,, لا احد منا يجهل تلك الشماعة,, التي جلس فوقها الشيطان وفرد ذراعه,, فهي حديث المجالس,, وكلام الجاهل والدارس, وقد زاد الحديث عنها بشكل سخيف,, واختلطت حكايات بالتخريف والتأليف فقد اعتبروها سببا للرسوب وانتشار الدمامل والحبوب.
وسببا في طلاق الجميلة واحمرار اعينها الكحيلة,, ولم تعد هناك مشاكل الا من ورائها,, واي مصاب يحدث فهو من جرائها, فهي السبب في مشاكل العنوسة,, واحتراق البسبوسة وبالنسبة لتساقط الشعر,, او الشعور بضيقة الصدر,, فلها دور كبير واثر خطير,, واما العزوف عن قراءة الكتب والسواد الموجود منذ الولادة في الركب, فمن سواها السبب؟ حتى في خراب الجوال وما يلحق به من أعطال كله ينسب اليها بعد تعليق انسان بريء عليها,, ونعته بالحسد وانه يعاني من العقد وانه منذ صغره لم ير نعمة وان وجوده في هذه الحياة كان نقمة,, لقد اصبح الانسان مجموم اللسان فالتعبير عن الاعجاب للآخرين يعد حسدا وكتمان المشاعر يعد غيرة وحقدا فالعين حق مذكور لكن الافراط والتفريط منا دائما هو الفعل المأثور, فأي عقل يرضى,, ان ألبس ابنتي الصغيرة فستان (عريان) وهي بيضاء كالاجبان,, واربط لها شعرها بربطة حمراء تتناسب مع الثوب والحذاء, واخرج بها الى السوق ليراها من يمشي ويسوق,, ثم اعود بها على كتفي الى البيت لاندب الحظ واصرخ يا ليت,, لكن الاغرب والاعجب من هذا,, ان نرى عجوزا شمطاء غدت كأرض جدباء,, تشتكي من السعال لأن جارتها نظرت اليها وهي تشرب عصير البرتقال, ورغم انتشار وتفشي هذا الداء الا انه بحمد الله يوجد الدواء وهو دواء ليس ببعيد,, ومع غلاء ثمنه فإنه شيء زهيد فهناك سوق خاص يدعى بسوق (المهابيل) يباع فيها ما يسمى ب(غسال الفناجيل) وله اعلان في حفلات الزفاف معروف يأتي كفاصل عند سكوت اصوات الدفوف.
(لعروس مشرقة دائمة الجمال هادئة وصافية البال,, محروسة من عيون العذال,, اشتري غسال الفنجال),, اذا فلنكف عن تلك السخرية السخيفة ولنعترف باخطائنا وان كانت عنيفة,, ولنترك تلك الشماعة في حالها,, ونكف عن محاكمتها وسؤالها.