Tuesday 19th October, 1999 G No. 9882جريدة الجزيرة الثلاثاء 10 ,رجب 1420 العدد 9882


لا سلم العود الحال تعود
قبل أن تقود سيارتك,, اسمعني أخي ذيب!!

هل سمعت آخر نكتة يا ذيب العجائب؟!
هل سمعت آخر نكتة يا اخ ذيب,, قال ذيب يظهر انك فايق ورائق فانا مهموم ومشغول ذهنيا وفكريا في البحث عن عمل وانت ترغب في ان تنكت وتضحك.
فقلت له: يجب ان تخفف عن نفسك وان تضحك للدنيا تضحك لك ودعني اقولها لك فسوف تعجبك,, فقبل ذيب ذلك على مضض,, فقلت له توجد في امريكا كما تعلم اسواق مصغرة للخدمات الغذائية السريعة المنتشرة في مختلف الولايات المتحدة الامريكية ويمكنك ان تجدها في معظم الاحياء وفي كل المدن يطلق عليها اسم هو عبارة عن رقمين واسم السوق هو 7-11 وقد تعرف احد الهنود القادمين حديثا للولايات المتحدة على رجل اعمال امريكي وحاول الهندي ان يستفيد من التجربة التجارية لرجل الاعمال الامريكي والذي نصحه ان يحاول في بداية تجربته التجارية ان يشتري اكبر عدد ممكن من فروع اسواق 7-11 وبعد انقطاع عن بعضهما لفترة طويلة تقابلا فسأل رجل الاعمال الامريكي هذا الهندي الذي يحاول ان يدخل عالم التجارة من اوسع أبوابها,, ماذا عملت فهل نجحت في التجارة؟
فقال هذا الهندي: نعم وانني املك الآن 14-22!!.
فاستغرب التاجر الامريكي من هذه الارقام والتي ليس لها اي معنى لديه,, وقال له سائلاً: ماهذا الرقم الغريب 14-22؟! وهل هذه هي ارقام الملايين التي تملكها الآن؟!.
فضحك الهندي وقال: لا ولكن هذا الرقم يعني انني اخذت بنصيحتك واشتريت محلين من اسواق 7-11!! وليس محلا واحدا لهذا فلو ضربت اثنين في 7-11 لتوصلت لنفس الرقم وهو 14-22,, فضحك رجل الاعمال الامريكي على ذلك كثيراً,, فهل اضحكتك يا ذيب هذه النكتة؟, فقال ذيب: لقد قطعت افكاري واحبالها بهذه النكتة البايخة!! فقلت له: لاتقل ذلك يا صاحبي وما هدفت من ذلك كله الا ان أخفف عنك واضفي على محياك شيئاً من الابتسامة وليس العكس.
فقال ذيب: اشكرك يا صاحبي ولكن لن يخفف عني شيئاً فانني كما تعلم اتحول من معضلة الى اخرى وآمل الا تسألني عن العمل فلم يأتِ الفرج الى الآن.
فقلت له: وهل هناك هموم اخرى اهم من العمل؟.
فقال ذيب: نعم بكل اسف فقد حزنت هذا اليوم حزناً شديداً عندما شاهدت اسرة بكاملة ممزقة الاشلاء في احدى الطرق السريعة بسبب تهور احد الشباب الذي كان يقود سيارته بسرعة خيالية تفوق سرعتها سرعة صواريخ ارض ارض دون اي مبالاة، ولم استطع ان اتناول اي وجبة غذائية حتى الآن واصبحت مشغولاً في التفكير في سلامتي وليس العمل وذلك ما يقول المثل الشعبي لا سلم العود الحال تعود .
فقلت له: ومع انني لا ارتاح كثيرا لهذه الامثال التي نرددها في الليل والنهار بمناسبة وبدونها وانظر للكثير منها وكأنها مبنجات ومسكنات مجتمعية,, ولكنك على كل حال سوف تتعود على هذه الفوضى في القيادة مع الوقت يا صاحبي واود ان احذرك بألا تقود سيارتك باسلوب قيادتك في امريكا وألا تقف توقفا كاملا عند التقاطعات حتى ولو كان هناك علامة توقف اجبارية,, فقد سبق وان ذهب ضحية الالتزام بقواعد المرور زميل عزيز عاد بدرجة الدكتوراه حديثا حيث توقف عند احد التقاطعات الموجودة فيها لوحة توقف اجباري فصدمه احد السائقين من الخلف وقد توفي هذا الزميل في الحال رحمه الله, فقال ذيب: وما العمل اذاً؟ فقد استخدمت الليموزين فوجدت انني اعيش داخل سيارتهم وكأنني في مدينة ملاه والسائق لا افهم منه الا انه يهز رأسه فقط، وان قلت له خفف من السرعة فانا خائف يقول لي نهي,, نهي,, انت مافيه خوف,, انت مافيه مشكلة,, وعندما اصل الى المكان المقصود لا اصدق انني على الرصيف الا بعد وقت طويل بل انني استمر لوقت طويل وكأنني مازلت داخل هذا الليموزين أسيراً مع رفيق ويصطدم رأسي مرة في الباب الايسر ومرة في الايمن وانا اسمع اصواته وهو يردد,, نهي,, نهي يا رفيق!! انت ما فيه خوف,, انت فيه رجل.
فقلت له: وماهي آخر الاخبار بالنسبة للسكن؟
فقال ذيب: لقد سكنت في سكن ايجاره معقول في حي اليمامة الواقع بجوار سوق عتيقة للخضار ومن اجمل الاشياء ان حولنا بحيرة جميلة من المياه لم اصدق انها موجودة حتى بدأت اشاهد جمال هذه البحيرة من نافذة منزلي, فضحكت من كل قلبي وقلت له: الله يهنيك ويسعدك بهذه البحيرة وروائحها العطرة!!.
فقال ذيب: ماذا تقصد يا اخي؟!.
فقلت له: يا اخ ذيب انت ذيب ولابد ان تكون ذيباً وتفهم وكفي!!, فقال ذيب: يظهر انني قد اطلت عليك اكثر من اللازم ولهذا فقد بدأت تظهر عليك علامات التعب,, لهذا اودعك وسوف اخطرك عن عملي في المرة القادمة ان شاء الله.
فقلت له: ان شاء الله ولابد ان يبقى الامل لنبقى معه,, والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل.
عبدالله بن ابراهيم المطرودي
واشنطن

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
ملحق تحلية المياة
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved