بالتناضح العكسي التي تبلغ طاقتها المركبة (90,909) أمتار مكعبة يومياً ويبلغ تصديرها التصميمي للجهات المستفيدة (87,182) متراً مكعباً من المياه يومياً.
وتقع محطتا الخبر المرحلة الثالثة والجبيل بالتناضح العكسي على ساحل الخليج العربي بينما تقع محطة الشعيبة المرحلة الثانية على ساحل البحر الأحمر الغربي للمملكة العربية السعودية في منطقة الشعيبة التابعة لإمارة مكة المكرمة.
2- خطوط الأنابيب ومحطات الضخ (تحت التنفيذ):
هناك ستة مشاريع لخطوط أنابيب نقل المياه إلى أنحاء المملكة هي:
1- نظام نقل المياه إلى المدينة المنورة - المرحلة الثانية:
وقد بلغت تكاليف تنفيذ عقد هذا النظام مبلغاً وقدره (1,626,000,000 ريال) ويتضمن تمديد خطوط الأنابيب بطول 372كم، وطاقة (353,585) متراً مكعباً من المياه يومياً، وعدد 23 خزاناً لتجميع المياه المنتجة والمنقولة بسعة تتراوح من 5,000 - 140,000 متراً مكعباً للخزان الواحد، كما تبلغ السعة التخزينية لجميع الخزانات (1,256,000م3)، ومحطتين لضخ المياه المنتجة وأربع محطات طرفية، و9 نقاط توزيع ويستخدم هذا المشروع بالإضافة إلى المدينة المنورة وينبع عدد من المدن والقرى الواقعة بالقرب من امتداد مسارات خطوط الأنابيب نقل المياه للمدينة المنورة.
2- نظام نقل المياه من الشعيبة إلى جدة:
سيتم من خلال هذا الخط نقل المياه من محطة الشعيبة (المرحلة الثانية) إلى مدينة جدة بطاقة تبلغ حوالي (273) ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، ويتم تحقيق ذلك بإنشاء محطة ضخ جديدة في منطقة الشعيبة وخط جديد من أنابيب النقل الفولاذية بقطر (1500) ملم (60) بوصة وطول 164كم يسمى خط أنابيب/ نقل مياه الشعيبة - جدة.
ومن خلال هذا المشروع سيتم زيادة كمية المياه المنقولة إلى مكة المكرمة والطائف، إذ سيؤدي تعزيز رفع قدرة محطة الضخ الحالية والموجود في محطة التحلية بالشعيبة (المرحلة الأولى) إلى زيادة قدرة الضخ من (182) ألف متر مكعب يومياً إلى طاقة قصوى قدرها (364) ألف متر مكعب يومياً، كما سيتم خلال هذا المشروع زيادة كمية المياه المنقولة إلى مدينة الطائف إذ سيؤدي تعزيز ورفع قدرة محطات الضخ الثلاث الوسطى الموجودة حالياً على خط نقل المياه بين مكة المكرمة والطائف إلى زيادة طاقة الضخ من (90,909) متر مكعب يومياً إلى طاقة قصوى قدرها (159,090) متر مكعب يومياً تنقل لخزانات المحطات الطرفية في الطائف عن طريق نظام نقل المياه القائم حالياً.
3- خط أنابيب الجبيل - الرياض (الخط الثالث) يبلغ طوله الإجمالي 375كم وقطره 1500 ملم (60 بوصة).
4- خط أنابيب الرياض - سدير - الوشم - القصيم يبلغ طوله الإجمالي حوالي 885كم وقطره يتراوح ما بين 400 - 2000ملم (16 - 80 بوصة).
5- نظام نقل المياه من الخبر إلى الهفوف يبلغ طوله الإجمالي 141كم منها 8كم خط فرعي إلى بقيق وقطره 600ملم (24 بوصة).
6- نظام نقل المياه إلى مدن المنطقة الشرقية الخبر المرحلة الثالثة يبلغ طوله الإجمالي حوالي 130كم وقطره يتراوح ما بين 600 - 1500 ملم (24 - 60 بوصة).
ويزيد مجموع أطوال هذه الخطوط على ألفي كيلومتر (2,066 كيلومتر) ويتبع هذه المشاريع 10 محطات لضخ المياه وواحدة لخلطها إضافة إلى 56 خزاناً سعتها الإجمالية أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب من المياه المحلاة والعذبة (3,061,000)م3.
وبهذا يصل مجموع أطوال خطوط الأنابيب بعد اكتمال هذه المشاريع الجديدة بمشيئة الله إلى أكثر من أربعة آلاف كيلومتر (4,159 كيلومتر) إضافة إلى (29) محطة ضخ و(10) محطات خلط، كما سيبلغ إجمالي عدد خزانات المياه (164) خزاناً سعتها الإجمالية أكثر من (9) ملايين متر مكعب من المياه المحلاة العذبة (9,136,350م3).
التخطيط أساس النجاح:
منذ إنشاء المؤسسة وهي تعمل على تطوير إمكاناتها وتجهيزاتها، وساعد على ذلك التطور الكبير الذي تحقق في مجال صناعة تحلية المياه المالحة وما يصاحبها من إنتاج للطاقة الكهربائية، الأمر الذي أدى إلى التوسع في إنشاء بنيتها الأساسية ودفعها إلى المبادرة لإعادة دراسة نظمها الأساسية وقواعد إجراءاتها الإدارية وهياكلها التنظيمية بما يمكنها من ممارسة مسئولياتها بكفاءة عالية لتحقيق أهدافها التي أُنشئت من أجلها، ويحقق للعاملين فيها الاستقرار والاستمرار في أداء أعمالهم ومهامهم الموكلة لهم، ذلك أن العاملين في مثل هذا النوع من الصناعات التحويلية المتمثل في تحلية مياه البحر وإنتاج الكهرباء، يعملون ضمن ضوابط مشددة، وساعات عمل يومية في ظروف تشغيلية قاسية تزيد فيها احتمالات تعرضهم للخطر في مناطق نائية بعيدة عن العمران وتتضمن الدراسة الحالية لنظام المؤسسة دراسة إمكانية تطبيق نظام واحد على العاملين بالمؤسسة ينهي الإزدواجية ويؤمن المرونة والقدرة الكافية لاستقطاب الكفاءات السعودية والحفاظ عليها ويؤمن المتطلبات اللازمة من حيث الانضباط وتحديد المسئوليات، ويراعي حقوق العاملين، ويزيد من ساعات العمل، ويرفع من مستوى الإدارة والإنتاج كماً وكيفاً، كما يتم حالياً داخل المؤسسة دراسة لائحة شئون العاملين المعتمدة من مجلس الإدارة ولائحتي تنظيم العمل، وكافة ما صدر من تعليمات وقرارات إلحاقية فرضها واقع وطبيعة العمل بالمؤسسة، إضافة إلى معالجة جوانب القصور في تلك اللوائح، وتوحيد ذلك كله في دليل واحد، ويتميز هذا الدليل - عند إقراره - بشموليته وتغطيته لجوانب عديدة في حياة الموظف العملية داخل المؤسسة بدءاً بالتعيين وإنتهاءً بطي القيد، وبيان ما للموظف من حقوق ومزايا ومكافآت وما عليه من واجبات والتزامات وجزاءات، ومن أبرز ملامح هذا الدليل أيضاً هو اشتماله لأول مرة على قواعد خاصة بالتدريب والإبتعاث، وقواعد السلامة وإصابات العمل والرعاية الطبية، وقواعد خاصة بتقارير الأداء، ويؤمل إستكمال دراسة كافة الأمور المتعلقة بهذا الدليل خلال فترة وجيزة.
|