اكتب اليكم بعد ان مللت ان احسب عمري,, فانا ما اشعر به من عمر,, يخالف,, تماماً ما اشعربه,, وما مر بي من مواقف,, ان اكون مطلقة للمرة الثانية,, لاذنب لي,, والله يشهد على هذا,, في الطلاق,, ففي المرة الاولى,, تركني زوجي,, وقبل ان يمر بي العام الاول من الزواج وتزوج من اخرى,, لاتتفوق علي في اي شيء,, والمرة الثانية كانت مصيبتي كبيرة,, في طلاقي, فقد اخترت بقلبي زوجي,, ووقفت امام عائلتي,, ووقفت بجانبه,, وضحيت بكل ما املك من مال,, حتى اساعده لكي يبني ذاته,, وبعد ان نجحت مؤسسته,, واصبح رجل اعمال ناجحا,, ابتعد عني,, وعاد مرة اخرى الى زوجته واطفاله,, وكأنني خطأ في حياته,, لايستحق ان يحافظ عليه,, بل تخلص مني سريعاً,, هذا,, وبعد طلاقي الثاني,, اشعر ان كل العالم يظلمني,, فقد عدت وحيدة مرة اخرى الى اهلي,, اعيش تحت رعاية اخي الاكبر,, بين ابنائه وبناته,, حتى عملي,, الذي استقلت منه بعد زواجي,, لم انجح في العودة اليه,, ارجو نصيحتي ماذا افعل,, وكيف اقنع اهلي ومجتمعي,, انني لاذنب لي,, في طلاقي,, فعندما اخترت هذا الرجل,, لم اكن اتصور نواياه,,؟ ارجو مساعدتي.
***
-عزيزتي,, ما قراته الآن ليس بجديد,, عن عالم المطلقات ودنيا احزانهن فالطلاق ولانه ابغض الحلال الى الله, كثيراً مايترك صفحاته الحزينة,, على قلب المراة,, كما قد يترك صفحات حزينة اخرى,, في قلب الرجل,, فالطلاق تمتد آثاره النفسية ايضاً,, على الرجل,, كما تمتد على المرأة,, وان اختلفت درجة الحساسية هنا,, بين الرجل والمرأة بطبيعة الحال,, لذا,, عزيزتي لاتتعاملي مع مصيبة الطلاق في حياتك من وجهة نظرك فقط,, اذ بالتأكيد,, يعاني الرجل ايضاً من الطلاق,.
هذا,, والآن,, ولكي تنجحي في اجتياز ازمتك النفسية الحالية,, حاولي ان تفكري في مواطن الجمال الكثيرة الاخرى في حياتك,, حاولي,, ان تتلمسي اسباب السعادة الاخرى في حياتك,, تذكري نعم الخالق حولك,, واعلمي,, ان حزنك هذا بعد الطلاق,, هو حزن مؤقت,, وان الحياة والايام القادمة ان شاء الله,, ستهيىء لك اسباب السعادة من جديد,, بل ان مجرد خطابك هذا لنا,, هو بداية تخلص من ازمتك النفسية من الطلاق,, اذ لحظات البوح الصادق,, دائماً ماتفتح البدايات الصادقة,, للتأقلم او للتخلص من الالم والمعاناة,.
لاتستسلمي عزيزتي,, لفكرة عدم نجاحك في العودة لعملك لاتيأسي,, وحاولي من جديد,, للعودة للعمل,, ابحثي عن فرص وظيفية جديدة,, حاولي ان تتعلمي مهارات جديدة,, حاولي ان تمارسي هوايات جديدة,, افتحي من حولك النوافذ المغلقة,, فالآمال,,والطموحات لاحدود لها دائماً,, وهذه الآمال والطموحات,, من هبة الخالق لنا,, اخرجي من عزلتك,, شاركي اخاك وابناءه وزوجته حياتهم الاجتماعية,, بالابتسام والرضا,, وانتظري فرصتك الجديدة القريبة ان شاء الله,, وتكوين اسرة,, فقط,, حاولي ان تأخذي مشورة الاهل,, عند الاختيار,, فالاهل,, دائماً,, مايملكون قدرة الرؤية الاوضح منا,, اذ كثيراً,, ما تشدنا عواطفنا,, بعيداً عن الحقيقة,, وهنا نواجه الحقيقة,, ولكن المشكلة تكمن اننا نواجهها دائماً,, بعد فوات,, الاوان,,واخيراً,, لاتخشي الزمن,,واحسبي عمرك,,بثقة,, فانت مازلت شابة,,وتفاءلي بالحياة .