عزيزتي الجزيرة,, لك كل حب وتقدير وبعد,.
من منا لايدرك اهمية القراءة؟,, ومن منا لايعرف قيمتها؟ إنني متاكدة قطعاً ان الجميع يدرك اهميتها ويعرف قيمتها ولكنها اصبحت هذه الايام عبئاً ثقيلاً يتبرم منه الكثير وينفر منه,, بل وقد يهجر الكتاب امداً طويلاً,, ان القراءة متعة للنفس وغذاء للعقل,, وصفاء للذهن,, وفي القراءة ينابيع صافية لخبرة كل مجرب كما ان القراءة سياحة للعقل البشري بين الحاضر والمستقبل فيقف القارىء على احداث العالم حاضراً وماضياً من خلال وريقات يقلبها بين انامله في بضع دقائق فيطلع من خلالها على احوال البشرية جمعاء,, ما اجمل القراءة وما انفعها! لانها لاتعترف بالفواصل الزمنية او الحدود الجغرافية او الفوارق الاجتماعية, فالقارىء اياً كان يستطيع ان يعيش في كل العصور بل في كل الممالك والاقطار من خلال سياحته داخل الكتاب من دون ان يعكر صفوه او يضني عقله,,ان الكتاب بستان نقطف منه انواع الازهار واطايب الثمار نتجول داخله ونستظل بظله وتهفو افئدتنا اليه فرحاً وطرباً به,, فالكاتب يحملنا الى قمم الجبال ثم ينزل بنا الى اعمق الوديان يسير بنا بين المروج الخضراء وينتقل بنا الى الصحاري الجدباء وكأننا رفاقه واصدقاؤه.
ان صداقة الكتاب اعظم واسمى من صداقة الإنسان ولله در الشاعر حين قال:
اعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب |
فالكتاب لايشتكي ان هجر ولايغضب ان ترك وان لم ينفعنا فلن يضرنا ولن يعاتبنا كعتاب الاصدقاء لذلك فهو اغلى واسمى واعلى من علاقة الانسان بإنسان آخر,, ومع ذلك فهو حقيقة وعاء الفكر والثقافة ومعين المعرفة ونتاج حضارات الامم والمعبر عنها والحافظ لها لذلك يجب ان نمنحه من الاهمية الشيء الكثير.
إن الاستهانة بالكتاب واهمال القراءة دليل واضح على ضعف الملكات اللغوية والفكرية والثقافية لان الكتاب احد روافد الثقافة وللاسف هذا مايحدث في هذه الايام وكأن الكتاب العدو اللدود وذلك لانشغال القارىء باشياء اخرى قد تصرفه عن القراءة البتة واهمها,, تلك الفضائيات التي سرقت الوقت وبددت ساعات القراءة واستغني بها عن القراءة وعن الكتب وهجرت المكتبات واستبدل قول الشاعر.
اعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب |
الى (أعظم عدو في الزمان كتاب)
واستبدل قول الجاحظ الكتاب هو الصديق ساعة الوحدة ونعم المعرفة في بلاد الغربة بقولهم الكتاب هو العدو اللدود ساعة الفراغ وهو المانع لكل ما لذ وطاب .
نعم هذه الكلمات تقال في هذا الزمن وذلك لان الملهيات كثيرة فما عادت القراءة تستهوي ثلة من البشر الا ماندر,, لقد اشتكى الكتاب من عقوق جمع غفير من قرائه,, فغصت المكتبات بالكتب النفيسة والتي لم تجد من ينفض الغبار عنها او يعرف قيمة ماتحمله من درر نادرة فهلاّ تعود للكتاب هيبته كما كان سابقاً,, وهلاّ اعطينا هذه الدرة النفيسة حقها وحافظنا عليه واتخذناه صديقاً لنا في مشوار حياتنا,, أتمنى ان يؤخذ كلامي بعين الاعتبار وان ننفض جميعاً غبار هذه الكتب القيمة ونحتضنها جنباً الى جنب مع الروافد الاخرى لنثري معلوماتنا بكنوز العلم والمعرفة, وللجميع التحية
طيف أحمد
الوشم- ثرمداء