Tuesday 19th October, 1999 G No. 9882جريدة الجزيرة الثلاثاء 10 ,رجب 1420 العدد 9882


خيركم من تعلم القرآن وعلمه
النموذج الصالح للناشىء المسلم

عزيزتي الجزيرة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
تمر ايام الاسبوع يوماً بعد الآخر ثم يأتي يوم الجمعة بروحانيته وفضائله، فتتفاعل صحيفة الجزيرة الغراء مع روحانية هذا اليوم ومكانته العظيمة، وذلك من خلال الملحق الاسبوعي الرائع آفاق اسلامية ذلك الملحق المليء بالدرر والفوائد الجمة بدءاً بزوايا نور الحق- هكذا اسلمت- فتاوى- مشكلة وحل مروراً ب من وحي المنبر- في الهدف- رياض الفكر وانتهاءً بصفحة الرسالة المليئة بالتحقيقات والنصائح المتنوعة، ويأتي من ضمن روائع ذلك الملحق زاوية صغيرة الحجم والمبنى كبيرة المدلول والمعنى، انها زاوية هكذا حفظت القرآن تلك الزاوية التي يطل علينا من خلالها فلذات الاكباد والناشئة ليقدموا نموذجاً صالحاً للناشىء المسلم الذي شغل وقته بافضل الاعمال الا وهو حفظ كتاب الله تعالى، وانه ليسعدني ويشرفني انه القى اطلالة هامة تتعلق بهذه الزاوية وما يمارسه هؤلاء الناشئة من حفظ لكتاب الله تعالى وذلك من خلال النوافذ التالية:
1- تبذل حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله- جهوداً مشهودة ومشكورة للعناية بكتاب الله تعالى طباعة وتوزيعاً وحفظاً وتعليماً وما مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية، وجمعيات تحفيظ القرآن المنتشرة في محافظات المملكة، واقامة المسابقات المحلية والدولية وتخصيص الجوائز الضخمة لها الا خير شاهد على كل ذلك، فنسأل الله تعالى ان يكلل تلك الجهود والمساعي الطيبة بتحقيق الاهداف المرجوة والمأمولة من ذلك، انه سميع مجيب.
2- كم هو مفرح ومثلج للصدور توافد هؤلاء الناشئة على بيوت الله لتدارس القرآن الكريم وحفظه حيث يقضون اوقاتهم بالاشتغال بافضل الاعمال فيرضون بذلك ربهم ويحوزون الاجر العظيم والثواب الجزيل حيث قال صلى الله عليه وسلم وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده رواه مسلم, وقال عليه الصلاة والسلام خيركم من تعلم القرآن وعلمه رواه البخاري وقال عليه الصلاة والسلام افلا يغدو احدكم الى المسجد فيتعلم او فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث واربع خير له من اربع ومن اعدادهن من الابل رواه مسلم, فهنيئاً لهذه الناشئة هذا التوفيق العظيم، وهنيئاً لهم اشتغالهم بهذه المهمة الشريفة، وليسمحوا لي ان اهمس في آذانهم هذه الهمسات التي اتمنى ان تكون معينة لهم في مهمتهم العظيمة، وخاصة وان الكثير منهم بلغ من السن ما يؤهله لمتابعة الصحف والاستفادة مما فيها حيث ان شريحة كبرى من حفاظ كتاب الله في الجمعيات هم من الدارسين في المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية فاقول لكل واحد منهم: هنيئاً لك هذا الفضل العظيم والعمل الشريف واتمنى منك ان تستمر في هذا الطريق لانه طريق التوفيق والهداية والفلاح واوصيك ببعض الوصايا التي قد تعينك في مهمة حفظ كتاب الله تعالى:
اولاً: عليك ان تخلص لله عز وجل في حفظك لكتابه العظيم، وذلك ان النية الحسنة والصالحة هي الاساس الاول للقبول والتوفيق، اذ لا خير فيمن يقرأ القرآن ليقال قارىء او ليتوصل به الى امور دنيوية.
ثانياً: الالتزام الكامل بالآداب والاخلاق الاسلامية من اهم الصفات التي يجب ان يتحلى بها المسلم، وحامل القرآن وحافظه اولى الناس بذلك، لذا فعليك ان تهتم باخلاقك وان تحرص على المعاملة الحسنة مع الآخرين قولاً وفعلاً.
ثالثا: اياك ان تهتم بمقدار الحفظ وكميته دون الاهتمام باجادته وضبطه، فلا يكن هدفك اخر السورة والجزء، بل ليكن الهدف الاول هو اتقان الحفظ وان قل ذلك، فالعبرة في النهاية ليست بالمقدار والكم بل بالاجادة والكيف، واعلم ان ما حفظ سريعاً يزول سريعاً بخلاف الحفظ المتقن!!
رابعاً: عليك ان تستغل سنوات الصغر في زيادة الحفظ لانها السنوات الذهبية لضبط الحفظ وجودته، وذلك ان ملكة الحفظ في سن الصغر اقوى منها في سن الكبر وذلك لصفاء الذهن وخلوه من المشاغل والمشاكل وقديماً قيل الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر والحفظ في الكبر كالنقش على الماء كناية عن ثبوت الاول وسرعة زوال الثاني.
خامساً: لابد من المراجعة الدائمة والمستمرة لكل ماحفظت، لان القرآن سريع التفلت والنسيان كما قال صلوات الله وسلامه عليه تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو اشد تفلتاً من الابل في عقلها متفق عليه، وليكن لك صديق او قريب تراجع معه مقدار حفظك بشكل مستمر، وكذلك عليك ان تبكر للحضور الى الصلوات وتستغل الوقت الذي بين الاذان والاقامة للصلاة بالمراجعة، وكذلك اثناء الصلاة السرية وفي السنه والنوافل,, والحرص على الاستماع للقرآن من خلال الاشرطة المسجلة في المنزل وفي السيارة ونحو ذلك.
سادساً: شهر رمضان موسم عظيم يقبل الناس فيه على العبادات والخيرات، وحافظ القرآن على موعد مع هذا الشهر ليقرأ ويراجع ما تقادم العهد به من سور الكتاب العظيم اقتداءً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان يتدارسه في رمضان مع جبريل عليه السلام.
سابعاً: من اهم الوسائل لاتقان الحفظ الحرص على رسم معين للآيات ولعل من افضل المصاحف المتداولة في الاسواق المصحف الذي طبع في مجمع الملك فهد حيث انه نظم واعتني به بشكل كبير وهو متوفر في كل مكان وبعدة اشكال واحجام فاحرص على ان تحفظ من خلاله لكي لا تختلط السور والايات باختلاف رسم المصاحف.
ثامناً: لكي تكتمل الفائدة ويتحقق المراد لابد من التعاون الكامل مع معلم الحلقة التي تدرس فيها والتأدب معه، والسعي الحثيث لازالة كل العراقيل التي تحد من الحفظ او تضعفه.
3- هناك رجال نذروا جل اوقاتهم لقيادة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية فتراهم يعملون بجد ونشاط وحيوية يدفعهم لذلك خدمة كتاب الله تعالى ورعاية ابناء الامة لا يلوون لغرض او عرض من اعراض الدنيا الزائلة حيث استبدلوا ذلك بما هو انفع وابقى واغلى الا وهو الاجر الاخروي، فبارك الله في جهودهم وسدد على طريق الحق والخير خطاهم، وحقيقة ان لهذه الكتيبة المخلصة حقا علينا بالدعاء والدعم، والمساندة المادية والمعنوية ليتمكنوا من قيادة الجمعيات ويحققوا ما يسعون اليه من طموحات فلهم منا كل الشكر والتقدير حيث انهم يعملون لمصلحة فلذات الاكباد بينما غيرهم غارق في هموم الدنيا ومتاعها الزائل.
4- تقع على كاهل اولياء امور الطلاب مسؤولية عظيمة الا وهي الحرص على ابنائهم بتربيتهم على الاخلاق الفاضلة وتعليمهم ما يحتاجون اليه، ومن ذلك تشجعيهم على الالتحاق بالحلقات القرآنية لما فيها من المصالح العظيمة، حيث يشتغلون بحفظ كتاب الله تعالى ويتعرفون على صحبة طيبة ويبتعدون على رفقاء السوء ويحفظون اوقاتهم ويشغلونها بما يعود عليهم بالمنفعة، قال صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن وعمل بما فيه البس الله والديه تاجاً يوم القيامة ضوؤه احسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا .
رواه ابو داود.
5- ان هذه الجمعيات التي تتولى تحفيظ الناشئة كتاب الله بحاجة ماسة الى الدعم المادي والمعنوي فيا اهل المال واليسار ويا اولياء امور الطلاب احرصوا على دعم هذه الجمعيات الخيرية التي تتولى اعظم مسؤولية على وجه الارض لتحصلوا على الخيرية التي قال عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه نتمنى ان نرى في القريب العاجل تغيراً في مفاهيم الناس حول الوصايا والاثلاث، نتمنى ان نرى من يوصي بثلثه لدعم هذه المشاريع العملاقة نتمنى ان نرى الصدقة الجارية والوقف على هذه الجمعيات لتحقق ما نصبو اليه من آمال وطموحات، وتساهم في ايجاد شباب صالح يخدم بلده ويعتني بدينه والله اسأل ان يوفق الجميع لكل خير وهدى والله المستعان.
احمد بن محمد البدر
الزلفي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
ملحق تحلية المياة
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved